رجال الأمن "أيقونة الحج".. مشاهد إنسانية تظهر معدن وعفوية السعودي

ثقافة العطاء و"الفزعة" عكست حرص حكومة المملكة على خدمة المسلمين
رجال الأمن "أيقونة الحج".. مشاهد إنسانية تظهر معدن وعفوية السعودي

انتهى موسم الحج، وغادر 2.489.406 حجاج إلى بلدانهم وأوطانهم.. منهم من عاد إليها "كيوم ولدته أمه"، ومنهم بحسب نيته وما قدّم من عمل وجهد، وبقيت ذاكرة الحاج تختزن آلاف المشاهد الجميلة عن الخدمات العظيمة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للتسهيل على ضيوف الرحمن في أداء نسكهم.

بالتأكيد إن "ذاكرة" كل من شاهد وقائع الحج عبر النقل المباشر لكل أقطار العالم أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، وبرامج ومقاطع اليوتيوب ومنصات "السوشيال ميديا"، تمتلئ بمحطات ناصعة رسخها وصنعها أبناء "سلمان" بعفويتهم وشهامتهم، وأثبتوا من خلالها أن خدمة الإسلام والمسلمين همّ وشرف وواجب، وأن ثقافة العطاء والفزعة هي معدن السعودي.

نجاح موسم الحج كان متوقعاً سلفاً بتوفيق الله أولاً ثم بمتابعة وجهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وتنفيذ وزير الداخلية والقيادات الأمنية والخدمية و"اللوجستية"، الأمر الذي شكّل الحج بنفس "القالب" الذي يخدم المسلمين في شتى أنحاء المعمورة.

"أيقونة الحج" - بحسب المشهد العام - هم رجال الأمن الذين لم يقتصر دورهم في الحفاظ على الأمن فقط، بل تعدى ذلك إلى مساعدة الكبير والصغير، ومد اليد للمحتاجين، وإرشاد التائهين، وسقاية ضيوف الرحمن بالماء والعصائر، ورش رذاذ المياه الباردة فوق رؤوس ضيوف الرحمن عند اشتداد حرارة الشمس للتخفيف من وطأتها، والتخفيف عنهم قدر المستطاع.

وتنوعت المشاهد الإنسانية لرجال الأمن، وتدرج تأثيرها بحسب الموقف والموقع ولحظة التقاط الصورة أو الفيديو، وجاء أبرزها: الطالب العسكري ماجد بن نادر العبدالعزيز أحد منسوبي قوات أمن المنشآت يؤدي مهمته بقطار المشاعر في محطة منى 1، وقدمت له حاجة من جنسية عربية مبلغاً مالياً عندما كان يوجِّه الحجاج، ورفض ذلك قائلاً لها: "هذا واجبي يا حاجة، ولا أتقاضى عليه أي مبلغ من أي حاج". ورغم إصرار الحاجة إلا أن "العسكري ماجد" ظل على موقفه وهو يتكلم معها بلطف حتى اقتنعت.

وفي يوم عرفة شاهد رجل الأمن ماجد علي الحكمي حاجاً آسيوياً يعاني جروحاً في أسفل قدمه، فقدم له المساعدة بنقله إلى مشعر مزدلفة، وكان مشهداً عظيماً لا يوصف سواء للحاج أو للحجاج من حوله، وكذلك لكل من شاهد الصورة التي حققت المركز الأول في جائزة إمارة مكة المكرمة للإعلام الجديد، بوصفها أفضل صورة لموسم حج 1440هـ.

وعلى حوض الجمرات وقفت عربة يقلها أحد المعاقين ومعه عبوة مليئة بالحصى غير أنه لا يستطيع الرمي بسبب حالته الصحية، فهرع إليه رجال الأمن لمساعدته، وطلب منهم الرمي بدلاً عنه فكان يشرف عليهم في عبادته ويناولهم الحصاة تلو الأخرى، ودعواته تتعالى بصوت مسموع على وقع زخات الأمطار الغزيرة.

وفي مشعر عرفات أيضاً، فقدت مسنة سودانية ذويها بعد هطول الأمطار ولجأت لرجل أمن، وعلى الفور استقبلها، وتجلت إنسانيته بوضع مظلته الخاصة لحمايتها من الأمطار واصطحابها للأماكن الخاصة لاستقبال التائهين، في لفتة إنسانية جسّدتها مواقف رجال الأمن غير المستغربة.

وفي منى اختصرت صورة آلاف الكلمات من خلال مشهد إنساني بين رجل قوات الطوارئ وحاج يبتهل بالدعاء في وقت هطول الأمطار؛ عندما وقف رجل الأمن ممسكاً مظلة الحاج ليقيه هطول الأمطار التي هطلت على المشاعر المقدسة ليتفرغ الحاج للدعاء وطلب المغفرة.

وأصبح من المألوف في المشاعر المقدسة والحرم المكي مشاهدة رجل أمن يساعد حاجاً مسناً في حمل أمتعته، أو إطعام الطعام، ورش الماء، وملاطفة الأطفال، والجميل جداً انتشار هذه الثقافة بين رجال الأمن ما يثبت أن الحج مدرسة إسلامية فاضلة، وخدمة الحجاج شرف عظيم، ورعايتهم مسؤولية كبيرة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org