يرى الكاتب الصحفي فهد بن جليد، أن أفضل حل لمشكلة الألعاب الإلكترونية الخطرة، هو إشراك الطفل في المواجهة، عبر تثقيفه حول ضرر وخطورة بعض الألعاب الإلكترونية، وتحويل الطفل من مجرد مستهلك لهذه الألعاب إلى رقيب وناقد لها، واعتبار الأمر مشروعاً وطنياً تعليمياً وتربوياً ورقابياً، يقوم به المختصون.
أوروبا منعت ألعاب التسلل
وفي مقاله "(الطفل الشريك) هو الحل" بصحيفة "الجزيرة"، يبدأ "ابن جليد" بنموذج مواجهة أوروبا لأنواع من الألعاب ويقول: "الأوروبيون عندما تحرّكوا لمواجهة بعض الألعاب الإلكترونية التي تعلّم طرق التخفي والتسلل عبر الحدود؛ أكدوا بذلك حق الدول والمجتمعات في مواجهة خطر الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها السلبية، المسألة تتعلق بخطر الهجرة عليهم؛ لذا هم يدعمون (ألعاباً بديلة) تُعزز مسألة الحماية؛ بينما بَقِيَت نسخ تجيز (القتل) للتسلية والعنف في بعض الألعاب الأخرى، طليقة في العالم لا أحد يريد تحمل مسؤوليتها؛ وكأن كل مجتمع إنساني معنيّ بمعالجة آثار وخطر الألعاب لديه بشكل مستقل.. هذا يعطي لمحة عن حقيقة وخفايا المشهد من بعيد".
الرقابة لا تكفي
ويرى الكاتب أن المنع والرقابة لا يكفيان ويقول: "رقابة الوالدين لن تمنع الطفل من التأثر كلياً بمحتوى الألعاب الإلكترونية؛ ولكنها ضرورية للتدخل في وقت مبكر، ومحاولة علاج الآثار وتخفيفها، كما أن المنع (الحكومي أو الأسري) لم يعد حلاً قطعياً، مع قدرة أي مستخدم على تحميل ما يريد مباشرة عبر المواقع الإلكترونية المجانية؛ إلا أن حجب مواقع هذا السوق الضار من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووضع برامج حماية شخصية تمنع تحميل الألعاب غير الآمنة على الأجهزة في المنازل وأيدي الصغار؛ تلعب دورها كجدار صد وحماية أولى، لا يمنع الخطر كلياً، ولكنه يسهم في تخفيف آثاره والحد من انتشارها".
الطفل الشريك
ويخلص "ابن جليد" إلى أن "الرهان اليوم يكمن في تثقيف الأطفال بشكل جيد حول ضرر وخطورة بعض الألعاب الإلكترونية، (الطفل الشريك) هو النموذج الأفضل -في رأيي- لمواجهة هذه الأخطار، كمشروع وطني تعليمي وتربوي ورقابي، على المعنيين والمختصين إفادتنا حول أفضل خطواته وحلوله العملية للتخلص من هذه الآثار ومنعها".
تحذير
وينهي "ابن جليد" محذّراً: "مع تسجيل إصابات وحالات وفاة وانتحار؛ فخسارة طفل واحد فقط؛ دليل على قوة ومدى تأثير مثل هذه الألعاب المحتمل صحياً وفكرياً وتربوياً واجتماعياً، مع تطورها مستقبلاً في الظلام، بعيداً عن المواجهة، وخطر استغلالها حتى من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تجد في مثل هذه الألعاب فرصة للتسلل المباشر إلى بيوتنا ومجتمعنا، بالتأثير على سلوك الأطفال صغار السن والتغرير بهم".