في ضوء التوقعات الاقتصادية للعام الجديد 2024، ومع تباطؤ معدلات التضخم واتجاه البنوك المركزية إلى سياسات نقدية أقل تشديداً، تُنهي دورة رفع أسعار الفائدة التي بدأت منذ العام 2022، تتزايد أهمية أن تلجأ الأسر والأفراد إلى الاستعداد ماليًا بوضع خطة محكمة تناسب ظروفهم وأهدافهم بما يمكنهم من مواجهة التغيرات والتحديات الاقتصادية.
إذ من الأهمية بمكان وجود خطط مالية محكمة لتحقيق الاستقرار والرفاهية المالية، حيث تساعد الخطة المالية الأسر على تحديد مصادر دخلها ومصروفاتها، ووضع ميزانية مناسبة، وتخصيص جزء من الدخل للادخار والاستثمار، وكذا تقليل الديون إن وجدت وتقليص الالتزامات المالية، وتأمين الحماية المالية للمستقبل، وتحسين أدائها المالي، وتحقيق أهدافها الشخصية والمهنية.
وتشمل أهم النصائح المالية التي قد تساعدك في الاستعداد المالي للعام الجديد، مع مراعاة التوقعات الاقتصادية، التالي:
قم بمراجعة مصاريفك وإيراداتك للعام الحالي، وحدد المجالات التي يمكنك فيها تحسين إدارة المال، وابتعد عن الإنفاق الزائد.
حدد أهدافاً مالية واقعية للعام الجديد، مثل تحسين الادخار أو تسديد الديون.
قم بإعداد خطة مالية شاملة تشمل جميع نواحي حياتك المالية، بما في ذلك الإنفاق اليومي والاستثمار والتوفير.
قم بإنشاء صندوق طوارئ لتغطية أي نفقات طارئة قد تنشأ في العام الجديد.
قم بمراجعة محفظتك الاستثمارية وتحقق مما إذا كان هناك حاجة لإعادة توزيع الاستثمارات بناءً على التوقعات الاقتصادية.
إذا كنت تملك ديونًا، فحاول تحديد خطة لسدادها بشكل أسرع، واحرص على تجنب التسجيل في ديون جديدة بدون ضرورة.
استثمر في تحسين مهاراتك المالية من خلال قراءة كتب مالية، حضور دورات تدريبية، أو الاستشارة مع مستشار مالي.
قم بمراجعة وتحديث برامج التأمين الخاصة بك، سواء كان ذلك التأمين الصحي أو تأمين السيارات، للتأكد من أنك محمي بشكل جيد.
حدد الأولويات في حياتك المالية والشخصية، وضع خطة لتحقيق هذه الأولويات.
قم بمتابعة أداء خطتك المالية بانتظام وتقييمها لضمان أنك على الطريق الصحيح.
في هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور سيد خضر، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن المواطن في عديد من البلدان الآن أصبح في عنق الزجاجة، ما يجعله بحاجة إلى تخطيط وإدارة واسعة النظر لدخله ومحفظته المالية خلال العام الجديد الذي يأمل أن تكون بدايته مبشرة للجميع، وفق ما نقلت "سكاي نيوز عربية".
ويضيف بأن كل فرد يسعى إلى أن يحقق متوسط الدخل متطلباته وأن يشعر بأن هناك ثباتاً للأسعار لفترات طويلة، ولا سيما أن استقرار الأسعار وخفض معدل التضخم يمكن الفرد أن يضع خطة مالية تناسب مدخلاته ومتطلباته ومعدل ادخاره، الأمر الذي يحقق كذلك رواجًا في الأسواق، معتبرًا أن الرقابة على الأسعار عليها التعويل الأكبر في 2024 لتحسين مستوى الأفراد.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي للنمو العالمي، إلى أن العام الجاري 2023 سيشهد نمواً عند 3 بالمئة للعام الجاري، وينتظر نموا بنسبة 2,9 بالمئة في 2024 رغم مؤشرات الضعف المسجلة في عدة اقتصادات.
ويأتي ذلك في وقت تقوم فيه عديد من البلدان بتنفيذ إصلاحات وسياسات اقتصادية تهدف إلى تحسين المناخ الاستثماري وتعزيز القطاعات الإنتاجية وتحقيق الاستقرار المالي والاجتماعي، إضافة إلى ذلك، تسعى البلدان إلى تنويع اقتصاداتها وتكاملها إقليمياً ودولياً، مما يفتح فرصاً جديدة للتعاون والتبادل والتنمية.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل بعض التحديات والمخاطر الاقتصادية التي قد تواجهنا في العام الجديد، مثل تقلبات أسعار الصرف والسلع والفائدة، وارتفاع معدلات التضخم والفقر والبطالة والديون، وتفاقم الأزمات البيئية.
وينبّه الخبير الاقتصادي، بأن الوضع المالي يتأثر بشكل كبير بالظروف والتغيرات الاقتصادية في البلدان التي نعيش فيها أو نتعامل معها؛ لذلك، يتعين أن نكون على دراية بالتوقعات والمؤشرات الاقتصادية للعام الجديد، وكيف يمكننا استغلالها لصالحنا أو التكيف معها بشكل عام، بحيث نحدد أهدافنا المالية للعام الجديد، وتكون واضحة ومحددة وقابلة للقياس والتحقق والتنفيذ.
ويدعو "خضر" إلى أن يتجه الفرد إلى تحديد أولوياته وترشيد استهلاكه لمواكبة تحديات السوق، وذلك في إطار تحديد الأهداف المالية للعام الجديد، من خلال تقييم الوضع المالي الحالي، عبر حساب صافي ثروته وهو الفرق بين ممتلكاته التي تشمل كل ما يملكه من أموال وأصول، مثل السيارة والمنزل والحسابات المصرفية والاستثمارات، والتزاماته التي تتضمن كل ما عليه من ديون وفواتير وقروض ومصروفات متنوعة.
وحول الخيارات المتاحة للادخار والاستثمار في 2024، يعتقد "خضر"، أن هناك بعض الخيارات المتاحة مثل الشهادات الادخارية وشراء الذهب والعقارات، وبالنسبة لأصحاب الدخول الضعيفة يمكنهم الادخار في السلع المعمرة التي يعتبرها الخبير الاقتصادي أمراً مناسباً جدًا في ظل ارتفاع الأسعار وخاصة في الدول التي تواجه موجات تضخم متعاقبة.
ويتعين أن تتضمن الخطط الاقتصادية والمالية للعام المالي الجديد إجراءات من أجل "التوفير المالي"، في ضوء الأوضاع والظروف الاقتصادية التي عانت منها عديداً من الأسر في 2023، ويُنصح في هذا السياق بعدد من الإجراءات، على النحو التالي:
تحديد الأهداف المالية للعام الجديد وإعداد ميزانية تشمل جميع النفقات المتوقعة. مع مقارنة بين الإيرادات والنفقات وتحديد المجالات التي يمكن فيها القليل من التوفير.
محاولة تحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه في المنزل من خلال استخدام مصابيح فعالة من الطاقة وأجهزة منزلية فعالة.
مقارنة الأسعار والبحث عن العروض والخصومات قبل الشراء.. قد يكون من المفيد البحث عن بدائل للعلامات التجارية الباهظة.
محاولة تسديد الديون بأقساط منتظمة.. إذا كان هناك ديون ذات فائدة عالية، يمكن التفاوض لتخفيض الفائدة إن كان هناك سبيلاً لذلك.
تنظيم المنزل والتخلص من الأشياء غير الضرورية أو غير المستخدمة، من خلال بيعها أو التبرع بها.
البحث عن فعاليات وأنشطة ترفيهية بتكلفة منخفضة للاستمتاع بالوقت مع العائلة.
تتبع الإنفاق الشهري وأن تكون الأسر على دراية بكيفية إدارة النفقات.
العمل على تقليص فاتورة الخدمات بترشيد الاستخدام.
التوفير للتقاعد والاستفادة من الفرص التي توفرها الحسابات المخصصة لهذا الغرض.