في وضح النهار مواليد صحة جدة يتجرعون الموت صالح المعيض
بداية أعتذر عن صرخة العنوان حيث لن اتحدث اليوم عن نقص الدواء وعدم وجود السرير وغياب الطبيب وبعد المواعيد فقد اشبعتها طرحا وختمها قبل إسبوعين بمناشدة مجلس الشورى تحمل مسئولياته تجاه ذلك ، وجميع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تعج يوميا بعشرات المقالات والاخبار والمقاطع التي تكشف القصور الكبير والسلبيات المتتابعة في خدمات القطاع الصحي ممثلا بوزارة الصحة، لكنها اليوم صرخة متوافقة وواقع الحال المؤلم الذي تعيشه صحة جدة سيما مع مستشفيات النساء والولادة ، الذي تجاوزت فيه كل الخطوط الحمراء ، سواء بمستشفى المساعدية او العزيزية ، حيث قمة الاهمال والا مبالاة ، ومما يؤسف له أن كل من الشؤون الصحية بجدة ومكة المكرمة ومقام الوزارة على علم بما يحدث وحدث وبصور مفجعة راح ضحيتها عشرات المواليد ، وقد تواصلت شخصيا عبر وسائل التواصل المتاحة مع جميع الاطراف ولكن دون جدوى لأن تلك المنافذ يظهر انها لا تقبل إلا الاشادة والاشادة فقط ، وحينما اقول ذلك أتحمل كما أسلفت كأمانة إعلامية مسئولية ذلك ، وحتى لايكون الموضوع في نظر القاريء العزيز والمسئول الأمين مجرد كلام إستعراضي لاسمح الله ، سأورد مأساة كنت شاهد عليها ومعايشها خلال الثلاثة الأشهر الأخيرةمن الألف إلى الباء وناشدت فيها ومعها جميع الاطراف لكن بكل مرارة لاحياة لمن تنادي ، ولا ابالغ إذا قلت انها صورة مصغرة لما يحدث بكل آسف ومرارة على الارض من تقصير جسيم يتعلق بأرواح المواليد ، مواطنة تعرضت لآلام ومشاكل الحمل أكدت تقارير مستشفيات خاصة بضرورة متابعة حملها بتوأمين عن طريق مستشفيات متقدمة كالتخصصي بجدة ، وذهب بها زوجها لمستشفى النساء والولادة بالعزيزية الذي أكد له أن حالة الأم والاجنة تحتاج فعلا إلى مستشفى متقدم وأنهم يعتذرون عن تقديم أي خدمة لعدم وجود حضانات بالمستشفى وإمكانيات تحافظ على سلامة الأم والأجنة ، وتقدم زوجها بطلب للهيئة الطبية بجدة ، والتي طالبت من جانبها بضرورة أن يكون التقرير من مستشفى حكومي وتكرمت مشكورة بمخاطبة مستشفى النساء والولادة بالمساعدية بجدة بسرعة الكشف وإعداد تقرير طبي بالحالة إذا تتطلب تحويل ، و لكن للأسف التقرير رغم الإستعجال وفق الحالة لم يجهز إلا بعد شهر لأمور نجهلها آنذاك توضحت فيما بعد وسنشير اليها لاحقا ، وجاء التقرير بأن الحالة لا تستوجب تحويل للتخصصي ، وانها طبيعية وبعد ساعات من التقرير ، تحققت مرئيات المستشفى الخاص ومستشفى النساء والولادة بالعزيزية ،الذي رفض فيما سبق تقديم أي خدمة للحالة بحجة تطلب مستشفى متقدم ، حيث نقلت المواطنة إلى مستشفى المساعدية بجدة وتمت ولادتها في شهرها السادس ، للأسباب السابقة الذكر التي أكد مستشفى المساعدية بجدة في تقريره الوهمي عدم صحتها ، وبعد 12 يوم من الولادة توفيت الطفلة الأولى وبعد عشرين يوما توفيت الثانية ، طبعا لا نشك أن ذلك قضاء وقدرا ، لكن من الملاحظ أن هنالك إهمال فاضح وواضح كان سببا اولا في آلية طبية صحيحة لإعداد التقارير والذي أدى بالتالي الي الولادة المبكرة ثم سوء الرعاية ثم الوفاة ، ، وذلك بأن التقرير الذي اصدر من قبل شهر المساعدية يفيد بأن الحالة طبيعية سببه الأهمال وغياب من أسند اليه مهمة إعداد التقرير ، ثم أنه في يوم الخميس 2/7/1438هـ الذي توفيت فيه الطفلة ، سبق ذلك بـ24 ساعة كارثة تستر عليها الجميع ، حيث أنه في يوم الاربعاء 1/7/1438هـ تعطلت أجهزة حفظ وحدات صفائح الدم ، وتلفت جميع الوحدات المخزنة وطلب من ذوي المواليد سرعة تزويدهم بصفائح دم بعد تسليمهم حافظات وبقيت الاجهزة معطلة دون إكتراث ، وتأكدت فيما بعد أن المستشفى منذ ستة اشهر وبالذات قسم الحضانات تعتبر موبؤة ، تسهم بل تسببت فعلا في إنتقال العدوى بين المواليد ، وراح ضحيتها عشرات المواليد وان هنالك جهات رقابية محايدة تابعت الحالة وتأكدت منها وتم الرفع للجهات العليا ولكن شيئا لم يتم ، هذا بإختصار شديد لوضع مزري وإهمال دون مسألة ، وبقي الحال ولا زال كما هو ، وكأن ما يحدث أمر طبيعي ، وما كانت لتتكرر تلك الأخطاء القاتلة والقصور المؤثر والنواقص المخلة ، لو أن الوزارة تتابع ذلك على ارض الواقع من خلال إدارات فاعلة وكوادر ذات خبرة وتمرس . لذلك فالإعلام كتاب وتحقيقات لم يكونوا متعجلين في أطروحاتهم حينما كانوا ولا زالوا يسلطون الأضواء على الخدمات الطبية المتردية ، ولا أدري حتى تاريخه ماهي معالم الخطوط الحمراء في عرف وزارة الصحة ، بعد أن أصبحنا نعايش يوميا مواقف سلبية يندى لها الجبين ويتألم منها الصحيح قبل السقيم ، ولعلنا منذ زمن بعيد أشرنا وحذرنا من مثل ذلك ، والإٌهتمام بالشكليات قد يوحي الجهات الرقابية أن الأمور تسير حب الطموحات ، مما يجعل المريض يصطلي بنارها على مدار الساعة، لذا فالأمر كما أسلفت يتطلب لجان تطويرية تتفاعل مع توجيهات ولاة الامر و توظيف ماوفر لها من إمكانيات ، لنجد بالتالي أن كافة المستشفيات والمرافق الطبية الحكومية ، تستفيد من تلك التجهيزات بأقصى درجة ممكنة ، وأكاد أجزم لو أن كل مستشفى أستغل ما وفر له من إمكانيات بأقصى درجة ممكنة وتحت طواقم إدارية مؤهلة ، لكان الحال مرضي والأمور ميسرة ،أيضا وبما ان المواضيع تجر بعضها ارى أن الحاجة ملحة ايضا اعيد السؤال مرة آخرى أين جهود ومهام ( الطب الوقائي ) ؟ الذي كان فيما مضى يعد أهم مهام الوزارة بل وأنجحها على الإطلاق . هذا وبالله التوفيق جده ص ب 8894 تويتر ( saleh1958 )