حذّر استشاري طب وجراحة العيون الدكتور عبدالملك يحيى القحطاني، من الإفراط في استخدام الأجهزة اللوحية والجوال والمكوث لفترات طويلة أمامها؛ تزامنًا مع منع التجوال والعزل المنزلي بسبب جائحة كورونا؛ موضحًا أن من المتوقع أن تظهر على العينين أعراض وعلامات جديدة لدى مستخدمي هذه الأجهزة لم تكن معروفة لديهم من قبل، يطلق عليها اسم متلازمة البصر الرقمية أو متلازمة الحاسب البصرية.
وتفصيلًا، قال "القحطاني" لـ"سبق": "الكثير من الناس يتجه إلى قضاء معظم أوقاته أمام شاشات الحواسيب المحمولة أو الجوالات، ويزداد هذه الأمر سوءًا عند الكثير من الموظفين الذين اضطروا بسبب هذه الظروف لأداء وظائفهم من بيوتهم من خلال هذه الأجهزة ومن أمام هذه الشاشات ولمدة ساعات طويلة كل يوم، إضافة إلى الطلاب الذين أصبحت محاضراتهم عن طريق البث خلال الأجهزة الإلكترونية".
وواصل: "أطلق الأطباء والمختصون على هذه الأعراض اسم متلازمة البصر الرقمية أو متلازمة الحاسب البصرية"؛ مبينًا أن أعراض هذه المتلازمة تشمل: الإحساس بالجفاف في العينين، مع إجهاد وآلام وصداع، وصعوبة في قراءة الكتابة الظاهرة على شاشة الحاسب، وازدواجية الرؤية وآلام في العنق أو الكتف.. ومن الممكن أن يصاب المستخدم لهذه الأجهزة بجميع هذه الأعراض أو ببعضها".
وأضاف: "من الضروري لكل مستخدم لهذه الأجهزة الإلكترونية، معرفة الأعراض أو هذه المتلازمة بشكل جيد؛ نظرًا لأن هذه الأعراض تَحُد من كفاءة المستخدم في عمله وربما تؤدي إلى أخطاء حسابية أو كتابية، وعلاجها يحسّن الأداء بشكل عام، ويزيد من إنتاجية المستخدم".
90% يعانون
وتابع: "تشير الدراسات إلى أن ما يقارب 60% إلى 90% من مستخدمي هذه الأجهزة، يعانون من هذه الأعراض أو من بعضها بدرجات متفاوتة، كما تشير بعض الدراسات العلمية إلى أن الإصابة بهذه الأعراض أو بعضها تصل إلى 90% لمن يستخدمون هذه الأجهزة لثلاث ساعات أو أكثر في اليوم".
وبيّن: "أعراض متلازمة البصر الرقمية سواء كانت إجهادًا في العينين أو صداعًا أو صعوبة في القراءة وغيرها؛ لا تقتصر على الكبار فقط؛ بل إنها تصيب الأطفال أيضًا ممن يطيلون استخدام هذه الأجهزة، وعادة ما تزيد هذه الأعراض مع زيادة وقت استخدام الأجهزة".
الطرق العلاجية
وتابع: "أهم الطرق العلاجية، التي من المهم اتباعها للتخلص أو التخفيف من هذه الأعراض: اتباع قاعدة (20/20/20)؛ وتعني هذه القاعدة أن على كل مستخدم لأجهزة الحاسب الآلي أو الجوالات، التوقف عن استخدامها كل 20 دقيقة، والنظر على مسافة بعيدة قدر الإمكان، ويفضل أن تكون 20 قدمًا (ستة أمتار) ولمدة 20 ثانية؛ وذلك لأن عضلات العينين تكون في حالة استرخاء وراحة أثناء النظر للمسافات البعيدة بعكس النظر للمسافات القريبة والتي تكون فيها عضلات العينين في حالة شد؛ مما يؤدي أحيانًا إلى الشعور بإجهاد العينين أو الزغللة".
تحريك الرموش
وأردف: "من المعروف طبيًّا أن من أهم فوائد الرمش للعينين الترطيب أو نشر الدمع على جميع أجزائها؛ حيث تشير بعض الدراسات إلى أن عدد مرات الرمش لدى مستخدمي الأجهزة الإلكترونية يقل بمقدار 60%، وهذا بدون شك يؤدي إلى الإحساس بالجفاف في العينين، ومن ثم الإحساس بالآلام والاحمرار؛ ولذلك ننصح دائمًا مستخدمي الحاسب الآلي بتكرار الرمش أثناء استخدام هذه الأجهزة، إضافة إلى استخدام القطرات المرطبة الخالية من المواد الحافظة في حال كان الجفاف شديدًا؛ حيث إن هذه القطرات لا تحتاج وصفة طبية لصرفها من الصيدليات نظرًا لخلوها من الأعراض الجانبية عمومًا.
ارتداء النظارات
وقال: "بالإضافة إلى ارتداء النظارات المناسبة ومراجعة القياس الحالي؛ حيث كانت قياسات النظارات البسيطة (تقريبًا نصف درجة) تهمل في السابق بسبب عدم وجود ضرر منها على العينين، أصبحت هذه القياسات الآن ذات دور في زيادة أعراض هذه المتلازمة؛ ولذلك ننصح مستخدمي الأجهزة الإلكترونية بارتداء النظارات المناسبة في حال استمرار أعراض المتلازمة".
الإضاءة
وأضاف: "من الهام جدًّا الاهتمام بالإضاءة في غرف ومكاتب مستخدمي الأجهزة، ففي حال كانت الإضاءات في الغرفة أو المكتب شديدة السطوح سواءً كانت من الشمس عن طريق النافذة أو من إضاءات الغرفة نفسها؛ فمن المتوقع أن تسبب انعكاسات على شاشة الحاسب الآلي، لذلك يجب التخفيف من قوتها أو وضع العوازل المناسبة على النوافذ للتخفيف من أشعة الشمس القوية، وهذه الإجراءات ستؤدي إلى الحد من الإجهاد الحاصل على العينين".
طريقة الاستخدام
وواصل: "تعديل إعدادات جهاز الحاسب الآلي كضبط حجم الخط، فكل فئة عمرية تحتاج حجمًا مناسبًا لها، ومن الطبيعي تكبير حجم الخط مع تقدم العمر خاصة بعد سن الأربعين، كذلك من الضروري ضبط إضاءة الشاشة بما يتناسب مع المستخدم وحاجته، كما ينصح المختصون بوضع شاشة الجهاز في مستوى أقل من زاوية الرأس بحيث ينظر المستخدم إلى الأسفل بدرجة بسيطة أثناء استخدام الحاسب؛ حيث إن هذه الوضعية تقلل من جفاف العينين".
وختم: "ثبت علميًّا أن ممارسة هذه الإجراءات والنصائح تحسّن أعراض متلازمة البصر الرقمية، وتخفف الإجهاد على العينين، وتحسّن من مستوى الأداء".