تمكّن فريق متخصّص في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، من استئصال ورمٍ كبيرٍ بدماغ مريضة في الأربعين من عمرها، كانت تُعاني ضعفاً كاملاً في الجزء الأيسر من الجسم، والشعور بنوبات من الآلام الشديدة بالرأس وصداع متكرّر، إضافة إلى الغثيان المستمر والاستفراغ والدخول في شبه غيبوبة.
وأوضح الدكتور هاني الجهني؛ استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الحاصل على البورد الفرنسي ورئيس الفريق الطبي المعالج، أنه فور وصول المريضة بصحبة ذويها لطوارئ المستشفى، تمّ إخضاعها مباشرة لفحوصات سريرية ومخبرية وأشعة بالرنين المغناطيسي (M.R.I)، التي أبانت بدقة وجود ورمٍ كبيرٍ في منتصف الدماغ متسبّب في حدوث ضغطٍ شديدٍ على الجمجمة، وملتصقٍ بالشرايين الرئيسة بالمخ المسؤولة عن الأنوية العميقة، الأمر الذي أدّى إلى شعور المريضة بكل الأعراض السابق ذكرها.
وأوضح الجهني؛ أن الفريق الطبي المكوّن من جرّاحي المخ والأعصاب والعمود الفقري واستشاري التخدير قاموا بدراسة حالة المريضة جيداً، واتخذوا القرار باستئصال الورم، استناداً إلى خطة علاجية محكمة تقتضي سرعة إجراء عملية جراحية مجهرية لاستئصال الورم؛ للحيلولة دون حدوث مزيدٍ من المضاعفات التي قد يُدخلها -لا سمح الله- في غيبوبة تامة.
وقال إن العملية استغرقت 6 ساعات متواصلة تحت التخدير العام، وتم فيها استخدام تقنيات الميكروسكوب الجراحي المتطور (Pentero Microscope)، وجهاز الملاحة العصبية والذي يتميز بدقته العالية والأمان أثناء إجراء الجراحة، وتمّ فيها تحرير الحبل الشوكي وإزالة الضغط بالفقرات.
وعن نتائج العملية، أكّد الدكتور هاني الجهني؛ أن الجراحة تكللت بالنجاح ولله الحمد، إذ حُولت المريضة للعناية المركزة لمراقبة مؤشراتها الحيوية والاطمئنان على وضعها الصحي على مدار الساعة، وأبانت النتائج وجود تحسُّن ملحوظ في الجزء الأيسر من الجسم بعد اليوم الأول من العملية. كما تم إرسال عيّنة من الورم للمختبر، وتبيّن أنه من النوع الحميد، ولله الحمد (Central Neuro Cytoma)، مشيراً إلى أن المريضة خرجت من المستشفى وهي بصحة جيدة، ولله الحمد، وانتهت لديها الأعراض السابق ذكرها، بفضلٍ من الله.
وفي الختام، نصح الدكتور هاني الجهني؛ المرضى كافة الذين يشعرون بالأعراض المشابهة لحالة المريضة المذكورة، بسرعة التوجّه للمستشفيات المتخصّصة التي تمتلك الكوادر الطبية المؤهلة والتقنيات الحديثة، التي توفر أعلى نسب الأمان والسلامة للمرضى، خاصة في العمليات المعقدة والدقيقة.