يعتبر مطلع أكتوبر من كل عام، موعدًا سنويًا لعشاق ومحبي القهوة، باعتباره يومًا عالميًا للقهوة، وارتبط اسم القهوة بالكرم والأصالة، وهي رمز من رموز الضيافة لدى العرب قديمًا وحديثًا، وهي أول ما يقدّم للضيف، ولها أبعاد ثقافيّة وتاريخيّة.
وللقهوة عدة أنواع ومشروبات مختلفة، ومحليًا تشتهر القهوة العربية التي اُستبدل اسمها مؤخرًا بـ"القهوة السعودية"، فيما أطلق أيضًا على هذا العام 2022، عام القهوة السعودية، ويُحتفى بهذا المنتج في عدة مناسبات، كمهرجان البن الخولاني، ومهرجان القهوة السعودية، ومعرض القهوة والشكولاتة.
من أبرز أنواع القهوة السعودية، "الخولانية" نسبة لشجرة البن الخولاني في جنوب الجزيرة العربية، وتُعد من أهم المحاصيل الزراعية وأجودها في جبال فيفاء، لأن فيفاء في قلب منطقة خولان المشهورة بالبن، وهي من أجود أنواع البن في العالم.
وأبرز مزارعي البن في السعودية عامّة، وفي فيفاء خاصة، هو العم يحيى بن حسين الفيفي، وتصدرت صوره ولقاءاته وسائل الإعلام المختلفة، بل أصبح أيقونة للرجل الجبلي الأصيل، الذي لا زال محافظًا على أشجار البن القديمة، عوضًا عن موروثه القديم من اللبس والعادات.
واستُزرع "البُن" في فيفاء منذ مئات السنين، ويملأ مدرجات فيفاء ليكسوها الاخضرار، ويروي كبار السن أن أقدم شجرة مثمرة في فيفاء هي "البن"، ولما لتلك الشجرة من ارتباط وثيق بفيفاء، فقد كان "البن" سلعة يجلبها الفيفيون قديماً لأسواق المنطقة لبيعها أو استبدالها بسلعٍ أخرى، وهي طريقة تستخدم قديمًا لقلة المال آنذاك، وهو دليل آخر لقدم الشجرة ووفرة محصولها.
وعن لغة الأرقام فقد زرعت في فيفاء حديثًا 35600 شجرة بُن بمبادرة من شركة أرامكو بالتعاون مع جمعية البر الخيرية بفيفاء، وهذه الأرقام من غير أشجار البن المزروعة بجهود ذاتية من المزارعين منذ زمن قبل إطلاق المبادرة، وحتى قبل تأسيس هيئة تطوير فيفاء.
ليس هذا فقط، فجبال فيفاء تحتضن أكبر "مشتل بن" في السعودية، وهو بمقر هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان (تطوير فيفاء سابقًا)، وسوف يكون المشتل الآلي الجديد؛ أكبر مشتل للبن بالشرق الأوسط، وهو تحت التنفيذ، وسوف ينتهي بحلول الربع الأول من العام المقبل، وسينتج 800 ألف شتلة سنوياً.