يدٌ تبني وأخرى تُداوي.. "السعودية داعم فلسطين الأول".. تاريخ ترويه الأرقام

يدٌ تبني وأخرى تُداوي.. "السعودية داعم فلسطين الأول".. تاريخ ترويه الأرقام

ملياراتٌ تتدفق وأسرٌ بآلافٍ تستفيد.. بياناتٌ تُندد وتساند وقيادةٌ لا تبخل بالجهود

على مدى تاريخها، اتخذت السعودية العديد من المواقف المشرفة المتعلقة بمساعدة المحتاجين ودعم كل من يتعرض لأزمة في أي بقعة في العالم، ودائمًا قطاع غزة في أعلى القائمة؛ حيث تضع المملكة القضية الفلسطينية على سلم أولوياتها، وتواصل مساندتها في كل المحافل الدولية، كما تولي أبناء القطاع اهتمامًا خاصًّا في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتوالية ضدهم.

استنكار الهجوم الإسرائيلي

وخلال الساعات الماضية، عبّرت السعودية عن استنكارها لضربات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبت بوقف التصعيد الفوري، فقالت في بيان رسمي: "أعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها للهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة".

وأكد البيان "وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كل الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده".

يُذكر أن 17 شخصًا قتلوا في غزة في التصعيد الأخير بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية؛ حسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، موضحًا أن من بين القتلى طفلة تبلغ من العمر خمسة أعوام تدعى "آلاء قدوم" وامرأتان تبلغان من العمر 23 و79 عامًا.

وعلى الجانب الآخر، فقد اتخذت المملكة خلال السنوات الماضية، العديد من المواقف المشرفة تجاه قطاع غزة لدعم أهله في مواجهة الاحتلال، سواء عن طريق الدعم المادي أو الدبلوماسي، وفي السطور التالية نستعرض بعضًا من أبرز أشكال هذا الدعم.

الضغط على الاحتلال

وفي كل المناسبات، يؤكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة والشعب السعودي بشكل خاص، والعالمين العربي والإسلامي بشكل عام؛ باعتبارها محل اهتمام المملكة، التي تعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني واجبًا قوميًّا ودينيًّا حتى يستعيد كامل حقوقه على أراضيه.

ففي العام الماضي، حرَص خادم الحرمين الشريفين على التعبير عن إدانة المملكة وشجبها للاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما أسفر عنه من سقوط للضحايا الأبرياء والجرحى.

ووقتها شدد الملك في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن المملكة ستُواصل جهودها على كل الأصعدة لوقف الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية على القدس من خلال التواصل مع الأطراف الفاعلة لممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ متمنيًا للشعب الفلسطيني الأمن والسلام.

500 مليون دولار

وبشكل خاص، أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بملف إعادة إعمار غزة بعد الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، وفي عام 2019، كشف مفيد الحساينة وزير الأشغال العامة والإسكان في غزة، أن قيمة دعم المملكة العربية السعودية لملف إعمار غزة منذ 2014 حتى ذلك الوقت، بلغ 500 مليون دولار، وهي بذلك تُعد الأولى عربيًّا ودوليًّا في ذلك، عبر مشاريع بناء بيوت جديدة بشكل كامل، وأخرى لإصلاح منازل تضررت بشكل جزئي.

ولفت وقتها إلى أنه تم بناء 2000 وحدة سكنية كانت جزءًا من منحة سعودية تمت بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة ووكالة الغوث وUNDP؛ حيث الدفعة الأولى كانت عبارة عن 50 مليون دولار، كما أشار إلى أن 30% من ملف إعمار غزة تم إنجازه بدعم سخي من المملكة العربية السعودية.

منح مالية متوالية

ووفقًا لتقارير فلسطينية وأممية فقد سارعت السعودية بعد الحرب على غزة عام 2014 لتقديم منحة مالية بلغت قيمتها 111.5 مليون دولار لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وشملت هذه التبرعات كافة أقاليم عمليات وكالة الغوث الخمسة، كما تم تخصيص 74 مليون دولار لسكان غزة لإصلاح منازلهم التي تضررت خلال عدوان صيف 2014 ولدعم برامج الصحة والتعليم في قطاع غزة.

وفي 2017 قدمت مملكة العطاء منحة إعمار جديدة بقيمة 80 مليون دولار، بالتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، مقسمة على جزأين؛ حيث تم اعتماد مبلغ بقيمة 40 مليون دولار بالتنسيق مع وكالة الغوث لإعادة إعمار منازل اللاجئين لعدد 1300 مستفيد، وتم اعتماد مبلغ 10 ملايين دولار من أصل 40 مليون دولار لإعادة إعمار منازل المواطنين لعدد 274 بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

أما في ديسمبر 2018، فقد قدمت السعودية مبلغ 63 مليونًا لدعم الشعب الفلسطيني، وتم تخصيص مبلغ 20 مليون دولار لعملية إعادة إعمار غزة.

وحدات سكنية في غزة

وقبل سنوات، تَبَنت المملكة آلاف الأسر الفلسطينية التي تهدمت منازلها بفعل آلة الحرب الإسرائيلية؛ حيث افتتحت المملكة مشروعًا سكنيًّا في جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى تمويل مئات الوحدات السكنية وعدد من المدارس في القطاع.

وفي هذا الحين، تم تسليم 752 وحدة سكنية، بلغت تكلفتها نحو 15 مليون دولار أمريكي، لفلسطينيين دمر الاحتلال منازلهم في رفح عاميْ 2003 و2004، كما تم وضع حجر الأساس للمرحلة الثانية للمشروع السعودي الذي يضم حوالى 800 وحدة سكنية، بعدما أعلنت المملكة عن تخصيص مبلغ 34 مليون دولار أمريكي لتمويل المرحلة الثالثة من الحي السعودي في رفح وإعادة ترميم وبناء سبعة آلاف وحدة سكنية دمرت خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع.

مساعدات عاجلة

وفي عام 2018، كشف المستشار بالديوان الملكي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن السعودية قدمت 6 مليارات دولار لفلسطين منذ عام 2000، وأضاف أن الرياض بدأت في تقديم المساعدات لدول العالم منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وقال في تصريح: "لقد تنوعت المجالات الإغاثية والإنسانية التي أسهمت فيها المملكة لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين، ما بين المساعدات التنموية التي بلغ مقدارها 4 مليارات دولار أمريكي، والمساعدات الإنسانية بما مقداره ملياري دولار أمريكي".

إحصائيات دولية

كما قدمت السعودية العديد من المساعدات الدولية لأهالي قطاع غزة؛ لمواجهة العدوان الإسرائيلي على مدار سنوات عديدة؛ فقد ساهمت حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة في عام 2009، بأربعة ملايين دولار لدعم عملية الإغاثة الطارئة للبرنامج في القطاع، وهي الأموال التي تم استخدامها في توفير الغذاء لأكثر الفئات حاجة في غزة، ودعم المزارعين الذين يكافحون لمواجهة الخسائر الفادحة التي تكبدوها.

ويُعد هذا التبرع الثاني من حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة إلى برنامج الأغذية العالمي؛ لتصل مساهمة الحملة السعودية إلى ثمانية ملايين دولار، وقد تم جمع تلك الأموال من الأفراد السعوديين الراغبين في دعم العمليات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأيضًا قدّمت حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في 2012، تبرعًا بقيمة خمسة ملايين دولار؛ بهدف تأمين الاحتياجات الغذائية الأساسية لأفقر فقراء اللاجئين الفلسطينيين في غزة من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وفي السياق ذاته؛ فقد أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في 2015، أن المملكة العربية السعودية قدّمت مساعدة مالية قدرها 13.5 مليون دولار للفلسطينيين المتضررين بشكل جزئي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو المبلغ الذي تم تخصيصه لإعادة الإعمار واستخدامه كمساعدات نقدية لأكثر من عشرة آلاف عائلة لإصلاح المنازل المدمرة بأضرار بسيطة.

وفي عام 2017، كشفت الأمم المتحدة أن المملكة العربية السعودية تصدرت قائمة الدول والهيئات الـ20 الأكثر دعمًا للشعب الفلسطيني، إضافة إلى الإمارات والكويت والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي؛ بينما خلَت القائمة من أسماء قطر وإيران، بإجمالي منح ومساعدات تصل إلى 148 مليون دولار.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org