شهدت العلاقات السعودية- الصينية تطورًا ملحوظًا على المستويات كافة خاصة بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عام 2019، إذ ترأس -أيده الله- خلال الزيارة الجانب السعودي في أعمال الدورة الثالثة للجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى.
واستعرضت السعودية حينها آفاق الشراكة الثنائية بين الجانبين في إطار رؤية 2030 ومبادرة "الحزام والطريق" الصينية، كما تم إبرام 12 مذكرة واتفاقية تفاهم بين البلدين.
كما أخذت العلاقة بالتطور وسجلت نقلة نوعية بعد توقيع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والرئيس الصيني، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتوقيع ولي العهد -حفظه الله- اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة سعودية صينية رفيعة المستوى، يستضيف البلدين أعمالها بالتناوب بينهما.
فبناء العلاقات مع الدول ذات الثقل السياسي والقوة الاقتصادية منهج سعودي، فتحرص المملكة على نسج وتوطيد الشراكات مع الدول بطريقة متوازنة تضمن للمملكة تحقيق أهدافها خاصة ما يتعلق بالملفات الاقتصادية والاستثمارية، وللصين الشعبية تاريخ في الصناعة والتكنولوجيا والتقنية وكل أنواع الاقتصاديات.
العلاقات مع الصين لم تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل امتدت للشأن والمجال التعليمي، فأدرجت المملكة اللغة الصينية ضمن مناهجها الدراسية، واستقطبت 171 معلماً ومعلمة صينياً لتدريس اللغة الصينية في العام الحالي 2024م، كما ابتُعث 100 معلم ومعلمة للصين للحصول على درجة الماجستير في تدريس اللغة الصينية.
واليوم تعد الصين إحدى أكبر الدول المستثمرة في المملكة، إذ ضخت استثمارات بقيمة 16.8 مليار دولار في عام 2023م، مقابل 1.5 مليار دولار ضخّتها خلال عام 2022م، فيما وصلت قيمة الاستثمارات السعودية في الصين إلى 75 مليار ريال.
وفي الميزان التجاري بلغ حجم حركة تبادل السلع والبضائع والتجارة بشكل عام بين البلدين 97 مليار دولار في عام 2023م، مع تسجيل المملكة تقدمًا في هذا المسار، فصدّرت لجمهورية الصين ما قيمته 54 مليار دولار، وتستورد منها بقيمة 43 مليار دولار، وتحتل جمهورية الصين الشعبية المرتبة الأولى في قائمة الشركاء التجاريين للمملكة منذ عام 2014م.