طالبات سعوديات يبتكرن ملعبًا ذكيًا يُولّد الكهرباء من حركة الجماهير

في إنجاز ابتكاري لافت يعكس وعي الجيل الصاعد بمستقبل الاستدامة والاقتصاد الذكي، قدّمت طالبات سعوديات مشروع «الملعب الذكي» الذي يحوّل حركة اللاعبين والجماهير إلى طاقة كهربائية، ضمن فعاليات التحدي العالمي للروبوتات 2025 (GRC)، الذي انطلقت أعماله أمس الاثنين في مقر الكلية التقنية بالرياض.

وجاءت فكرة المشروع عقب الإعلان التاريخي عن استضافة المملكة لبطولة كأس العالم 2034، حيث رأت الطالبات في الحدث فرصة استراتيجية لتقديم حلول ذكية ومستدامة تُسهم في تعزيز مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتدعم الاستثمار في البنية التحتية الرياضية.

واستلهِمت فكرة الملعب الذكي من قبل الطالبات: لين سطام، وجود الغامدي، عهد الحربي، ودانا الشهري، حيث اعتمد تصميم المشروع على مفهوم الاستدامة الشاملة، من خلال إنشاء ملعب يعمل بالطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، مع بنية تحتية ذكية قادرة على توليد الكهرباء من حركة اللاعبين عبر مسننات ميكانيكية، ومن حركة المستخدمين والمشجعين داخل المرافق.

ويركز المشروع على تحويل الملعب إلى منشأة متعددة الاستخدامات، يمكن فيها فك المدرجات المتنقلة وإعادة توظيفها كمحلات تجارية ومطاعم، إلى جانب تحويل الملعب كاملًا إلى منتزه مجتمعي متكامل يضم مراكز تسوق، ناديًا رياضيًا مجانيًا، مكتبة عامة، ومناطق ألعاب، بما يُسهم في رفع كفاءة الاستثمار وزيادة العائد الاقتصادي على مدار العام.

ويعتمد النادي الرياضي في المشروع على أجهزة ذكية مصممة لتحويل حركة المستخدمين إلى طاقة كهربائية، مع نظام تحفيزي يمنح المشتركين مكافآت عبر نقاط تُحوَّل إلى نقود تُستخدم في المراكز التجارية داخل المشروع، في إطار نشر ثقافة المجتمع الصحي وتشجيع ممارسة الرياضة.

كما يتضمن المشروع سوارًا ذكيًا يقيس مستوى النبض والتوتر، ويعمل بتقنية GPS لتتبع الأطفال داخل المنشأة، ويسهّل وصول الفرق الإسعافية للمشجعين في حال الطوارئ، تحت شعار: «اهتمّ بصحتك وشجّع بسلام»، حيث يُعاد تفعيل السوار في كل مباراة لضمان سلامة الحضور.

وبيّنت دراسة الجدوى المبدئية أن تكلفة إنشاء الملعب تتراوح بين 50 و80 مليون ريال، بمساحة تقديرية تتراوح بين 250 و300 ألف متر مربع، مع إيرادات يومية قد تصل إلى 3 ملايين و750 ألف ريال عند تسعير التذكرة بـ15 ريالًا، بخلاف إيرادات الإعلانات.

وانطلقت أمس الاثنين فعاليات التحدي العالمي للروبوتات 2025 بتنظيم من الكلية التقنية بالرياض، وبالشراكة مع الاتحاد السعودي للروبوت والرياضات اللاسلكية وأكاديمية ديسكفري للعلوم والتكنولوجيا، وبمشاركة واسعة من الجهات المتخصصة في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وخلال جولة سبق في المعرض المصاحب، استعرض طلاب وطالبات عددًا من المشاريع الابتكارية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة، من بينها: الحذاء الذكي للمكفوفين، والنقل البحري الذكي، والفانيلة الذكية لرصد المؤشرات الحيوية، وروبوت ذكي (chromabot) يساعد الطلاب المصابين بالأمراض المزمنة على التعلم المباشر في المدرسة، وأجهزة ألعاب بمشاركة فرق من دول عربية عدة، منها العراق، البحرين، مصر، والجزائر.

ويشهد التحدي مشاركة 220 فريقًا يمثلون 750 مشاركًا من داخل المملكة وست دول عربية، ليُعد من أكبر المنافسات الدولية المتخصصة في الروبوتات والذكاء الاصطناعي، مستهدفًا طلاب وطالبات مدارس وجامعات المملكة والمبتكرين في مجالات التقنية المتقدمة.

وتتضمن المنافسات حزمة من التحديات التقنية المتقدمة التي تُعزز مهارات العمل الجماعي والابتكار، وتؤهل المشاركين للمنافسة في المحافل المحلية والدولية، وسط اعتماد رسمي من الجمعية العربية للروبوت وInnovate STEAM Foundation الأمريكية.

وتستمر فعاليات التحدي حتى اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025م، في إطار الجهود الوطنية الهادفة إلى دعم الابتكار التقني وتمكين الشباب، والإسهام في بناء مجتمع رقمي معرفي مستدام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org