
روى عضو الجمعية التاريخية السعودية زاهي الخليوي، تفاصيل تفجير ٤ عناصر من حزب الله اللبناني طائرة الخطوط العراقية بقنبلتين يدويتين، وسقوطها فوق مدينة عرعر شمال السعودية، ما أودى بحياة ٦٣ شخصاً ونجاة ٤٣ آخرين كانوا على متنها.
وفي التفاصيل، قال الخليوي لـ"سبق" في يوم عيد الميلاد الكريسماس 25 ديسمبر 1986 أقلعت طائرة الخطوط الجوية العراقية طراز بوينغ 737-270 في رحلة اعتيادية من مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة الأردنية عمان متوجهة إلى مطار بغداد الدولي بالعاصمة العراقية بغداد، وعلى متنها 91 راكباً، و15 فرداً من أفراد الطاقم.
وأضاف: كان من ضمن الركاب ٤ أفراد قادمين من بلغراد واستغلوا ثغرة عدم تفتيش مسافري الترانزيت في ذلك الوقت فأخفوا قنابل يدوية بلاستيكية وسط ملابسهم، وبعد مرور بعض الوقت على إقلاع الطائرة من المطار؛ قام الأربعة أشخاص بمحاولة اختطاف الطائرة.
وتابع: بعد محاولة مسؤول الأمن في الطائرة العراقية منعهم من السيطرة على الطائرة، قام أحد الخاطفين برمي قنبلة يدوية على مقصورة الركاب، لتحدث فجوة في بدن الطائرة تسببت بانخفاض الضغط داخل الطائرة، ليبدأ الكابتن مولود ذاكر الرفاعي ومساعده الطيار الأول الكابتن عاصم الدباغ بعدها بالهبوط الاضطراري، ونزل إلى ارتفاع ١٦٠٠٠ قدم.
وأكمل: بعدها رمى أحد الخاطفين قنبلة يدوية ثانية على غرفة القيادة، مما تسبب بانشطار الطائرة وسقوطها وتحطمها بالقرب من مطار عرعر المحلي شمال السعودية، ليلقى ٦٣ شخصاً حتفهم منهم ٣ من طاقم الطائرة، وتم إنقاذ البقية وهم ٤٣ شخصاً وكان أغلبهم مصاب.
وبين الخليوي أنه فور وصول الخبر للسلطات السعودية هرعت فرق الإنقاذ والإطفاء للموقع وقامت بإنقاذ المصابين وضبط موقع سقوط الطائرة، وتسابق المواطنون في عرعر للمستشفى للتبرع بدمائهم إنقاذاً للمصابين، بل وغادر بعض المرضى أسرتهم في المستشفى إيثاراً للضيوف المصابين بأماكنهم ضاربين بذلك أروع الأمثلة في التآخي والشهامة وقد نقل بعد ذلك المصابين بطائرة خاصة إلى بغداد.
وأكد أن اثنين من الخاطفين لقيا حتفهم في الحادث، فيما حاول اثنان آخران الفرار فقبض عليهما الأمن السعودي وتم تسليمهما بعد ذلك للسلطات العراقية ليعترفا بانتمائهما لحزب الله اللبناني.
وكان فيمن نجى من هذا الحادث وزير الداخلية الأردني، وكابتن الطائرة الرفاعي ومساعده الدباغ مع إصابات وكسور متفرقة، من ضمن ٤٣ شخصاً نجو من الحادث الأليم.
وأوضح الخليوي أن الحكومة العراقية وقتها اتهمت إيران بالضلوع وراء عملية الاختطاف، من ثم ادعت منظمة موالية لإيران تسمى "الجهاد الإسلامي" مسؤوليتها عن العملية، وقد تعرفت وكالة الاستخبارات الأمريكية على أحد الخاطفين ويدعى "ربال خليل جالول" وقد تطابقت صورته مع منشور "لشهداء حزب الله" في بيروت، وبعد التحقيق مع اثنين تبقيا على قيد الحياة من الخاطفين فقد اعترفا بانتمائهما لحزب الله اللبناني.