احتفل مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أمس الخميس، باليوم العالمي للتوعية باضطرابات النوم؛ وذلك من خلال إقامة المعرض التوعوي الذي اشتمل على أركان صحية وتشخيصية وتوعوية عدة؛ إذ يحتفل العالم بهذا اليوم في الجمعة الثالثة من شهر مارس كل عام، والذي يوافق هذا العام اليوم السابع عشر من مارس 2023 تحت شعار "النوم ضروري للصحة".
وأوضح مدير مركز طب وبحوث النوم البروفيسور سراج عمر ولي، أن المعرض شهد إقبالاً كبيراً؛ حيث بلغ عدد الزوار من المرتادين والمرضى حوالي ٢٠٠ زائر، إذ أجريت معاينة حالات وتقديم استشارات طبية كاملة على أكثر من ٧٠ شخصاً يعانون من اضطراب في النوم، وذلك خلال الأربع ساعات وهي مدة المعرض، وتركزت أكثر معاناة المراجعين في نوعين من اضطرابات النوم وهي "الأرق وخناق النوم".
وتابع: الأرق تحديداً هو صعوبة الدخول في مرحلة النوم، و ربما يعود لاعتبارات ضغوط وظروف العمل أو زيادة الأعباء التي تجعل الفرد في حالة نفسية متقلبة، مما ينعكس أثر ذلك سلبًا على النوم الصحي وجودته، و"الأرق" يمثل أكثر اضطرابات النوم انتشارًا، وتقريباً الجميع قد عانى من هذه المشكلة في فترة من فترات حياته، ومن الناحية الطبية فإن الأرق نوعان، الأول هو الأرق الحاد والذي يشكو منه الفرد ليلة أو ليلتين أو ثلاثة ليالٍ، وقد يكون ناتجاً عن مسببات عديدة، منها ظروف التوتر وضغوطات الحياة والعمل، وغير ذلك من الأمور الاجتماعية اليومية، وهناك الأرق المزمن الذي يحدث ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، ولمدة أقلها ثلاثة أشهر متواصلة، وهذا النوع من الأرق يستوجب التشخيص والعلاج لدى أطباء طب النوم لمعرفة مسبباته.
وبين أن خناق النوم هو انقطاع التنفس أثناء النوم، ويعرف علميًا بتوقف انسياب الهواء عبر المجرى العلوي للجهاز التنفسي لمدة عشر ثوان فأكثر أثناء النوم، وتتكرر من عشرات إلى مئات المرات في الليلة الواحدة، وينخفض أثناء نوبة انقطاع النفس معدل تشبع الأكسجين في الدم تحت المستوى الطبيعي، قبل أن تنتهي في العادة كل نوبة بصوت شخرة عالية، ومتلازمة خناق النوم تعالج على حسب مستوى شدتها، إذ إنه في الحالات البسيطة يتم العلاج بتغيير أسلوب حياة المريض مثل تخفيف الوزن، عدم التدخين، وعلاج حساسية الأنف، أما في الحالات المتوسطة والشديدة فيتم العلاج بعدة طرق، فيما تكون الجراحة آخر حل لعلاج متلازمة خناق النوم، وبعد فشل العلاجات السابقة، وتكون مناسبة لعدد قليل.
وأوضح "ولي" أنه تم توجيه هذه الحالات بكيفية التعامل مع الأرق، إذ قدمت لهم بعض النصائح للتمتع بجودة النوم الصحي، وهي: الالتزام بوقت محدد وثابت للنوم والاستيقاظ، خلق بيئة نوم مريحة وباردة ومظلمة وهادئة، وتجنب تناول الكافيين في فترات المساء، وتجنب تناول المأكولات الثقيلة قبل النوم، وممارسة الرياضة بشكل منتظم في وقت مبكر من اليوم، وتجنب الذهاب إلى السرير عند عدم الشعور بالنعاس.
وأضاف: عند عدم القدرة على النوم خلال 20 دقيقة، يجب ترك الفراش والقيام بنشاط خفيف، في النصائح تجنب أخذ قيلولة بعد الساعة 3 مساءً، وتجنب أداء المهمات والواجبات الدراسية في نهاية اليوم، وتجنب المحفزات وقت النوم (مثل: الجوال، الأنشطة التلفزيونية، واستخدام الحاسوب، والألعاب الإلكترونية)، وكتابة قائمة المهمات قبل الخلود إلى النوم للتقليل من التفكير فيها خلال النوم، والحرص على ممارسة أنشطة خفيفة وهادئة في المساء.
وقال "ولي": حصول الفرد على ساعات كافية من النوم الصحي يساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض المختلفة، إضافة إلى أنه يساعد على تعزيز المناعة والقدرات العقلية والذاكرة، بينما يؤثر قلة النوم بشكل كبير على صحة الجسم بشكل عام، وهناك بعض الأعراض التي قد يلمسها الفرد بسبب الحرمان من النوم، ومنها الرغبة الشديدة في استهلاك الكافيين، زيادة الشهية، تقلبات المزاج، الشعور بعدم الارتياح عند الاستيقاظ، النسيان أو تشتت الانتباه، الشعور بالنعاس في أثناء النهار.