تواصل فرق الكشافة المشاركة من عدد من المناطق التعليمية بالمملكة، خدماتها لزوار الحرم المكي الشريف عبر العديد من الخدمات الإنسانية المختلفة، فمن كشاف يدفع عربة معتمر إلى آخر يضمد جراح معتمر آخر إلى لم شمل أسرة فقدت أمًا أو أبًا أو طفلاً، مواقف تختلط فيها دموع حزن الضياع والألم بدموع فرح اللقاء وتضميد الجراح، أبطالها كشافة نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم وملكهم، صور عدة عاشها ويعيشها أفراد الكشافة المشاركون.
ومن تلك المواقف التي تم رصدها، مساء أمس، فقد فقدت أم هولندية لطفلتها ليستطيع الكشاف يزيد الراجحي من إعادتها لها في وقت وجيز وسط دعوات من تلك المعتمرة الهولندية التي تعود لأصول عربية، والتي قالت إنها تاهت هي الأخرى في الحرم قبل 5 سنوات وتحديدًا عام ،2017 وأضافت من أعادني لأسرتي كشاف ومن أعاد لي ابنتي هذا المساء كشاف أيضًا.
في حين ظهر الكشاف فارس الظفيري وهو يضمد جراح أحد المعتمرين بالإسعافات الأولية بعد تعرضه للإصابة في إحدى قدميه؛ صور إنسانية رائعة تحكي عن إنسانية أبناء السعودية كبارًا وصغارًا، ولا غرابة فالقدوة للجميع هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين اللذان نذرا أنفسهما لخدمة الحرمين الشريفين وزوارهما.
يُذكر أن القلب النابض لأفراد الكشافة المشاركين في العمل التطوعي الكشفي هو مركز بادر للأعمال التطوعية التابع لإدارة التعليم بمكة المكرمة، والذي أنشيء عام 1436 ليعمل على تقديم خدماته التطوعية طوال العام لضيوف بيت الله الحرام بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة، مثل قوة أمن الحرم المكي الشريف والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وكذلك مع الجمعيات الخيرية الرسمية، ويعمل المركز طوال العام خصوصاً يومي الاثنين والجمعة؛ حيث ينطلق أفراد الكشافة منه إلى المسجد الحرام وساحاته ليساهموا في خدمة ضيوف بيت الله الحرام.
وفي شهر رمضان والحج يصبح العمل في المركز على مدار الساعة تقريباً وفق خطط معدة وعمل منظم وبرنامج زمني تعده إدارة النشاط الطلابي ممثلة بقسم النشاط الكشفي لتقديم خدمات إرشادية للتائهين ونقل المسنين والعجزة بالعربات إلى الحرم وغير ذلك؛ حيث يحظى المركز باهتمام ودعم من المدير العام للتعليم بمنطقة مكة المكرمة الدكتور أحمد بن محمد الزائدي في سعي لتحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال خدمة الإنسان والمكان.
