قالت الفنانة التشكيلية السعودية وكاتبة الرأي نورة الناصر: إن رؤية المملكة 2030 رسّخت صورة بصرية مبهرة تعكس الزخم الحضاري والتنوع التراثي الغني الذي تحفل به المملكة، والذي يشكل في مجمله جوهر الهوية السعودية العالمية التي تسعى لتكريس موقعها كملتقى للحضارات ومركزًا عالميًّا لبناء مستقبل زاهر للبشرية جمعاء.
واعتبرت "الناصر" أن "الفن" بمفهومه الشامل، يمثل اليوم -وفق رؤية السعودية- أحد أعمدة القوى الناعمة التي ترتكز عليها المملكة في رسم خارطة التحول والتغيير التي تنتهجها المملكة لبناء مستقبل مزدهر يكون "الجمال" و"الإبداع" عنوانًا رئيسيًّا من عناوينه، ومرتكزًا أساسيًّا لثقافته.
ودللت "الناصر" في حديثها لـ"سبق" على سلسلة من المبادرات التي أطلقتها المملكة تحت مظلة "الرؤية" لتحفيز مفهوم "الثقافة والفنون" بين أفراد المجتمع، واعتباره حجر الأساس للارتقاء بالذائقة الجمالية للمجتمع بأسره، كالأوركسترا الوطنية السعودية، والمجمع الملكي للفنون الجاري العمل على تشييده ضمن مؤسسة حديقة الملك سلمان، وكذلك حرص القيادة الحكيمة على إحاطة كل المشاريع العملاقة بهوية بصرية جاذبة تؤسس لجيل جديد يؤمن برسالة "الفن والإبداع والجمال" كمحرك حيوي وفاعل يسهم في تعزيز مكانة المملكة وتبليغ رسالتها والتعبير عن توجهاتها نحو المستقبل الواعد.
وأضافت أن المملكة بموروثها الإنساني والحضاري الثري تمتلك ثروات وافرة وتنوعًا مدهشًا من الفنون المكنونة الواجب استثمارها والكشف عن إبداعاتها للعالم أجمع، معتبرة أنه قد آن الأوان أن تكتشف البشرية روعة ما تحفل به السعودية من روائع تراثية بقيت لسنوات طي الكتمان، يضاف إلى ذلك طلائع المبدعين من شباب وشابات الوطن الذين برهنوا على ما يتمتعون به من مهارات وملكات إبداعية تستحق أن ترى النور، وأن يتم توفير الدعم اللازم لها لتحفيزها حتى تأخذ مكانها المستحق على المنصات الثقافية والفنية حول العالم.
وختمت "الناصر" حديثها بالقول إن "الفن" لم يعد اليوم ترفًا أو هواية تمارَس على هامش الوقت؛ بل أثبت فاعليته كمتطلب حضاري يفرض ممارسة حياتية ترتبط بكل التفاصيل المحيطة بنا ثقافة وفكرًا ومزاولةً.