نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخُبر، في إجراء عملية جراحية دقيقة؛ لاستئصال ورمٍ سرطاني نشأ بموضعٍ عالي الحساسية في العمود الفقري، وأنهت العملية معاناة مريض "ستيني" مع عدّة أعراضٍ حادّة، وجنّبته كثيراً من المضاعفات الوخيمة.
وكان المريض قد راجع المستشفى مشتكياً أعراضاً عدة؛ أبرزها ألمٌ مستمرٌ ومتزايدٌ، وغير مرتبطٍ بالنشاط ويشتد ليلاً، وفور وصوله أجرى له الفريق الطبي الذي تكوَّن من تخصّصات عدة، وقاده د. حسام الحبيب؛ استشاري جراحة العمود الفقري، ود. أسامة السيف؛ استشاري الجراحة العامة والمناظير والأورام، حزمة من الفحوصات الطبية الدقيقة، كتصوير العمود الفقري بالرنين المغناطيسي MRI، وفحص التصوير المقطعي المحوسبC.T SCAN، وبيّنت النتائج وجود ورمٍ في الجهة اليسرى من الظهر، وبالتحديد في عضلات العمود الفقري القطني وقريب من الفقرات القطنية للظهر، وهو ما نتجت عنه الآلام التي عاناها.
وأخضع الفريق الطبي الحالة إلى دراسة في ضوء المعطيات الجديدة التي قدّمتها نتائج الفحوصات الطبية، وخَلُصَ إلى أن التدخُّل الطبي الأمثل هو الخيار الجراحي لاستئصال الورم، الذي يعد من الأورام سريعة الانتشار، وبعد تجهيز المريض واتخاذ الترتيبات اللازمة أُخضع لعمليةٍ جراحية تمّ فيها استئصالُ الورم بالكامل وبدقةٍ متناهية، إضافة إلى إزالة جزءٍ من العمود الفقري كحدودٍ طبيعية، بعدها قام جرّاح التجميل بإغلاق الجرح وإعادة ترميم المنطقة الجراحية، وتكللت العملية التي استمرت 4 ساعات، ولله الحمد، بالنجاح التام، وتمّ تحويل المريض مباشرةً إلى جناح الجراحة، وتحسّنت حالته باطرادٍ خلال فترة التنويم مع العناية الطبية الحثيثة، قبل أن يغادر المستشفى بصحة جيدة.
من جهته، قال الدكتور وليد البوعلي؛ المدير الطبي للمستشفى، إنه على الرغم من أن العملية اتسمت بكثيرٍ من التعقيدات بالنظر إلى حساسية موضع الورم لوجود الحبل الشوكي والأعصاب، إلا أن الفريق الطبي استطاع إجراء العملية بدقةٍ عالية، وجنّب نجاح العملية المريض كثيراً من المضاعفات الوخيمة، إذ إن تطوّر هذه الأورام يؤثر في الوظائف العصبية نتيجة الضغط الذي يقع على الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب القريبة، كما أن نموها داخل العظام قد يتسبّب في كسر في الفقرات أو عدم استقرار العمود الفقري، وقد تؤدي في بعض الحالات، إلى فقدان الإحساس والقدرة على الحركة.