عندما نتحدث عن إقامة المعارض والمؤتمرات في السعودية، تلفتُ أنظارَنا الجهودُ الكبيرة التي تبذلها وزارة الثقافة في إقامة العديد من الفعاليات والمعارض، وجذبُها للاهتمام الدولي للمشاركة رغم العمر الزمني القصير للوزارة، مع هذا استطاعت أن تتجاوز ذلك بحجم الفعاليات التي تُقيمُها وجودتِها.
وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها حققت المفهوم الشامل للثقافة، وخرجت من معناه الضيق في منظور الناس إلى مفهومه الواسع والمتمثل في الاهتمام بكل ما له علاقة بالثقافة، وبالتالي أصبح الاهتمام أكبر والمتابعة أكثر من المجتمع المحلي والدولي نتيجةً لذلك التنوع في مفهوم الثقافة.
هيئة فنون الطهي تنظِّم هذا الأسبوع -وعلى مدى 10 أيام- النسخة الثالثة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي، بمشاركة جمهورية اليونان في حرم جامعة الملك سعود بالرياض، خلال الفترة من 23 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2023، والتي تُعدُّ أضخم فعالية من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.
وتسعى الهيئة من خلال هذا المهرجان إلى تقديم الثقافة السعودية من خلال التعريف بالطعام السعودي محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتقديم المملكة كوجهة عالمية لعشاق الطهي وتذوق الأطعمة، وتشجيع شباب وشابات الوطن المهتمين بمجال الأطعمة والطهي لتحويل هواياتهم إلى مشاريع تجارية، وإتاحة الفرص الواعدة لهم في ذلك.
وسأركز على الهدف الجوهري للمهرجان -من وجهة نظري-، وهو توفير الفرص الواعدة للشباب نحو المشاريع التجارية، التي تشكّل -بلا شك- أهمية كبرى، خصوصاً في ظل ما نشهده ونعايشه من تطور ونهضة شاملة في ضوء رؤية السعودية 2030، وما وفرته من فرص استثمارية بكافة المجالات، ولعل هذا المهرجان سيقدم فرصاً واعدة لشبابنا من الجنسين في إبراز هواياتهم ومهاراتهم في مجال الطهي بمشاريعَ سترى النور قريباً.
إقامة مثل هذه المهرجانات الدولية تحقق الكثير من العوائد، ويأتي في مقدمتها مثل هذه الفرص الثمينة التي تقدمها هيئة فنون الطهي من خلال نقل التجارب والخبرات الدولية في مجال الطهي وتقديمها للشباب والشابات للاستفادة والتطوير والتطبيق.