تقوم بعض الجهات الخدمية الميدانية بجهود كبيرة في شهر رمضان المبارك، حيث تصادف هذه الجهات الخدمية العديد من المواقف الإنسانية بحكم طبيعة العمل .
وعن هذه المواقف يروي مدير إدارة الطوارئ والكوارث والنقل الإسعافي بصحة الطائف، سعيد بن عبدالله الزهراني لـ"سبق "قائلًا: المواقف كثيرة بطبيعة الحال في هذا الإطار، وهناك مواقف تبقى عالقة في الأذهان، بل إن بعضها تؤثر علينا نفسيًا في بعض الحوادث المختلفة، في أحد أشهر رمضان كنا قد تلقينا بلاغًا عن وجود حادث مروري عبارة عن انقلاب حافلة بالقرب من مركز رضوان شمال الطائف،على طريق الرياض، والبلاغ كان قبل أذان المغرب بحوالي ساعة ونصف، انطلقت وزملائي إلى موقع الحادث وكنا نسابق الزمن من أجل الوصول إلى الموقع، أول فرقة وصلت لمكان الحادث أعطتنا بلاغًا على الجهاز اللاسلكي بوجود عدد كبير من المصابين والمتوفين يقارب عددهم 50 شخصًا .
وأضاف بقوله: "وكان الجهاز اللاسلكي لا يكاد يتوقف من أجل تبادل المعلومات وتمريرها بين الجميع، وطلب المزيد من الفرق إلى الموقع لمواجهة هذا العدد الكبير، والمستشفيات وضعت في حالة استنفار تام مع المراكز الصحية الواقعة على نفس الطريق، وصلنا إلى المكان، وكانت الحادثة مفجعة، جثث ومصابون هنا وهناك، والحافلة تغيرت معالمها بشكلٍ مخيف نتيجة الحادث الشنيع، وجدنا زملاءنا في الهلال الأحمر، وفرق الصحة التي وصلت مبكرًا، ورجال الدفاع المدني يقومون بجهود جبارة في سبيل تقديم الخدمات الإسعافية للمصابين ، وأذن المغرب.. هناك من أكل تمرة، وهناك من شرب قطرة ماء.. وهناك من لم يستطع الإفطار إلا بعد 4 أو 5 ساعات من أذان المغرب.. إصابات داخل سيارات الإسعاف.. كوادر بشرية تتعامل مع الحالات داخل كبائن سيارات الإسعاف.. المحصلة النهائية للحادث كانت 13 وفاة و36 إصابة، والمحزن في الأمر وجود أقارب من ركاب الحافلة كانوا ينظرون إلى أقاربهم المصابين والمتوفين، كما أن حافلةً أخرى كانت ترافق تلك الحافلة والمجموعتان بعضهم أقارب لبعض المصابين، وهي من المواقف المحزنة جدًا.
ويواصل "الزهراني" حديثه: أما حادث آخر فقد كان من أخطر الحوادث التي باشرناها، ففي الثلث الأخير من إحدى ليالي رمضان تلقت غرفة العمليات بلاغًا عن حادث مروري على إحدى طرقات الطائف، حيث اصطدمت ثلاث سيارات تقريبًا ببعضها البعض، انتقلنا إلى موقع الحادث, والذي أسفر وقتها عن ما يقارب من 21 حالة ما بين إصابات ووفيات، وكلهم من أُسرةٍ واحدة تقريبًا، حيث كانوا عائدين من العمرة واشتركت سياراتهم في حادث مروري.. انتهينا وقتها من استكمال كافة أمور الحادث بعد الفجر بحوالي ساعتين لنتلقى بلاغًا آخر عن حادث مروري في موقعٍ آخر، وأسفر عن مجموعة إصابات.
وأفاد "الزهراني" أنه يلاحظ وقوع الحوادث المرورية قبل الإفطار والسحور، وقد يكون هذا استعجالاً من أجل اللحاق بالإفطار والسحور ولا يدري قائد المركبة أن هذا الاستعجال يؤدي به إما إلى المستشفى أو إلى القبر، داعيًا الجميع بضرورة القيادة بحذر والعمل على كل ما من شأنه الالتزام بالأنظمة والتعليمات المرورية من أجل الحفاظ على السلامة العامة.