‏الشيخ "العيسى": المناهج السعودية حصن فقهي شامل لطلابها ولا علاقة لها بنزعات التطرف

قال: الأفكار المتطرفة حاضنتها بعض المجالس الخاصة وقد جرت محاصرتها
‏الشيخ "العيسى": المناهج السعودية حصن فقهي شامل لطلابها ولا علاقة لها بنزعات التطرف

نفى الشيخ د. محمد العيسى وجود أي علاقة بين التطرف ومناهج المدارس والجامعات السعودية خاصة، والتي خرّجت أجيالاً متعاقبة رسخت لديهم الفقه الإسلامي وأصوله وفق المنهج الواسع والشامل البعيد عن مفاهيم التطرف، وذلك يثبت للجميع أن نزعة التطرف لدى البعض لا علاقة لها بتلك المناهج ولا بعموم هيئات التدريس.

وأشار "العيسى" في حديثه لبرنامج "ألف ميل" الذي بثته القناة السعودية الأولى، إلى أن وجود بعض الملاحظات على بعض الأستاذة هي حالات استثنائية، وبقيت غير مقبولة، وأن الغالب الأعم أن التطرف نشأ في محاضن خارج الإطار الأكاديمي في المجالس الخاصة، وقد تم محاصرة هذه الأفكار بفضل الله والقضاء عليها.

واستشهد الشيخ "العيسى" بأنه وجيله في فترة الدراسة الجامعية كانت كتب الصحوة في قمة تداولها، وخاصة كتب سيد قطب، حيث كان يعد الرمز والأديب الإخواني الذائع في هذه الفترة، ولكن بفضل التحصين العلمي السليم الذي تلقيناه في دراستنا وفي مرحلة التعليم الجامعي بكلية الشريعة في جامعة الإمام؛ قد قرأنا كتبه، ولم تؤثر في سلوكنا الفكري.

الرابطة والأديان الأخرى

وحول علاقة "رابطة العالم الإسلامي" والأديان الأخرى أوضح الأمين العام لها الشيخ محمد العيسى، أنه في الرابطة كان هناك تواصل علمي وفكري كبير في الداخل الإسلامي، أسفر مؤخراً عن إصدار وثيقة مكة المكرمة وإنشاء هيئة وجائزة سنوية لها ولمجمع‏ الفقه الإسلامي، وأن عموم مفتي وعلماء العالم الإسلامي هم من ضمن منظومة الرابطة سواء في المجلس الأعلى أو مجالسها ‏وهيئاتها ومجامعها الأخرى.

وأشار أيضاً إلى أنه قد تم التواصل الحضاري مع اتباع الأديان والثقافات للعمل في دائرة المشتركات، فضلاً عن إيضاح حقيقة ديننا الإسلامي، حيث نتج عن ذلك كله وجود شركاء للرابطة على مستوى كبير في المؤسسات الدينية حول العالم وتحديدا مع قادة الأديان، وأيضاً شركاء مع كبرى ‏المؤسسات الفكرية حول العالم، وقد عززت الرابطة بذلك من رقمها المهم المستحق حول العالم سواءً داخل العالم الإسلامي أو خارجه مع إسهامها وبشكل كبير في تعزيز التعايش والوئام داخل مجتمعات التنوع الديني.

زيارة طائفة المورمون

وأضاف "العيسى" أنه ضمن حرص الرابطة على الوئام بين الأديان، تم زيارة طائفة المورمون المسيحية بمركزها ‏في يوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث لقي الوفد ترحيباً كبيراً، وجرى تعزيز العلاقة مع هذه الطائفة المهمة، والتي تعتبر أكثر الطوائف المسيحية بالنسبة ‏لعدد الأتباع وأكثرها انتشاراً حول العالم، وأيضاً أكثرها في دعم الأعمال الخيرية، أيضاً كان للرابطة علاقة قوية تم تعزيزها مع الطائفة الإنجيلية والعديد من الطوائف المسيحية وبقية أتباع الأديان، وأنه لا تزال الرابطة مستمرة في تعزيز التفاهم والحوار وحتى التواصل الحضاري مع مختلف الثقافات، حيث إن هناك مشتركات مهمة تأتي لتعزيز السلام والوئام بين الجميع، والتي نؤكد خلالها بالقول بأن 10% من المشتركات الإنسانية كفيلة بإحلال السلام والوئام في عالمنا.

التحدي الكبير

‏وبيّن أن من ضمن التحديات الكبيرة الذي واجهتها رابطة العالم الإسلامي وتجاوزتها بنجاح تاريخي يأتي إنجاز الحلم الكبير بإصدار وثيقة مكة المكرمة حيث تطلب الأمر جمع مفتي وكبار علماء الأمة الإسلامية من كل المذاهب والطوائف وقد تم جمعهم -ولله الحمد- على كلمة سواء هي بنود وثيقة مكة المكرمة وهو ما تحقق بفضل الله عز وجل مشبهاً ذلك بـ "الإعجاز".

لبس مؤتمر غروزني

كما أردف بأنه جاء مؤخراً العمل المشترك مع المؤسسة الأكاديمية للأمم المتحدة، وهي جامعة السلام من خلال عمل علمي شارك في إعداده عدد من الشخصيات الدينية ‏والسياسية والفكرية حول العالم، كما علمت الرابطة على تعزيز العلاقة مع المسلمين في الشيشان، وخاصة بعد اللبس الذي حصل على ‏خلفية مؤتمر غروزني، حيث لقي الوفد في جمهورية الشيشان كل تقدير، وانتهى كل شيء إلى خير حال، وبقيت الأخوّة والمحبة والتفاهم، كما ألقى "الأمين العام للرابطة" وبدعوة من الرئيس الشيشاني أول خطبة جمعة في أكبر جوامع أوروبا، والذي تم تشييده في غروزني، ‏وكانت الخطبة بحضور فخامته وكبار الشخصيات الإسلامية من علماء وسياسيين الذين حضروا حفل افتتاح هذا الجامع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org