أمير تبوك يرعى حفلَ تدشين مبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"

"آل الشيخ" يؤكّد أهميةَ النهج الصحيح للفتوى في حفظ المجتمع المسلم
أمير تبوك يرعى حفلَ تدشين مبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"

رعى أميرُ منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، اليوم الثلاثاء، بديوان الإمارة؛ حفلَ تدشين مبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"، الذي تنظّمه الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.

واستهلَّ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتْها كلمةٌ لمفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، ألقاها نيابةً عنه مديرُ عام الإدارة العامة للفتوى الشيخ وليد السعدون.

وقال "آل الشيخ": إن الأمن والاستقرار من أكبر نعم الله على عباده، وهو مطلب كل إنسان على هذه البسيطة؛ إذ بدونه تختلّ الموازين، وتضطرب أحوال البشر.

وأوضح أن من أسباب الأمن والاستقرار وأعظمها: توحيد الله جل وعلا، وعبادته، وترك عبادة ما سواه، والسمع والطاعة لولاة أمور المسلمين، ونبذ الفرقة والاختلاف، والالتفاف على العلماء والصدور عن رأيهم.

وأضاف مفتي عام المملكة، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه "السعدون": أن للفتوى المعتمدة من مصادرها الشرعية الأثرَ الكبير في الأمن والاستقرار، وجمع الكلمة على ولاة الأمور، وبيان فضل السمع والطاعة لولاة المسلمين؛ وذلك جلبًا للمصلحة ودفعًا للمفسدة.

وأكّد أنه متى كان المفتي عاملًا وفق النهج الصحيح، ملتزمًا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، سائرًا على سنن الاستنباط السليم على طريقة السلف الصالح؛ كان له الأثر الإيجابي في محافظة المجتمع المسلم على هويته واجتماعه والسمع والطاعة لولي أمره.

وأردف قائلًا: لذا حذّر الله من أخذ الفتوى من غير أهلها؛ فقال تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ"، وحذر المفتي المتطفل على مائدة أهل العلم من إضلال الناس بغير علم، فقال تعالى: "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً".

كما حذر "آل الشيخ" العلماءَ من المفتي الجاهل الذي يفتي بهواه، وما ذلك إلا لخطره وضرره على المجتمعات المسلمة وأفرادها.

وقال: قد حفظ الله لهذه الدولة المباركة مكانتها ووحدتها، ومنّ عليها بالتفاف شعبها على ولاة أمرهم، وأسبغ عليها من نعمه بقيادة حكيمة وحكومة رشيدة منذ عهد المؤسس، رحمه الله وطيب ثراه، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، حفظهما الله. وقد لقيت الرئاسةُ العامة للبحوث العلمية والإفتاء، ممثلة في هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للفتوى؛ كلَّ دعم وعناية من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، بشأن الفتوى والمفتين؛ حيث صدر الأمر السامي الكريم رقم 3307 وتاريخ 13/ 1/ 1444هـ، بشأن تنظيم الفتوى والمفتين؛ حفظًا لكيان هذا العلم، وألا يتصدّر أمرَ الفتوى إلا مَن توافرت فيه الشروط، وتمت إجازته من الجهات المختصّة، وبذلك يُقطع الطريق على كل من تسول له نفسُه تصدرَ الفتوى دون علم وبصيرة.

كما سأل الله عز وجل، في ختام كلمته، أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس الوزراء، لما يحب ويرضى، ويأخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأن يوفق أمير منطقة تبوك على دعمه لمناشط فرع الرئاسة بالمنطقة، ويوفق الجميع في هذه المبادرة المباركة بإذن الله تعالى، بما يحقق آمال وطموحات وتوجيهات ولاة أمرنا، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.

أعقب ذلك عقد ندوة عن ضرورة أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة، قدّمها عضو هيئة كبار العلماء ومفوض الإفتاء بمنطقة عسير، الدكتور جبريل بن محمد البصيلي، تحدّث فيها عن نعمة الأمن.

فيما تحدّث مفوض الإفتاء بمنطقة حائل الدكتور أحمد بن جزاع الرضيمان، عن خطر الفتوى بغير علم، وتحدث مفوض الإفتاء بمنطقة مكة المكرمة الدكتور الشيخ محمد عمر بازمول، عن ضرورة أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة.

ثم ألقى أميرُ منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، كلمةً قال فيها: أشكر الوالدَ مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز، وأدعو له إن شاء الله بالصحة وطول العمر، كما أشكر أصحاب الفضيلة على تكرمهم بالمجيء إلى تبوك، وأشكر مكتبَ الرئاسة بالمنطقة على جهودهم وعملهم.

وقال أمير تبوك: إن مجرّد النظر إلى عنوان هذا اللقاء ندرك بُعد نظر سماحة المفتي على اختياره المواضيع التي تهم المسلمين عمومًا وتهمنا نحن في هذه البلاد خاصة؛ لأن الفتوى من أهم الأمور وأخطرها، ونحن ولله الحمد شعب مسلم يؤمن بدينه وعلمائه، ويستسقي كل شيء منهم، فعندما يشكل عليه أي أمر يرجع إلى العلماء ليستفتيهم فيه.

وأوضح أنه لا يجوز لأي شخص غير مؤهّل أو غير معتمد من قبل المفتي والرئاسة أن يفتيَ بأي قضية قبل أن يرجع إلى المرجع، بحيث تكون الفتوى واضحةً وصريحة وشاملة للجميع.

وأشار أمير المنطقة إلى أننا ولله الحمد، في نعمة كبرى، مخاطبًا الحاضرين قائلًا: بلادكم ولله الحمد وحّدها الملك عبد العزيز، وجمع شملها ومعه الرجال المخلصون من آبائكم وأجدادكم من كل أنحاء هذه البلاد، الذين استطاعوا أن يوحدوا هذه البلاد ويثبتوها على الكتاب والسنة، فعندما بدأ، بدأ بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

وتابع قائلًا: نحن هنا في منطقة تبوك، وفي كل مناطق المملكة، نسير تحت توجيه كريم من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، برؤية واضحة صريحة أساسها الكتاب والسنة، وأساسها تمسُّكنا بعقيدتنا، والحمد لله نحن على خير وبلادنا بخير وستكون على خير بإذن الله.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org