الكتابة الإبداعية.. مختصّون يبحثون عن طريقة دمج الفكر المعماري بالأدبيات لمواكبة نهضتها

قالوا: الصحافة لا تتناول قضايا العمارة والتصميم بالشكل الكافي.. نحتاج للناقد المتخصّص
الكتابة الإبداعية.. مختصّون يبحثون عن طريقة دمج الفكر المعماري بالأدبيات لمواكبة نهضتها

أكّد مختصّون في العمارة والتصميم، أهمية الكتابة الإبداعية في المجال المعماري في ظلّ امتلاك المعماريين لمهارة السرد، والحاجة لدمج الفكر المعماري بالأدبيات في ظل تركيز الجامعات غالبًا على المجال التقني، وغيرها من المهارات.

وطالبوا بوجود صحافة معمارية تواكب النهضة المعمارية التي تشهدها المملكة، لافتين إلى أن صحفًا عالمية تخصّص ناقدًا معماريًّا في كل صحيفة.

جاء ذلك في جلسة نقاش عن محاور مسابقة المقالة الإبداعية التي أطلقتها هيئة فنون العمارة والتصميم بوزارة الثقافة، وشارك فيها كلٌّ من: المهندس خالد البدراني باحث ومصمم معماري، والمهندسة هند العيسى معمارية داخلية، والدكتور فهد العتيبي مستشار فنون هيئة العمارة والتصميم وأكاديمي وناقد معماري في مجال البيئة المبنية، وأدارها المهندس سلطان البدران.

وتناولت الجلسة التحولات الوطنية وأثرها على مدننا، ومستقبل التصميم والتقنية، قطاع العمارة والتصميم، النقد في العمارة والتصميم.

وفي نفس السياق، قالت الدكتورة سمية بنت سليمان السليمان الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم، لـ"سبق": إن الصحافة لا تتناول قضايا العمارة والتصميم بالشكل الكافي، وإنما تتناولها من باب نشرها كأخبار ومشاريع، مشيرة إلى أن مجالات العمارة والتصميم تلامس جميع قضايا الحياة، كتخطيط المدن، والتصميم العمراني والحضري والمباني والشوارع، والأماكن العامة كالحدائق، ورغم ذلك لم نصل بعد إلى المستوى النقدي الذي نطمح به، وتتوفر به المساحة الإعلامية؛ ليسهم الجميع في تشكيل الرأي العام في مستوى هذا القطاع.

وأضافت السليمان: عندما أطلقنا مسابقة المقالة الإبداعية تركنا أبواب المشاركة مفتوحة للجميع؛ لإدراكنا أهمية ودور الإعلاميين والصحفيين لإثراء هذه المساحة.

وتابعت: "نودّ أن يكون لدينا تعاون مع الصحافة مستقبلًا ليتناول الكتاب قضايا فنون العمارة والتصميم من مختلف وجهات النظر".

واستحسنت السليمان حجم الإقبال على المشاركة في مسابقة المقالة الإبداعية في نسختها الأولى، التي وصلت لأكثر من 100 مشاركة تم اختيار 3 فائزين بالمراكز الثلاثة الأولى.

وأوضحت أهمية مسابقة المقالة الابداعية من خلال ظهور المعماري أو المصمم في وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي لتنمية الوعي المجتمعي، وطرح مفاهيم ونظريات وأفكار لإثراء الحوار، وصولًا لأفضل الحلول.

وأبانت أن عملية الكتابة تتطلّب ترتيب الأفكار وامتلاك مهارة الكتابة، مؤكدة أهمية جانب الأدبيات للمعماري لإيصال أفكاره بأجمل وأفضل وسيلة ممكنة.

من جانبه عبّر المهندس نهار بهيج، الفائز بالمركز الثاني في مسابقة المقالة الإبداعية - هيئة فنون العمارة والتصميم طالب دكتوراه في جامعة الملك سعود في العمارة وعلوم البناء- عن سعادته بالفوز بالمركز الثاني على مقالته "الذكاء الاصطناعي هل هو عدو أم حليف المصممين؟ ونوه في تصريح لـ"سبق" إلى أهمية ودور المسابقة قائلًا: "من خلال تشجيع الكثير من العاملين في مجال التصميم والمعماري بأن يضعوا أفكارهم ومشاريعهم في كلمات بدلًا من صور، كما اعتادوا، وهذا ما نحتاجه حاليًّا"، في ظل وجود شحّ في الإنتاج الكتابي والأدبي في مجال العمارة والتصميم في الدول العربية مقارنة بالدول الغربية.

وأوضح المهندس عبد العزيز محمد الخليف، الفائز بالمركز الأول في المسابقة، أن المسابقة إحدى مبادرات الهيئة التي تساعد المعماريين الشباب على الاستزادة والتعلم أكثر، كما تطرّق إلي فكرة مقالته الفائزة بالمركز الأول وكانت بعنوان "علّمني طفل"، مشيرًا إلى أنها تتحدّث بأن الإنسان مهما وصل إليه من علم وفكر فهناك من هو أعلم منه؛ "وفوق كل ذي علم عليم".

وأضاف: اعتدت علي المشي صباحًا، وكنت أشاهد جدارًا مثّل لي تخبّطًا وعبثًا معماريًّا، وفي أحد الأيام وجدت طفلًا يتعامل مع هذا الجدار بكل عفوية وإنسانية، عندها تغيرت نظرتي للمشهد بالكامل، فلولا هذا الطفل لما أدركت أن ماهية النقد لا تقتضي بالضرورة النظرة السلبية والطعن في المنتجات المعمارية، بل تتطلّب التقصي والتحري والنقد الموضوعي والرؤية البنّاءة!

يذكر أن هيئة فنون العمارة والتصميم أعلنت، أمس الجمعة، الفائزين في مسابقة المقالة الإبداعية خلال الحفل الختامي الذي أُقيم في واحة الملك سلمان بالرياض.

وكانت الهيئة قد أطلقت المسابقة للمساهمة في إثراء المحتوى بمجال العمارة والتصميم، ورفع الوعي بالقضايا المعاصرة في هذا المجال، وإبراز المواهب المحلية في تطوير المحتوى المقروء والكتابة الإبداعية، واعتمدت المسابقة على أربع ركائز معيارية في التقييم؛ تمثّلت في: ترابط موضوع المقالة، وسلاسة التنقل من المقدمة لصلب الموضوع، ثم الخاتمة دون الإخلال بالفكرة، واستخدام أسلوب التشويق لشدّ انتباه القارئ لإكمال المقالة، والاستجابة لمتطلبات المسابقة من حيث عدد الكلمات، واللغة المستخدمة، والإجابة عن السؤال، وبنية المقالة، وأخيرًا عكس مرئيات الكاتب، وقوة الطرح لآرائه وتجاربه الشخصية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org