
عامًا تلو الآخر يثبت الترفيه في المملكة نجاحه وتألقه وقدرته على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، ومن ثمّ مواصلة تحقيق أهداف رؤية 2030 وتطلعاتها كاملة، في استحداث قطاعات استثمارية جديدة، يمكن أن تدعم خزينة الدولة، وتكون بديلًا لقطاع النفط.
ويُعتبر موسم الرياض 2023 ترمومتر حقيقيًا، يقيس مدى تمكّن القطاع وكفاءته وقدرة برامجه على تحقيق الأهداف المطلوبة، وستكون النسخة الرابعة من الموسم مثالًا حيًا، يوضح أيضًا إلى أي مدى حقق قطاع الترفيه السعودي الابتكارات المطلوبة في القطاع، وتفعيل سياسة التحسين للنهوض به، وصناعة ترفيه مثالي، يستطيع أن يصل بالمملكة إلى مصاف الدول الأولى في المنطقة والعالم، على صناعة الترفيه الجاد والمربح، الذي ينعكس على برامج جودة الحياة.
وعامًا بعد آخر، يشهد موسم الرياض إقبالًا واسعًا في مشاركات القطاع الخاص، الذي استشعرت شركاته ومؤسساته أهمية أن تستثمر الفرص المتاحة في القطاع، وتعمل على تنويع مصادر دخلها، من خلال إقامة مشاريع خاصة بها، ليس هذا فحسب، وإنما عملت أيضًا على تسجيل عدد كبير من الرعايات، وصولًا إلى تحقيق نسب عالية من العوائد، التي ظهرت بوادرها حتى قبل انطلاقة فعاليات الموسم رسميًا، في إشارة جلية على أن قطاع الترفيه في المملكة ما زال قادرًا على استيعاب العديد من شركات القطاع الخاص، التي يمكنها أن تحقق تطلعاتها وتثبت نفسها في القطاع.
النجاح الذي يحققه قطاع الترفيه في المملكة، وتحديدًا في موسم الرياض، يعكس اتجاه المملكة في تطوير هذا القطاع، ويؤكد إصرارها القوي على أن تكون مركزًا محوريًا للترفيه في المنطقة، يقصدها الزوار من الداخل والخارج؛ من أجل الاستمتاع والترويح عن أنفسهم، وهو ما يضمن للمملكة استدامة القطاع الترفيهي ونموه، من خلال بناء مدن ترفيهية مستدامة، وبوليفارد سيتي، وفيا رياض، وتدشين ثلاث مناطق مجانية تناسب مختلف فئات المجتمع.
وبالتزامن مع انطلاق النسخة الرابعة من موسم الرياض، تحرص هيئة الترفيه على أن تشهد النسخة الجديدة كل حديث ومبتكر، من خلال تلافى سلبيات النسخ الماضي، وتعزيز إيجابياتها بشكل أو بآخر، ومن هنا استحدث الموسم مناطق وتجارب مخصصة للفعاليات والألعاب العالمية، من أبرزها منطقة بوليفارد هول، التي بنت خلال 60 يومًا، بسعة تصل لأكثر من 40 ألف زائر، في مساحة تزيد على 200 ألف متر مربع، وهو ما يؤكد الاستعداد الجيد والمتقن لهذه النسخة، حتى تكون قادرة على تحقيق أهدافها مجتمعة، سواء اقتصاديًا أو ترفيهيًا أو على تحقيق الهدف الأسمى بأن تصبح المملكة مركزًا للترفيه في منطقة الشرق الأوسط، خاصة عندما تكتمل مشاريع الترفيه العملاقة التي أطلقتها الرؤية.