تعود العلاقات العربية-الصينية إلى عهد الخلافة الراشدة، حينما أرسل الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- سفارة إلى بلاط تانغ في عاصمة الصين القديمة تشانغآن، ومنذ ذلك الوقت أخذت العلاقات بين العرب والصينيين أشكالاً عديدة من التعاون المشترك، كما نمت العلاقات الفردية مع الصين.
وعلى غرار تلك العلاقات الفردية نشأت العلاقات السعودية-الصينية، وأنشأت الحكومتان العلاقات الدبلوماسية الرسمية في يوليو 1990؛ لتفتح الباب أمام علاقات متنامية حتى وقتنا الحاضر تماشيًا مع ما أولته رؤية السعودية 2030 من اهتمام كبير ببناء الشراكات الاستراتيجية الدولية المتنوعة، وتطوير هذه الشراكات وتعميقها في شتى المجالات، ومن بينها المجال الإعلامي.
ولا شك أن التعاون في المجال الإعلامي يُشكِّل أهمية قصوى في العلاقات العربية-الصينية؛ لما فيه من تعميق الروابط بين الحضارتَين والثقافتَين العريقتَين، وتعزيز الروابط بين الشعوب العربية والشعب الصيني، وعكس تنامي العلاقات العربية-الصينية.
ويعكس ذلك التعاون إقامة المنتدى الإعلامي العربي-الصيني في العاصمة الرياض بمشاركة وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ولفيف من قيادات أبرز الوسائل الإعلامية العربية والصينية؛ وذلك لبحث سُبل تعزيز التعاون الإعلامي بين الجانبين؛ بما يسهم في تطوير العلاقات العربية-الصينية، ورفع الوعي بأوجه التعاون المشتركة في مختلف المجالات.
كما يكتسب انعقاد منتدى التعاون الإعلامي العربي-الصيني أهميةً لتزامنه مع التحضيرات الجارية لاستضافة السعودية 3 قمم تاريخية (سعودية-صينية، خليجية-صينية وعربية-صينية). ومن المرتقب أن يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة إلى السعودية، بحسب ما صرح وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في أكتوبر الماضي.
فهناك أهمية متزايدة للدور الصيني كشريك موثوق للدول العربية، وهو ما عكسه تصريح "القصبي" خلال افتتاح أعمال المنتدى بقوله: "إن الصين شريك موثوق للدول العربية في مجال الإعلام ومختلف المجالات". مؤكدًا أن منتدى التعاون الإعلامي العربي-الصيني يعد منصة واعدة للتشاور والتعارف وتنسيق الجهود لتعزيز التعاون الإعلامي العربي-الصيني.
يهدف المنتدى إلى مد جسور التعاون والتنسيق الإعلامي بين الصين والدول العربية، ويركز على سبل توثيق التعاون، وتبادل المعارف والخبرات بين الحضارات المختلفة، وتشجيع التفاهم وتوثيق الروابط الشعبية بين جميع الأطراف، إضافة إلى الإسهام في بناء مسارات التعاون، والتضامن، والمنافع المتبادلة بين الصين والدول العربية.
وشهد المنتدى الإعلان عن إطلاق ثلاث مبادرات للتعاون الإعلامي بين السعودية والدول العربية مع الصين؛ إذ تم إطلاق مبادرة إنتاج برنامج تلفزيوني مشترك بين هيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية ومجموعة الصين للإعلام، ومبادرة "بث الأعمال المرئية الصينية في الدول العربية، وبث الأعمال العربية في وسائل الإعلام الصينية"؛ بهدف تعزيز تبادل نشر المحتوى الثقافي والفني والاجتماعي، ومبادرة "تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام العربية والصينية"، التي تضمنت تبادل الخبرات الفنية بين الدول العربية والصينية، ورفع مستوى الالتزام بحماية مصداقية الأخبار، وتبادل الزيارات بين أبرز الإعلاميين في الصين والدول العربية.