"كوثر".. سلاح الردع الإيراني أم كذبة جديدة؟.. هنا الحقيقة

بعد أن أعلنت طهران أول مقاتلة محلية الصنع 100 %
"كوثر".. سلاح الردع الإيراني أم كذبة جديدة؟.. هنا الحقيقة

على وقع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران، والمظاهرات العارمة في ربوع البلاد المطالبة بإسقاط نظام الخميني الغاشم، فضلاً عن الضغوطات الأمريكية التي أثقلت كاهلها، أعلنت طهران صباح أمس الثلاثاء أول مقاتلة محلية الصنع، وذلك بالتزامن مع يوم الصناعة الدفاعية في البلاد، حسبما قالت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.

وقالت وسائل إعلام إيرانية رسمية إن الطائرة التي تحمل اسم "كوثر" مزودة بـ"إلكترونيات طيران متطورة، ورادار متعدد الاستخدامات"، وإنها "محلية الصنع 100 %".

وذكر التلفزيون الرسمي أن "كوثر" التي كشف عنها خلال معرض صناعة الدفاع الوطني في طهران قادرة على التحليق على ارتفاع 45 ألف قدم، وبسرعة 1.2 ماخ (وسرعة 1 ماخ مساوية لسرعة الصوت). وبثت وسائل إعلام رسمية مختلفة مشاهد للطائرة وهي تقوم بطلعات تجريبية، لكن تم قطع مشاهد مباشرة للطائرة وهي تستعد للإقلاع من مدرج خلال المعرض الدفاعي!

وقال الرئيس الإيراني "حسن روحاني" في خطاب متلفز في إطار هذه المناسبة: "إذا لم يكن لدينا قوة ردع فسيعطي ذلك الضوء الأخضر للآخرين لدخول هذا البلد".

أين الحقيقة؟

وفي خضم التغطية الإعلامية الإيرانية الرسمية، والتبريكات والتهاني بصناعة أول مقاتلة محلية، كان لموقع "ذا أفييشنست" المختص بالطيران الحربي رأي آخر، بحسب ما نقلت عنه "سكاي نيوز عربية"؛ إذ كشف عن أن الصور واللقطات التي تم بثها لـ "كوثر" لم تكن بالحقيقة للطائرة الجديدة من "الجيل الرابع"، بل هي طائرة أمريكية قديمة الطراز من نوع "إف-5 إف تايجر".

فيما كتب الصحفي الإيراني المختص بالطيران "باباك تغفاي" عبر حسابه على "تويتر" نقلاً عن مصادره الخاصة: مصادري من داخل مؤسسة صناعة الطيران الإيرانية تؤكد أن الطائرة التي كشف عنها الرئيس الإيراني هي طائرة "إف-5 إف تايجر" أمريكية الصنع، واستُخدمت لتكون بديلاً لطائرة "كوثر" خلال الاختبارات.

وأضاف في تغريدة أخرى: الاختبار الأولي لطائرة "كوثر" لم يكن آمنًا، وتم إلغاؤه اليوم. وكبديل تم استخدام طائرة عمرها 42 عامًا، هي "إف-5 إف تايجر"، وتم ادعاء أنها الطائرة الإيرانية. وما يعضد من رواية "تغفاي" قطع البث المباشر للطائرة وهي تستعد للإقلاع من المدرج.

وأكد الصحفي الإيراني المختص أن إلكترونيات الطائرة الداخلية تعود للطائرة الأمريكية التي عدلها الجيش الإيراني في مطلع الألفية تحت مشروع اسمه "إس آر 2"، الذي تم اعتباره "فاشلاً" من قِبل الطيارين الإيرانيين؛ وهو ما أوقف المشروع.

إسرائيل تشكك

وشككت إسرائيل هي الأخرى في حقيقة صناعة إيران مقاتلة حربية؛ فغرد المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي "أوفير جنلدمان" قائلاً: النظام الإيراني يكشف النقاب عن طائرة كوثر، ويدعي أنها "أول مقاتلة إيرانية محلية الصنع %100"، ويتفاخر بقدراتها الهجومية النوعية، ولكنني رأيت على الفور أن هذه هي طائرة حربية أمريكية قديمة جدًّا، صُنعت في أواخر الخمسينات من طراز F-5 ، خرجت منذ عقود من الخدمة. مضيفًا بتهكم: "الكذب حبله قصير".

وفي المقابل، أرجع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الأكاذيب الإيرانية بشأن صناعة مقاتلة إلى الضغوط الأمريكية الواقعة على كاهلهم.. وقال: "إنهم يعانون من الضغوط بسبب العقوبات الأمريكية فيخترعون الحكايات..".

ليست المرة الأولى

ولكن تلك ليست المرة الأولى التي تدعي فيها طهران صناعة أسلحة ومعدات حربية؛ إذ يكشف موقع "ذا أفييشنست" عن ادعاء إيران صناعة طائرة مقاتلة تحت اسم "القاهر إف- 313"، فيما لم تكن أكثر من مجرد "مجسم" بتصميم سيئ، لا يمكن أن يطير إلا إذا تم تحسينه بشكل كبير.

مضيفًا: كانت الطائرة صغيرة للغاية لدرجة أن قمرة القيادة الخاصة بها لا يمكن أن تناسب الإنسان العادي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org