في أزمة تكدس المعتمرين "فتش عن الإدارة".. واقع مؤسف وحلول جذرية مطلوبة على وجه السرعة

في ظل رؤية 2030 لا مكان لهكذا أخطاء ولا مجال لعشوائية التعامل مع التحديات
تكدس المسافرين أمام الصالة الشمالية بمطار الملك عبد العزيز
تكدس المسافرين أمام الصالة الشمالية بمطار الملك عبد العزيز

يقال إذا أردت معرفة سر نجاح المشروعات، والكيانات، والقطاعات المختلفة ففتش عن الإدارة، فهي المعيار الدقيق، والعلامة المميزة للنجاح، ومن هذا المنطلق لا نأتي بشيء جديد عندما نقول إن إدارة مرافقنا الحكومية المهمة؛ كالمطارات ليست مجرد منصب رفيع بل هي التعامل الواعي مع الأزمات، والظروف المختلفة، والاستعداد المسبق للتحديات والعقبات، والالتزام، والتطوير المستمر.

وفي هذا السياق، لا تتناسب أزمة "تكدس" أكثر من 200 ألف معتمر، وفقًا لبيانات المطار الرسمية، وافتراشهم في الصالة الشمالية لمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، مع الجهود المبذولة من الدولة لرفع مستوى المطارات السعودية، ولا تتواكب مع برامج رؤية المملكة 2030، ولا تتلاءم مع تطلعات أحد أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وأحد أكبر عشرين اقتصادًا في العالم.

وهنا يبرز لنا واقع مرير، ومؤلم، ومؤسف لسوء إدارة أزمة "التكدس" الحالية؛ وسوء إدارة المطار بشكل عام، فبلد عظيم كالمملكة يفتخر بما يملك من أفكار مبدعة، وموارد متنوعة، وطاقات، وكفاءات بشرية مؤهلة، لا مكان فيه لهكذا أخطاء، ولا مجال للاجتهاد، وعشوائية التعامل، وليس من المنطق أن نبرر أزمة سفر المعتمرين بأعذار واهية كتأخر 10 رحلات دولية، وتخبط شركات العمرة، وضياع الأمتعة، ونقص العاملين بسبب تمتع بعضهم بإجازة العيد، وضعف شركات الطيران الأجنبية، لأن كل هذه الظروف التي يقال إنها أدت إلى الأزمة، قديمة، تدل على أنه لم يحصل فيها أي تطوير منذ سنوات ماضية، وهي التي يمكن حلها بالاستعداد المسبق، والتعامل الإداري الواعي لمثل هكذا ظروف ومستجدات.

إن مشكلة مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ليست جديدة، ولا وليدة اللحظة بل هي متراكمة، وتتطلب معالجة جذرية لأساس المشكلات لا أطرافها؛ فلا يزال هذا المرفق يشهد بين فترة وأخرى فوضى، ومشاكل في التنظيم غير مبررة لا تتناسب مع دعم الدولة، والموارد المتاحة له، وأهميته كواجهة حضارية للمملكة تستقبل كل عام ضيوف الرحمن "المعتمرين والحجاج"، والمسافرين الذي يصل للملايين من كل دول العالم.

وإن كانت وزارة النقل قد وجهت بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة، برئاسة رئيس الهيئة العامة للطيران المدني؛ وعضوية عددٍ من الجهات؛ للوقوف على أسباب تأخر وعدم انتظام بعض رحلات المسافرين والمعتمرين في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة خلال الأيام الماضية.. فإنه من الواجب الوطني على اللجنة المشكلة التحقيق فيما حدث، وتقصي حقيقة الوضع، وتحديد المتسببين في ذلك، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة للمحافظة على جودة الخدمات المقدمة للمسافرين وضيوف الرحمن.

وفي هذا الصدد، لا يغيب عن أذهاننا التصنيف السيئ لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة عام 2014م، ووضعه في قائمة أسوأ المطارات في العالم في تصنيف موقع "دليل النوم في المطارات" حيث حل ثانيًا في ترتيب 10 مطارات في العالم.

ونتمنى بل نشدد على أهمية أن يدار المطار الجديد بجدة من قِبل شركات عالمية متخصصة تدرك أهميته كمرفق حيوي وواجهة حضارية للمملكة تعالج معظم ملاحظات المسافرين، وتلبي رغباتهم، بتوفير عناصر الراحة اللازمة أسوة بالمطارات المتقدمة، وسرعة إنهاء إجراءات السفر في وقت قياسي مناسب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org