يشهد قطاع الموارد البشرية تحديات متجددة تفرضها بيئة أعمال عالمية غير مستقرة منذ أعوام بسبب التوقعات الجديدة في أعقاب الأزمات الاقتصادية، والصحية، وحتى السياسية، بالإضافة إلى الثورة الرقمية، مما فرض على الشركات ضرورة التكيف مع التغيرات والتطورات والانتباه إلى الاحتياجات الجديدة، لكي تحافظ على التنافسية والإنتاجية.
وتتجه الأنظار نحو قسم الموارد البشرية الذي يمكن أن يجعل من المنشأة مكان عمل أفضل لتحقيق النجاح، عن طريق مساعدة الموظفين بأفضل السبل لتسهيل أعمالهم وتحسين مهاراتهم وإعادة تشكيلهم وتطويرهم وتوظيف المواهب والاحتفاظ بها.
ومن أهم تحديات الموارد البشرية في الوقت الحالي: استقطاب المواهب، والاحتفاظ بالموظفين، والتطوير المهني المستمر، وقيادة التغيير، وتطبيق الأنظمة والقوانين، ودمج التقنية بالعمل، والتوازن بين الحياة والعمل، والتفاعل مع الأجيال المختلفة، وتعزيز الابتكار والإبداع في بيئة العمل، وغيرها.
ويمكن إيجاد حلول لمثل هذه التحديات فيما يتعلق بالمواهب وتحسين المهارات من خلال تجريب الشركات لنموذج عمل "هجين" عن طريق بناء ثقافة «هجينة» مرنة تسهم في زيادة الإنتاجية (۳) أيام في المكتب، ويومين من المنزل، ويمكن لهذه الطريقة المساعدة في جذب المواهب والاحتفاظ بها، حيث يرغب ٪۸۷ من الموظفين الحاليين في البقاء بدوام عن بعد، وفقًا لاستطلاع توقعات وظائف التسويق لعام ٢٠٢٣م على Linkedin.
وتقدم وجهات النظر المتنوعة أفكارًا أفضل، وفرق عمل أقوى، وتدعم تجربة المنظمة، ففي تقرير صدر مؤخرًا عن اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي لعام ٢٠٢٣م، أشار إلى أن فرق العمل المتنوعة تتفوق بشكل كبير على الفرق المتجانسة، ويكمن التحدي في العام الجديد في جعل التنوع أساسياً في المنظمة من خلال برنامج إدارة رأس المال البشري (HCA) الذي سيساعد على فهم حالة التنوع والمساواة، والشمولية للمنظمة التي تجذب الموظفين وتحتفظ بهم
في عام ٢٠٢٤م، سيتطلع الموظفون الجدد إلى ما هو أبعد من الثقافة الوظيفية التي سينضمون إليها؛ فلم تعد تجربة الموظف ناتجاً ثانويا لاستراتيجية المواهب بل هي أساسية، وبالتالي ستتبني المنظمات روابط أعمق بين الموظفين الجدد والقدامى تعترف بالعمل الجاد والتأثير الاجتماعي، وبالإنجازات.
ويعد توظيف المواهب والاحتفاظ بها، أحد المسؤوليات الرئيسية لمدير الموارد البشرية في العام الجديد بما يعني العثور على الموظفين الموهوبين المناسبين، والاحتفاظ بهم ضمن الأدوار الوظيفية اللازمة لتحقيق أهداف المنظمة العامة.