"الرويحلي" لـ"سبق": السعودية الجديدة نقطة ارتكاز في العلاقات الدولية

أكد أنها تعرف ما تريد وإلى أين تتجه وتكسب ثقة العالم
مطير الرويحلي
مطير الرويحلي

أوضح باحث استراتيجي في العلاقات الدولية والإقليمية، أن المملكة العربية السعودية تَنعم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، باستقرار سياسي واجتماعي وأمني واقتصادي، وحتى ثقافي وتطور علمي وتقني وصناعي غير مسبوق، وتَقَدم كبير في جميع المؤشرات الدولية على كل المستويات.

وتفصيلًا، قال الدكتور مطير سعيد الرويحلي لـ"سبق": إن "رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان 2030، تساهم بشكل هائل في الاستقرار الاقتصادي للسعودية، والتقدم العلمي والتكنولوجي غير المسبوق الذي تحققه المملكة في وقتنا الحالي، وترتكز هذه الإنجازات في الأساس على دور المملكة المحوري والمهم في قيادة العمل الوطني والعربي إلى آفاق جديدة ذات فعالية وتأثير كبير وإيجابي".

وأضاف أن "ذلك يأتي نتيجة قوتها بسبب بُعدها الديني والثقافي وموقعها الجيوستراتيجي في خارطة العالم القديم والحديث، وكذلك تاريخها الإنساني الطويل والحافل بمساعدة الشعوب والدول في التصدي للكوارث والأزمات الطبيعية أو نتيجة للحروب والأزمات".

وزاد: "الثقل الاقتصادي لبلادنا واستغلالها الأمثل لتكون قوة عربية ذات ديناميكية سياسة عربية غير مسبوقة في مجال التفاعل مع كل الظروف السياسية والوضع الدولي الجديد وتعقيداته الوظيفية في نظريات السياسة، ومدارس الفكر الاستراتيجي في العلاقات الدولية.. وخير دليل على استقلالية القرار وسيادة التصرف؛ هو إعلان عاصفة الحزم".

وأشار "الرويحلي" إلى أن عملية إعادة الأمل في اليمن جاءت بهدف الحفاظ على الشرعية في دولة اليمن وحماية حدود المملكة من الأطماع الحوثية والإيرانية وإعلان التحالف الإسلامي بغرض الوصول إلى مكافحة الإرهاب، وقد حصد هذا التحالف تأييدًا من الدول الإسلامية نظرًا لأهميته.

وبيّن أنه انطلاقًا من هذين الحدثين المهمين رسمت السياسة السعودية في العهد الميمون خطًّا واضحًا قرأه قادة العالم ودبلوماسيوه وخصوصًا في أمريكا والغرب بشكل عام، أن قرار المملكة السياسي يأتي انطلاقًا من مصالحها الوطنية والاستراتيجية، وهي بذلك تستند على منظور أساسي في العلاقات الدولية.

وأكد "الرويحلي" أن نظرية القوة الشاملة تعني استخدام القوة الصلبة التي تستند على القوة الاقتصادية والعسكرية، والقدرة على قيادة التحالفات من أجل تحقيق أهداف محددة سواء تحت مظلة إقليمية أو جغرافية أو ثقافية؛ فكيف إذا توفرت كل هذه العوامل.

وأردف أن "الاستقلالية في القرار السياسي للسعودية؛ جَعَلها تُغَيّر من نظرتها وطريقة تعاملها مع الحليف الأمريكي الذي كان في بعض المواقف يُملي شروطه ومَصالحه بغضّ النظر عن المصالح الحيوية للمملكة، وهذا ما أعلنه سمو ولي العهد؛ أن السعودية كانت موجودة قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية، وكل الأسلحة التي نحصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية يتم دفع ثمنها، وليست أسلحة بالمجان".

وقال الباحث الاستراتيجي في العلاقات الدولية والإقليمية: إن العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بدأت بتصريح "اشترينا كل شيء بالمال ولن ندفع شيئًا مقابل أمننا، ولا نحاول أن نكون مثل أحد؛ بل نسعى إلى أن نتطور بناءً على ما لدينا من مقومات اقتصادية وثقافية وقبل ذلك الشعب السعودي وتاريخنا".

ولفت إلى أن السعودية ترجمت هذا الموقف بخفض الإنتاج بالاتفاق مع أوبك بلس في أكتوبر 2022، والتوجه نحو الشرق وعقد صفقات أمنية وعسكرية مع الصين وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وإبرام الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية في مارس 2023م.

وزاد أن الاتفاق الأخير أسس لتحرك سعودي قوي في محيطها العربي، وأنهى الانقسام اليمني والهيمنة الحوثية على القرار اليمني، وإعادة هيبة الدولة اليمنية وهيمنتها على كامل التراب اليمني، ثم إنهاء المقاطعة العربية لسوريا وإعادتها لمقعدها بالجامعة العربية بعد 12 عامًا من القطيعة ومشاركة الوفد السوري برئاسة الأسد في القمة العربية التي عُقدت في جدة بالرغم من المعارضة الأمريكية والامتعاض الغربي من هذه الخطوة.

وبيّن "الرويحلي": بعد ذلك تأتي مواقف المملكة الإنسانية في إيصال المساعدات العينية والمالية لجميع المتضررين والمنكوبين في جميع دول العالم دون تمييز أو انحياز لأي عرق أو دين، كذلك الموقف الإنساني للمملكة عند تفشي جائحة كورونا سواء للمواطنين والمقيمين، أو تبني المساعدات للمتضررين في أرجاء العالم عند ترؤسها لمجموعة العشرين وحجم الدعم الذي صدر عن هذا الاجتماع والمحافظة على الإنسان وسلامته كخيار أول ووحيد.

وبيّن أن ديناميكية القرار تدل على استجابة المملكة وتعاملها مع الواقع الدولي الجديد، واتباعها سياسة الحياد الإيجابي، والوقوف على مسافة واحدة مع جميع مكوناته النظام الدولي؛ بغضّ النظر عن مواقفها أو ما يصدر من تصريحات أو أفعال في ظل استقطاب دولي حاد واصطفافات دولية وإقليمية متقاطعة ومتضادة.

وأضاف "مطير الرويحلي" أن "تحرك المملكة في الملفات السياسية الساخنة في العالم كالوساطة بين الأطراف في الحرب الروسية الأوكرانية أو الوساطة بين فرقاء النزاع في السودان؛ دليل آخر على قبولها عند الجميع وثقة العالم بنزاهة ومصداقية الموقف السعودي ومثاليته؛ وهو ما يمكن أن نطلق عليه التطبيق العملي والواقعي لمنهج المثالية في العلاقات الدولية".

واختتم أنه يمكن القول أن "السعودية ستكون نقطة ارتكاز مهمة وقوية في العلاقات الدولية وفي النظام الدولي الذي يتشكل وفق المعطيات السياسية والجيوسياسة والجيوستراتيجية، وهي تستند وتمتلك كل المقومات الضرورية اقتصاديًّا وسياسيًّا وتاريخيًّا التي تؤهلها لأن تكون قوة إقليمية ودولية تشارك في صياغة وصناعة القرار في أي واقع دولي جديد".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org