يفتتح محافظ القنفذة مساء اليوم الأحد، مهرجان "فوانيس" بالمنطقة التاريخية وسط مدينة القنفذة، هذه المنطقة التي كانت تعج وتزدحم بشتى أنواع السلع والبضائع الصادرة والواردة عبر ميناء القنفذة التجاري، قبل ما يقارب السبعين عامًا، بمنطقة المحناط والفرضة.
كانت قوافل الجمال تأتي محملة بحبوب الدخن والذرة الرفيعة والسمسم والجلود والسمن والعسل والقطن وغيرها للمحافظة من كل اتجاهاتها ويصطف أول القافلة في "المحناط"، المقر الذي يُقام به حاليًا المهرجان.
وآخر القافلة يمتد إلى وادي هارون شرق مدينة القنفذة بمسافة تقارب الثلاثة كيلو مترات تكون محمّلة بالبضائع منتظرة دورها في الوصول للمحناط ليتم إنزالها فيه لاستكمال عملية الوزن والكيل واحتساب قيمة الجمرك تمهيدًا لشحنها في المراكب والسفن لتصديرها إلى موانئ سواكن ومصوع وعدن والحديدة.
ثم تعود الجمال محمّلة بالبضائع المستوردة القادمة من تلك الموانئ أيضًا مثل الأقمشة والعطور والعنبر والطيب والبخور والهيل والبن والبهارات وأدوات الإضاءة مثل الفوانيس والاتاريك وصناديق السيسم والمفروشات وغيرها من السلع الأخرى.
وكان مبنى جمرك القنفذة حسب رواية سعيد باسندوة عضو جمعية حفظ التراث بالقنفذة، يقع شمال غرب الجامع الكبير حاليًا وإلى جنوبه تقع إمارة القنفذة وتحيط بمنطقة المحناط والفرضة مباني ومقار الإدارات الحكومية البلدية ومعتمدية التعليم والشرطة والمالية والمحكمة والبريد والبرقية وهي من أوائل الإدارات الحكومية التي أُنشئت في المملكة العربية السعودية.
وأضاف "باسندوة" أن هذا المهرجان سيعيد لهذه المنطقة التاريخية القديمة بالقنفذة نبض الحياة بعد أن توقفت منذ سبعين عامًا تقريبًا، منذ أن توقف ميناء القنفذة، حيث كان بالمنطقة التاريخية أول مركز للبريد السعودي على ساحل البحر الأحمر في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في عام 1343 هجرية الموافق 1925 ميلادية.
وكانت رسائل البريد الرسمية والتجارية والخاصة ترسل عبر ميناء القنفذة إلى ميناء سواكن ثم إلى جميع أنحاء العالم، وكانت المنطقة التاريخية تضم إمارة منطقة القنفذة المرتبطة بوزارة الداخلية مباشرة، وتضم كذلك ثاني بلدية تأسست بعد بلدية مكة المكرمة في عام 1351 هجرية وتضم المدرسة السعودية التي أُنشئت عام 1349 هجرية وتضم عديد الإدارات الحكومية منذ بواكير العهد السعودي الزاهر.
وأوضح "باسندوة" أن هذا الكرنفال وهذا الحدث يسلط الضوء على تاريخ وحضارة القنفذة قديمًا وحديثًا ومستقبلها الزاهر في عهد ملكنا المحبوب الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الشاب الطموح الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ويتوافق مع رؤية المملكة 2030 وتحفيز القطاع الخاص والمتطوعين من الشباب والشابات في هذا الحراك المجتمعي.
