
لم يتمالك هذا الأب المصري نفسه وهو يشيع جثمان فلذة كبده إلى مثواه، بعد أن فقده إثر الإعصار الذي ضرب ليبيا، وخلف وراءه آلاف الضحايا والمفقودين.
في هذه الصورة التي نشرتها وكالة "رويترز"، يظهر هذا الأب وهو يحاول مقاومة دموعه المنهمرة، ومرارة الفقد، وهو يودع نجله في مسقط رأسه في قرية الشريف في محافظة بني سويف جنوبي مصر، الذي توفي مع أبناء عمومته الثلاثة في ليبيا بعيدًا عن وطنه وأهله، أثناء بحثه عن الرزق، ويشاء الله أن يلقى حتفه بعد أن ضرب إعصار "دانيال" شرق ليبيا، وأحدث أضرارًا مادية وبشرية جسيمة.
وفقدت مصر نحو 250 من أبنائها من أصل ما يزيد على 5 آلاف لقوا حتفهم إثر الإعصار الليبي؛ بحسب ما كشف مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا.
وتسبب "دانيال" في فيضانات مدمرة شرق ليبيا، ودمرت قوة الإعصار سدين من أكبر سدود مدينة درنة وهما سد البلاد وسيدي بومنصور، وتسبب انهيارهما في جريان المياه التي احتجزت خلفهما، مما أدى إلى حدوث فيضانات عارمة أتت على الأخضر واليابس، وأحدث أضرارًا ضخمة في المنازل، والأحياء، والطرق، والبنية التحتية، فضلاً عن الأضرار البشرية.
وتُعد الكارثة هي الأكبر التي تشهدها ليبيا منذ ما يزيد على 40 عامًا، فقد تسببت في نزوح نحو 36 ألف شخص من المدن الليبية المنكوبة، فضلاً عن آلاف المفقودين غير المعروف مصيرهم حتى الوقت الراهن.