إرث نبوي شريف.. لماذا جاء "مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء" بهذه الضخامة التاريخية؟

رفع طاقته الاستيعابية إلى 66 ألف مُصلٍّ.. والحفاظ على طرازه المعماري
ولي العهد يزور مسجد قباء
ولي العهد يزور مسجد قباء

ينفرد مسجد قباء في المدينة المنورة بمكانة خاصة في تاريخ الإسلام، ولدى جميع المسلمين حول العالم، وعبر التاريخ أيضًا، فهو أول مسجد بني في الإسلام، وحظي بهذه الأسبقية بمكانة المؤسسة الإسلامية الأولى، التي شيدها الإسلام لنشر رسالته في ربوع الأرض، غير أن شرف هذا المسجد لا يتوقف عند تلك المكانة، بل يحظى بشرف آخر رفيع، هو أن بانيه ومؤسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يعنى أنه إرث نبوي شريف.

واتساقًا مع هذين الاعتبارين المهمين، فقد أولت المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز مسجد قباء الاهتمام الذي يليق بمكانته، وتمثلت آخر مظاهر هذا الاهتمام في مشروع الملك سلمان بن عبد العزيز لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به، الذي أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليوم "الجمعة"، للانتقال بعمارة مسجد قباء نقلة معمارية لم يشهدها طوال تاريخه.

وتشمل التوسعة التي يتضمنها المشروع مضاعفة مساحة المسجد 10 أضعاف، من 5 آلاف إلى 50 ألف متر مربع، ورفع طاقته الاستيعابية لتسع 66 ألف مُصلٍ، وتطوير وإحياء المواقع التاريخية المحيطة به، التي تضم 57 موقعًا تغطي العديد من الآبار والمزارع والبساتين، وتربط ثلاثة مسارات نبوية، وتقوم التوسعة طبقًا لما أعلنه ولي العهد على "ربط المبنى الحالي للمسجد بساحات مظللة من الجهات الأربع متصلة وظيفيًا وبصريًا بمصليات مستقلة غير ملاصقة بنائيًا لمبنى المسجد الحالي، مع توفير الخدمات اللازمة كافة والتابعة للمسجد، ورفع كفاءة مبنى المسجد القائم حاليًّا بمنظومة الخدمات المصاحبة له، وتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة لرفع كفاءة التفويج وسهولة الوصول للمسجد، وإيجاد حلول جذرية للزحام، وتعزيز أمن وسلامة المصلين، إضافة إلى تطوير وإحياء عدد من جملة المواقع والآثار النبوية ضمن نطاق المسجد وساحاته".

وفي ضوء استعراض معالم التوسعة، فإن مسجد قباء سيشهد بحق التوسعة الأضخم في تاريخه، وهي التوسعة الأكثر تعبيرًا عن المكانة التي ينفرد بها المسجد، لكن ما أهدافها؟ لقد بيّن الأمير محمد بن سلمان أهداف التوسعة بالقول: "إن هذا المشروع يهدف إلى استيعاب أكبر عدد من المصلين في أوقات المواسم والذروات، وإبراز الأهمية الدينية، وتوثيق الخصائص التاريخية لمسجد قباء، والحفاظ على طرازه العمراني والمعماري، وحماية المعالم التاريخية الموجودة بالقرب من المسجد والمحافظة عليها، يرفع المشروع كفاءة هذا المعلم التاريخي الإسلامي بهدف إثراء تجربة الزائر التعبدية والثقافية عبر المواقع التاريخية"، فالهدف الأول يندرج ضمن أولوية المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، فالمشروع يأتي تحقيقًا لأهداف ومستهدفات "رؤية 2030" ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة، كما أشار إلى ذلك ولي العهد.

والهدف الثاني يتمحور حول إبراز الأهمية الدينية لمسجد قباء وتوثيق خصائصه التاريخية، والمحافظة على طرازه المعماري، لاسيما أنه كان محط اهتمام معظم حكام المسلمين منذ الخليفة عثمان بن عفان، وهذا الهدف يدخل في إطار ما يوليه الأمير محمد بن سلمان من اهتمام خاص بالمعالم الإسلامية والإرث النبوي الشريف بكافة تفاصيله، وضمن الدور البارز الذي ينهض به في الحفاظ على المكانة الثقافية والتاريخية للمملكة، التي يُعنى ملوكها أيما عناية بمساجد الإسلام وفي مقدمتها الحرمان الشريفان، ومن بعدهما مسجد قباء، وجميع المعالم التاريخية للإسلام ونشر رسالته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم باعتبارها إرثًا ثقافيًّا وروحيًّا يهم جميع المسلمين في العالم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org