أكد محمد توفيق بلو، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، عضو مجلس إدارة جمعية إبصار على أهمية أمن وسلامة المساجد والعناية بها، مطالباً بمراجعة إجراءات السلامة للحفاظ على سلامة المصلين في حالات تعرض المساجد لأي خطر أو ماس كهربائي أو ما شابه ذلك مما قد ينغص علاقة المسلم بربه في دور العبادة.
وأضاف، أن مساجدنا لا تخلو بشكل عام من العوائق والتي يهدف منها القائمون على هذه المساجد الحيلولة دون وقوع مخالفات المصلين "الأصحاء"، إلا أنه ومع ذلك تستمر الأخطاء ويقع المعاقون عرضة لتلك العوائق، مطالباً بضرورة وجود ممرات آمنة لذوي الإعاقة المكفوفين وغيرهم للدخول للمساجد، وقال: "لك أن تشاهد عند دخول أي من المعاقين للمسجد كم من الوقت ومن الحرج أن يتجاوز تلك الحواجز أولاً قبل أن يجد له مكاناً يؤدي العبادة فيه بنفس مطمئنة" .
وأشار "بلو" إلى أنه مع شهر رمضان المبارك يرتفع الإقبال على المساجد من عامة المجتمع من الكبار والصغار وكافة فئات المجتمع بما فيهم ذوو الإعاقة البصرية الذين يصدمون هم وكبار السن بالعديد من العوائق التي تفقدهم متعة مشاركة باقي فئات المجتمع بالعبادة في ليالي رمضان المبارك لتعرضهم للمخاطر وإعاقتهم عن التمتع بمشاركة المصلين في المساجد بأمن وسلام، حيث إن معظم مساجدنا تعتبر غير جاذبة للمعاقين حيث تتضمن عوائق عند المداخل مثل الحواجز والأبواب ودعامات الظهر داخل المسجد ورفوف المصاحف المعلقة في الأعمدة، وأبدى استغرابه، كيف أن للمساجد الكبرى تضم أكثر من خمسة آلاف مصل يدخلون خلال 20 دقيقة، بينما لا تحتوي تلك المساجد مخارج أو سلالم طوارئ لإخلاء المصلين لا قدر الله في حال حدوث حريق مثلاً، وأكد أن دورات المياه في المساجد أشد صعوبة ويصعب على الأصحاء والمعاقين استخدامها على السواء، وذلك ما يجعلنا لا نستغرب من عدم تواجد المعاقين في المساجد.
وطالب "بلو" أيضاً بتخطيط أفضل للمساجد وتلافي الحفريات والسرعة في إنجازها والتي تقام بجوار المساجد وتكون مصيدة للمعاقين وكبار السن والأطفال، مضيفاً أن عامة المساجد تزدحم بالمصلين في هذه الأيام وأيام الجمع في غير رمضان دون وجود خطط لخروج المصلين بصورة سلسة، فتجد بعض المساجد لا يتم فتح الأبواب بصورة تمكن المصلين من الخروج بسهولة فيتم تدافع المصلين على الخروج مما قد يتسبب في الأذى لبعض المصلين من كبار السن والمرضى والأطفال، كما أن النوافذ الجانبية في بعض المساجد مغطاة بشبك من الحديد أو الألمنيوم، الأمر الذي يجعل من المسجد مكاناً مهيأ لزيادة أعداد الضحايا في حالة التعرض لأي نوع من الحوادث أو الكوارث بل أبسط الحوادث مثل انقطاع الكهرباء المفاجئ فقد يتعرض كبار السن والمرضى من المصلين الذين يعانون من الربو وضيق التنفس.
وفيما قدم "بلو" شكره لإدارات بعض المساجد التي التفتت فعلاً لجودة التنظيم والعمل على تنفيذ العديد من البرامج التوعوية، فقد طالب بضرورة الاهتمام بالوصول الشامل في مساجدنا، مشيراً إلى أنه وأقرانه من المكفوفين يجدون صعوبة في الدخول إليها.
وشدد "بلو" على أن تكون بيوت الله من أفضل الأماكن في سهولة الوصول الشامل لذوي الإعاقة البصرية وأصحاب الحالات الخاصة بما في ذلك المسنون ومعالجة مظاهر نقص الوعي لدى بعض المصلين الذين يتركون الأحذية بطريقة عشوائية عند الأبواب والمداخل مسببة عائقاً وخطورة لذوي الإعاقة بصفة خاصة والمصلين بصفة عامة بما في ذلك إيقاف السيارات حول المساجد الأمر الذي ينافي شعب الإيمان التي أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، كما أن هذا الأمر يمثل خطورة أمنية في حالة وجود حالة طارئة لا سمح الله يستلزم التعامل معها من قبل فرق ومعدات الطوارئ.
وطالب القائمين على بناء المساجد والمهندسين والمصممين بمراعاة عدم وضع حواجز على مداخل وممرات المساجد والاهتمام بمخارج الطوارئ والسلامة، منوهاً بأهمية أن تكون منابر المساجد وعلى رأسها الحرمان الشريفان أحد أهم الأماكن للتوعية بالتنمية الإنسانية وتوجيه المجتمع لمساندة الأشخاص ذوي الإعاقة وعامة المصلين والتكفل بضمان حقوقهم المعنوية والمادية والتشريعية.
وأكد "بلو" على أهمية وضع شروط للحد من العوائق التي تواجه المصلين في المساجد وإيجاد بيئة عمرانية للمساجد متوافقة مع تطلعات حكومتنا الرشيدة من حيث التركيز على الوصول الشامل إلى مجتمع عمراني يعنى بالمصلين بصفة عامة وأصحاب الحالات الخاصة بصفة خاصة في جميع المرافق مع توجيه عناية المجتمع بأهمية تصميم المساجد والسعي من خلالها إلى تطوير المعايير الخاصة بسلامة المساجد والمصلين أسوة بما هو معمول به في أماكن التجمعات البشرية مثل صالات المطارات، والملاعب الرياضية الأسواق المركزية، ودعا أيضاً الأخذ في الاعتبار العناية بالبيئة المحيطة بالمسجد والتقليل ما أمكن من اعتماد المسجد على البيئة المحيطة به فيما يتعلق بمواقف السيارات وممرات المشي ...الخ، والعناية بالتراث العمراني، وجوانب اقتصاديات البناء، وكذلك ضمان التصميم للاستغلال الأمثل للموارد المالية والبشرية، ومراعاة المرونة لتعددية استخدام المسجد. وذلك من حيث: تخصيص موقف سيارة خاص أمام بوابة المسجد لإنزال المصلين غير القادرين على المشي، وأن تكون عامة الأرصفة المحيطة بالمساجد خالية من أي عوائق تجميلية أبو بنائية مثل أحواض الزرع وعلب الكهرباء والمباني العشوائية وغيرها لتمكن المعوقين وأصحاب الحالات الخاصة وعامة المصلين من الوصول إلى المسجد ومغادرته بأمن وسلام في الحالات الطبيعية أو الطارئة، وأن تكون الأرصفة تسمح بمرور الكراسي المتحركة بيسر وسهولة، مع ضرورة انسيابية الأرضية عند المداخل والأبواب وفي حال كان المسجد متعدد الطوابق فلابد من وجود سلالم طوارئ خارجية، مشيراً إلى مراعاة سهولة الحركة لعامة المصلين، بما في ذلك المسنون وذوو الإعاقة واستخدام التباين في الألوان والإرشاد لتسهيل ظروف الرؤية لذوي الإعاقة البصرية.
وطالب "بلو" بضرورة تركيب كاميرات مراقبة وأن تكون جميع المساجد مزودة بهواتف للطوارئ، ومتابعة خلو المداخل والممرات من العوائق والحواجز وإزالة سياج الحديد من النوافذ الجانبية للمساجد للاستفادة منها كمخارج طوارئ وتهوية في حالات الدخان أو حدوث حالات اختناق لا سمح الله، ومن المفيد جداً تركيب كاميرات مراقبة وأن تكون جميع المساجد مزودة بهواتف للطوارئ.
وناشد "بلو" المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والجهات المعنية بدعم هذه المقترحات لتطبيقها في كافة المساجد القائمة أو التي تشيد والمرافق الخدمية التابعة لها، وطالب الجهات المختصة بتنفيذ حملة توعوية تبرز الوضع العام لصعوبة الوصول الشامل في المساجد والخطوات المطلوبة لتنفيذ ذلك، معرباً عن أمله في أن تعي الجهات الحكومية والخاصة تأصيل هذه الرؤية الإيجابية وتفهم احتياجات المعاقين وأصحاب الحالات الخاصة من المصلين.