لا تتردَّد قيادة المملكة في تقديم كل صور الدعم والمساعدة إلى الدول والأفراد، في مشاهد تعزّز مصطلح "مملكة الإنسانية" التي عمّ خيرها على الأشقاء والأصدقاء، بصرف النظر عن الجنس واللون والمذاهب، مشيرة إلى أن الأعمال الخيرية لا تعترف إلا بالإنسان.
وخلال العقود الماضية تميّزت المملكة على مستوى المنطقة والعالم في عمليات فصل التوائم السيامية، وباتت أيقونة الإبداع في هذا الملف دون سواه، من خلال البرنامج السعودي لفصل التوائم، الذي تميَّز بوجود نخبة من الأطباء المستشارين، بقيادة البروفيسور عبدالله الربيعة، الذين ألهموا العالم كيف يرسمون الابتسامة على وجوه عائلات تملّكهم اليأس بسبب التصاق أبنائهم.
ولعل في صدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، بنقل التوأم السيامي النجيري "حسانة وحسينة" إلى الرياض، ودراسة الحالة منذ ديسمبر 2022م لإجراء عملية الفصل؛ يُعدّ امتدادًا لرعاية القيادة، حفظها الله، وتسخير خبراتها وإمكاناتها العلمية والمالية لعلاج هذه الحالات الإنسانية، دون أي تكلفة على أصحاب الحالات.
وبعد 55 عملية أجراها أطباء البرنامج السعودي لفصل التوائم؛ تأتي عملية فصل التوأم السيامي النيجيري "حسانة وحسينة"، اليوم الخميس، تُضاف لرصيد المملكة الإنساني في عمليات فصل التوائم، وتحمل الرقم 56.
هذا الكم الهائل من عمليات فصل التوائم كان محلَّ اهتمام الجهات المتخصّصة في العالم، التي تابعت مسيرة البرنامج السعودي، وكيف رسخ نجاحاته في عالم فصل التوائم السيامية بهذه البراعة والمهنية الطبية العالية.
وبإجراء عملية فصل التوأم النيجيري، اليوم، فإن المملكة تواصل ريادتها ودورها الإنساني تجاه شعوب العالم، عبر البرنامج السعودي لفصل التوائم، الذي يختصُّ بدراسة حالات التوائم السيامية، واستقبالها من كافة الدول، بما يساهم في رفع المعاناة عنهم وعن ذويهم ليعيشوا حياة طبيعية.
ويعكس البرنامج السعودي لفصل التوائم، ما تمتاز به المملكة من قدرات وكفاءات طبية مُتقدمة؛ حيث أصبحت علامة دولية بارزة في هذا المجال، لتصبح اليوم من أكثر الدول إجراءً لعمليات فصل التوائم السيامية.
وسيظلّ البرنامج السعودي لفصل التوائم يواصل عمله بخطى ثابتة، محققًا الفارق الطبي والإنساني لصالح المملكة، التي اعتادت أن تحقّق الريادة في الأعمال الإنسانية، ويكون لها السبق فيها؛ وهو ما تحقّق للمملكة حتى الآن.