كيف تتم "شيطنة الأزواج"؟ أخصائية تجيب كاشفةً أسباب انهيار الأسرة

"الأحمري": كثُرَت في الآونة الأخيرة حالات الطلاق و"التخبيبُ" خلفها
الأخصائية الاجتماعية حليمة الأحمري
الأخصائية الاجتماعية حليمة الأحمري

ليس كل من نصح بناصح، فبعض النصائح الأسرية قد تتحول لـ"شيطنة الأزواج"، وتنتهي بنهاية مؤسفة، ويتجرع الكثير ألمها ومرارتها لسنوات عدة.

"الشيطنة الزوجية" هي ما يُعرف ويُفهم في الشرع بـ"تخبيب الأزواج"؛ أي تحريضهما على بعضهما بقصد الانفصال والانفكاك الأسري من خلال توجيه النصح للزوج أو الزوجة بطالعٍ مغلفٍ خارجُه خير وداخله تغلل شيطاني يحرّض على اتخاذ أحدهما قرارًا يؤدي لتدمير كيان الأسرة.

وقد تكثر حالات "التخبيب" وتتواجد في مجتمعاتنا دون أن يعلم الزوج والزوجة عن ذلك، وتنشأ من خلال سماع الزوجة لنصح المقربين منها كوالدتها أو شقيقتها أو صديقتها، وتعتقد بأنه رأي موفق، بينما هو تفكك وانفصال قد حل بكيان الأسرة.. وفي المقابل قد يكون الأمر عند الزوج الذي يستمع لنصح والده أو والدته من باب البر، أو يصغي لرأي شقيقاته من باب الأخوة، وفي المقابل تفسد الأسرة وتنهدم بما يسمى بالشيطنة الزوجية التي تكتشف لاحقًا.

من جانبها، تحدثت الأخصائية الاجتماعية "حليمة الأحمري" لـ"سبق"، وقالت: "تعد الأسرة ركيزة المجتمع وأهم مؤسساته وحماية المجتمع بالحفاظ على الأسرة من كل ما يهدد أمنها واستقرارها، وقد لا يدرك البعض أبعاد الكلمة كناصح أو موجه بشكل عام وتأثيره على الشخص".

وأضافت: "كثرت في الآونة الأخيرة (حالات الطلاق) في المجتمع والتي من أبرز أسبابها (التخبيب بين الزوجين)، والمقصود به إفساد قلب المرأة على زوجها أو إفساد الرجل على زوجته، ومن المؤسف أن الأب والأم وربما الأخ أو الأخت قد يقعون في التخبيب، ويكونون سببًا في إفساد حياة ابنتهم أو ابنهم، وقد حرمها الإسلام وجعلها من الكبائر؛ لما فيها من تدمير وتشتيت الأسر وإفساد صفو العلاقة الزوجية التي تعد أساس سعادة الأسرة".

وأتبعت "الأحمري": المخبب إما أن يكون شخصًا محرضًا بشكل مباشر بهدف الإفساد وإثارة المشاكل لغاية في نفسه، أو يكون بغير قصد الإفساد، بزعم توعية الشخص وإسداء نصائح تصب في مصلحته من وجهة نظره.

وعن صور التخبيب والإفساد بين الزوجين، قالت: "تخبيب المرأة على زوجها بذكر مساوئه، وكذلك تحريض الزوج على زوجته وتنفيره لأسباب كثيرة، لعل من أبرزها الرغبة في طلاقهم وإثارة الفتنة وتزيين الفرقة بين الزوج وزوجته".

وأكدت "الأخصائية الاجتماعية"، أن العلاقة الزوجية تحتاج لجهد حتى تثمر وتصبح ناجحة، ووجود المشاكل والخلافات الزوجية أمر طبيعي جدًّا والأهم هو معرفة كيفية التعامل معها، ومن أسباب تفاقمها سوء التواصل وضعف الحوار الذي قد يخلق فجوة بين الزوجين؛ الأمر الذي يجعل الحوار الهادف أمرًا أساسيًّا وضروريًّا لاستمرار الحياة الزوجية.

وأردفت: "من الضروري على الأزواج عدم إفشاء أسرار بيوتهم وعرضها؛ سواء في وسائل التواصل الاجتماعي أو الحديث عنها عند الأقارب أو الأصدقاء والسماح للغير بالتدخل في الحياة الزوجية والتوجه للمختصين في تقديم الاستشارة".

وختمت "الأحمري": "يجب أن تتمتع الحياة الزوجية بمساحة كبيرة من الخصوصية من أجل استمرارية العلاقة بالشكل الصحيح؛ لا سيما وأن المحافظة على الأسرة تأتي من الحفاظ على قدسية أسرارها وخصوصيتها وعدم الحديث عن كل ما قد يحصل من سعادة وفرح أو مشاكل وخلافات؛ لأن حفظ أسرار الحياة الزوجية أهم عوامل نجاحها واستمرارها".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org