لمسة عطاء من معلِّم فلسطيني انتهت حياته ساجدًا.. هكذا نعاه تعليم تبوك

جاء إلى المنطقة منذ 42 عامًا.. وأنشد عددًا من القصائد حبًّا في السعودية
لمسة عطاء من معلِّم فلسطيني انتهت حياته ساجدًا.. هكذا نعاه تعليم تبوك

ودَّعت منطقة تبوك اليوم (محمد توفيق)، أحد أقدم المعلمين الوافدين للسعودية من فلسطين منذ 42 عامًا؛ إذ توفي مساء أمس الجمعة في الركعة الأولى من صلاة المغرب في مسجد قتيبة بتبوك. المعلم الذي عمل مفتشًا في إدارة تعليم منطقة تبوك، ثم أصبح رئيسًا لقسم اللغة العربية في مدارس الملك عبد العزيز النموذجية، نعاه عدد كبير من التربويين والأدباء والمثقفين بالمنطقة، والحسابات التعليمية والأدبية، وشكَّل رحيله المفاجئ صدمة كبيرة لمحبيه الذين عاصروه على مدى 4 عقود.

ونعى إبراهيم العمري، المدير العام للتعليم بمنطقة تبوك، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" المعلم محمد توفيق؛ إذ كتب: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. أسأل الله لمعلمي الرحمة والمغفرة؛ فقد كان لي أخًا وناصحًا ومرشدًا.. تعلمت منه فنون التدريس وقواعد اللغة والصياغة.. الراحل النبيل ذو الخلق الرفيع أسأل الله له القبول في هذا اليوم الفضيل (الجمعة)؛ فقد لقي ربنا تعالى في صلاة المغرب في جامع قتيبة بتبوك".

ونعت المعلم إدارة تعليم منطقة تبوك عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بتغريدة، قالت فيها: "ببالغ الحزن والأسى تنعى إدارة تعليم تبوك المعلم الفاضل بمدارس الملك عبدالعزيز النموذجية والمشرف التربوي السابق في تعليم تبوك، الذي وافته المنية مساء أمس الجمعة. داعين الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان".

وقال عبدالرحمن العكيمي، المسؤول الإداري في نادي تبوك الأدبي، في تصريح إلى "سبق": "إن رحيل الشاعر محمد توفيق -رحمه الله- كان مؤلمًا لكل الذين يعرفون هذا الرجل النقي الذي قضى معنا أجمل أيام عمره كما يقول دائمًا. ومحمد توفيق مثقف وشاعر عربي من أرض فلسطين الغالية، كانت دراسته الجامعية بدمشق، وبجامعتها العريقة".

وأضاف: "عملت معه في نادي تبوك الأدبي، وكان مشاركًا ومتفاعلاً في حضوره وفي محاضراته وفي الأمسيات الشعرية التي أنشد فيها في يومنا الوطني؛ إذ كتب العديد من القصائد حبًّا للمملكة العربية السعودية، وقبلها كتب لفلسطين وللقدس. هو صديق وأخ للجميع، تربطه علاقات عميقة مع المثقفين، وسبق أن أصدر ديوان ومض الرماد عن نادي تبوك الأدبي، وقدم وقته وجهده لخدمة المشهد التربوي، وكان لا يبخل على أحد بمعلومة أو مساعدة. وبقدر الحزن الذي يسكن القلب تجاه الراحل العزيز محمد توفيق إلا أن رحيله وهو يصلي خاشعًا في صلاة المغرب خفف شيئًا من الحزن عن قلوبنا. رحم الله الشاعر المبدع والتربوي القدير محمد توفيق".

وقال مدير المرحلة المتوسطة بمدارس الملك عبد العزيز عادل زعل العنزي: "كان الزميل محمد ـ رحمه الله ـ معلمًا ومربيًا وموجهًا ومشرفًا تربويًّا، ودائمًا ما يكرر أنه عاش على هذه الأرض (السعودية) 42 عامًا، ولها الفضل الكبير عليه وعلى أبنائه، وأنه يتمنى من الله ألا تضطره الظروف للخروج منها.. وبالفعل لم يخرج".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org