يعتبر إعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن مشروع الممر الاقتصادي الذي يربط بين دولة الهند والمملكة العربية السعودية وأوروبا، أهم المشروعات التي سيشهدها العالم أجمع، ويعبر عن مدى الأفكار الاستثنائية والخارجة عن الصندوق التي تُخطط لها المملكة.
والممر عبارة عن مشروع نقل لوجستي يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، على أن يشمل هذا الممر الاقتصادي، موانئ وسككًا حديدية وخطوط أنابيب، بما يُساهم في تطوير البنية التحتية تطويرًا ضخمًا لم تشهده تلك الدول من قبل.
وسبق للرياض وواشنطن قد وقعتا مذكرة تفاهم بين البلدين، وتُحدد تلك المذكرة أُطر التعاون المُشترك بين الدولتين، وذلك لوضع بروتوكولٍ يساهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات.
وتم توقيع المذكرة يوم أمس الجمعة، الموافق 8 سبتمبر 2023م؛ من أجل الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، وتنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.
ويهدف المشروع إلى تعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ، مما سيُزيد عملية التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا؛ مما سيوفر فرص عمل طويلة الأمد للكثير من مواطني تلك البلاد.
وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكد في كلمة له خلال قمة مجموعة العشرين المقامة في الهند، والتي يترأس حدفيها وفد المملكة العربية السعودية، أن المشروع يحقق المصالح المشتركة للدول المستهدفة به، وذلك من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي؛ وهو ما ينعكس إيجابياً على شركائنا في الدول الأخرى والاقتصاد العالمي بصورة عامة.
كما ستربط السكك تلك الدول بالهند من خلال خطوط للشحن متصلة بموانئ المنطقة، ويعتبر المشروع من المبادرات الأساسية، التي يقودها البيت الأبيض في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يتنامى فيه الدور الصيني بالمنطقة.