"داعش".. الجماعة المارقة.. خرجت من رحم الإرهاب وتتخذ الإسلام ستارًا

أطماعهم التوسعية ونيران الطائفية والتعصب والتكفير فضحتهم
"داعش".. الجماعة المارقة.. خرجت من رحم الإرهاب وتتخذ الإسلام ستارًا

لطالما كان الدين مكونًا أساسيًّا في حياة الشعوب العربية، ولطالما حظيت الأديان بالتقديس الذي تستحقّه في منطقة الشرق الأوسط عامة، والمنطقة العربية خاصة، وهو ما استغلته التنظيمات المتطرفة التي ارتدت قناع الدين زوراً وبهتاناً، ومن باب الدين دلفت إلى المجتمعات العربية لتغسل أدمغة أبنائها، وتتغلغل داخلهم؛ لتنشر أفكارها الإرهابية، وقناعاتها المتطرفة، وتسيء للدين الإسلامي على وجه الخصوص، وتشوه صورته الحسنة، ومن بين هذه الجماعات كانت "داعش" أبرزهم.

ويُعد تنظيم "داعش" من أحدث التنظيمات الإرهابية التي ظهرت في المنطقة، وخاصة في دولتَي العراق وسوريا، واتخذت من الدين الإسلامي ستاراً لها، كي تخفي وراءه أنشطتها الدموية المشبوهة، وأفكارها المتطرفة الخارجة عن صحيح الدين وكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

كيف بدأت "داعش"؟
ينطلق تنظيم "داعش" من فكرة إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة بحسب معتقداتهم، ويتخذون الدين الإسلامي قناعًا أو ستارًا يستترون خلفه ويخفون أطماعهم التوسعية على أنقاض البلدان الإسلامية التي أشعلوا فيها نيران الطائفية والتعصب والمذهبية والتكفير.

وبحسب المصادر: فقد انبثق تنظيم داعش من تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004، عندما كان مشاركًا في العمليات العسكرية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة، والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق عام 2003، وذلك جنباً إلى جنب مع غيرها من الجماعات المسلحة؛ مثل مجلس شورى المجاهدين التي مهدت أكثر لقيام "داعش".

الإساءة للإسلام
يتّبع أفراد تنظيم "داعش" ممارسات وحشية منحرفة عن الدين؛ مثل الإعدام بقطع الرؤوس والقتل الجماعي وحرق الخصوم، وليس ببعيد مشهد حرق الطيار الأردني "الكساسبة"، في مشهد احترقت له القلوب والضمائر. كما عمدوا إلى تصوير تلك العمليات، وبثها على نطاق واسع؛ لإدخال الرهبة في قلوب خصومهم.

وبرغم ادّعاء التنظيم انتسابه إلى الإسلام، إلا أنه في حقيقة الأمر يمثل المسلمون النسبةَ الكبرى من ضحايا التنظيم الإرهابي؛ إذ يفرض عليهم سياسة رعب لا ترحم لا النساء ولا الأطفال، كما يمارس اضطهاداً منهجياً على أبناء الأقليات العرقية والدينية. وإضافةً إلى ذلك، خطط التنظيم عدّة اعتداءات إجرامية ونفّذها في الخارج، كالاعتداءات التي وقعت في باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وفي بروكسل في آذار/ مارس 2016، وفي لندن في آذار/ مارس 2017.

ويتعمّد تنظيم داعش تدمير التراث العالمي للبشرية، كما يتضح من ممارساته الإجرامية في مدن: تدمر ونمرود والحضر التاريخية، ومن تدمير متحف الموصل.

كما عمد "داعش" إلى تجنيد الأطفال من سن التاسعة وضمهم إلى صفوفه، وتغطية وجوههم بالأقنعة، وإجبارهم على حمل الأسلحة، ووفقاً لتقرير صادر عن مجلة السياسة الخارجية فإن الكثير من الأطفال الذبن لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات خُطفوا وأُرسلوا إلى معسكرات التدريب العسكرية والدينية لتدريبهم على قطع الرأس على الدمى وتلقينهم وجهات النظر الدينية وفقاً لأفكار "داعش" المتطرفة.

كما يتم استخدام الأطفال كدروع بشرية في الخطوط الأمامية، كذلك جرى استخدامهم لعمليات نقل الدم لمقاتلي التنظيم، في صور ومشاهد قبيحة بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي الحنيف.

رأي علماء المملكة في "داعش"
يتفق علماء المسلمين باختلاف مشاربهم ومذاهبهم؛ على تأثيم "داعش" وعداوتهم الظاهرة للإسلام؛ فقد قال في هذا السياق الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة: "إن أفكار التطرف والتشدد والإرهاب التي تفسد في الأرض وتهلك الحرث والنسل، ليست من الإسلام في شيء، بل هي عدو الإسلام الأول، وأن المسلمين هم أول ضحاياها، مستشهداً بما ترتكبه "داعش" و"القاعدة" وما تفرع عنها من جماعات.

وأكد المفتي عدم احتساب هذه الجماعات التي وصفها بـ"الخارجية"، على الإسلام ولا على أهله، لافتاً إلى أنهم يُعتبرون امتداداً لـ"الخوارج"، الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب.

وكانت هيئة كبار العلماء قد أصدرت بياناً سابقاً أدانت فيه "داعش"، وذكرت أن "التطرف والإرهاب الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام في شيء"، كما اعتبرت أن "الإرهاب يعرض مصالح الأمة لأعظم الأخطار، ومن زعم أنه من الجهاد فهو جاهل ضالّ، فليس من الجهاد في سبيل الله في شيء والإسلام بريء من هذا الفكر الضال المنحرف".

وأشارت الهيئة في بيانها – حينها - إلى عدة جهات قالت: إنها "إرهابية"؛ ومنها تنظيما "القاعدة" و"داعش"، إضافة إلى "الحوثيين" و"حزب الله"، و"عصائب أهل الحق".

وهاجم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس، "داعش"، وقال: "إنه في الوقت الذي تعصف فيه الانتماءات والولاءات لجهات وتنظيمات ضالة، تسلك سبيل الغلو والعنف والإرهاب والتطرف والبغي والإرهاب.. تسفك الدماء، وتبعثر الأشلاء، وتسعى للفساد في الأرض قتلًا وتحريقًا، بغيًا وتفريقًا باسم الإسلام مع شديد الأسى، وبكل وحشية وبربرية، تجاوزت الحدود الشرعية والأخلاقية، ولا يقرها دين ولا قيم ولا إنسانية أيًّا كان فاعلها"؛ في إشارة إلى ما تقوم به "داعش" من أمور خارجة عن صحيح الدين الإسلامي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org