حفلت سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمحطات مضيئة متتابعة؛ من بينها أنه ختم القرآن الكريم وهو فتى ذو 10 أعوام حيث برز اهتمامه بالعلم.
والملك سلمان بن عبدالعزيز هو سابع ملوك المملكة، وهو الابن الخامس والعشرون للملك المؤسس، وقد رافقه في العديد من المهمات والمناسبات، فاكتسب منه الخبرات القيادية.
وقد تميز بمرافقة الكُتاب والمفكرين، وفي التاسعة عشرة من عمره عيّنه أخوه الملك سعود أميرًا على منطقة الرياض بالنيابة، ثم بعدها بعام واحد تولى إمارة الرياض، لتبدأ العاصمة رحلتها مع النهضة العمرانية الشاملة.
وعلى مدى خمسة عقود تمكّن الملك سلمان من تحويل الرياض إلى واحدة من أكبر المدن العالمية، وأبرز المراكز الإقليمية، متخطيًا كل التحديات.
ولم يقتصر دوره في شبابه على إمارة الرياض، فقد كان دائمًا في المشهد السعودي والعالمي؛ فهو أمين سر العائلة، حيث لازم إخوته الملوك، وكان بمثابة المستشار الشخصي لهم.
وفي عام 2011 عُيّن وزيرًا للدفاع، حيث أعد خططًا جديدة ومتقدمة لتكون القوات المسلحة بأعلى درجات الجاهزية في كل فروعها، وللملك سلمان مشاركات عسكرية يحفظها التاريخ؛ ففي سابقة تدوّنها سجلات الأمة العربية تطوّع الملك سلمان للدفاع عن مصر في مواجهة العدوان الثلاثي.
وفي عام 2012 أسند إليه الملك عبدالله ولاية العهد مع بقائه في منصبه وزيرًا للدفاع، واضطلع بمهام الدولة داخليًا وخارجيًا.
وتولى الحكم في يناير عام 2015 بـ 44 أمرًا ملكيًا خلال الأربعين يومًا الأولى لعهده، مؤسسًا مشروعًا متكاملًا للإصلاح؛ لتعزيز الكفاءة الإدارية للدولة لتحقيق المصالح الوطنية، واشتملت على تعديلات وزارية ودمج واستحداث وزارات وتأسيس مجلسي الشؤون السياسية والأمنية والشؤون الاقتصادية والتنمية وغيرها.
وتوّج خادم الحرمين الشريفين جهوده الإنسانية الممتدة عبر التاريخ بتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عام 2015 من أجل إنسانية بلا حدود.
وفي عام 2016 أشرقت شمس رؤية 2030 برعاية ودعم الملك سلمان وتحقيق وجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل وطن مزدهر يضع المملكة في مكانتها اللائقة إقليميًا وعالميًا.
وفي عام 2017، حاربت الدولة الفساد بعدل وحزم من خلال تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لملاحقة الأشخاص والكيانات ذات العلاقة بقضايا الفساد العام واستعادة أكثر من 400 مليار ريال إلى خزينة الدولة في عام واحد.
وفي عهد الرؤية حققت المرأة السعودية مكاسب تاريخية في كل المجالات خاصة على الصعيد الدبلوماسي.
وتسابقت الإنجازات في عهد الملك سلمان عبر مشروعات طموحة بإشراف ولي العهد، وأصبحت السعودية وجهة قادة العالم بقوة قراراتها وإرادتها وهو ما برز خلال رئاسة المملكة لقمة العشرين أثناء ظرف جائحة كورونا، والدبلوماسية السعودية توازن المصالح شرقًا وغربًا.
وأصبحت المملكة في عهد الملك سلمان منارة للأمم، بينما لا تستطيع الأقلام حصر مسار الإنجازات الشاملة على كل المستويات.