حقق 12 مليون مشاهدة في 6 أيام.. فيديو يروي حكاية فلسطين كما لم تشاهدها من قبل

في فيديو حقق أكثر من 12 مليون مشاهدة خلال ستة أيام، يروي اليوتيوبر المصري أحمد الغندور، صاحب قناة "الدحيح"، قصة فلسطين كما لم يسمعها كثيرون من قبل.

قصة قرية الطنطورة الفلسطينية

وفي حلقة بعنوان "فلسطين حكاية أرض"، يبدأ "الغندور" بقصة قرية الطنطورة الفلسطينية، التي دخلتها عصابات اليهود المسلحة ليلة 22 مايو 1948م، وأعدمت كل سكانها من الرجال من سن 13 عامًا وأكبر، وطردت النساء والأطفال بعد الاستيلاء على الأموال والذهب منهم؛ ليعيش بعضهم في مخيمات بسوريا ولبنان، ويبقى آخرون بقرية الفريديس الفلسطينية القريبة.. وعقب المذبحة بنى اليهود مستوطنة ومنتجعًا سياحيًّا هو منتجع "الدور"، ولكن مع عثور باحثين على بقايا مقابر جماعية، عرَف العالم قصة قرية الطنطورة والتي تحولت إلى منتجع الدور.

ويؤكد "الغندور" أن قصة "الطنطورة" تُلَخص كل قصة فلسطين؛ حيث اعتمد اليهود طوال القرن العشرين، سياسة القتل والإرهاب والتطهير العرقي من أجل التخلص من الفلسطينيين، والاستيلاء على أرضهم، موضحًا خطورة فكرة المستوطنات، وكاشفًا بذلك عن كواليس الحرب الإسرائيلية الفلسطينية.

اعتمد على المصادر الإسرائيلية

وأوضح "الغندور" أنه يعتمد في كل روايته على المصادر الإسرائيلية، التي بحثت في تاريخ نكبة فلسطين؛ مشيرًا إلى المصير المؤسف لهؤلاء الباحثين الإسرائيليين الذين حاولوا الحديث عن النكبة، وتم التنكيل بهم، وقال "الغندور": "يوجد عدد من الأصوات القليلة الإسرائيلية التي حاولت أن تحفر في النكبة، ولكن كان مصيرهم مؤسفًا، وكان منهم تيدي كاتس، الذي قام بعقد لقاءات مع قدامى المجندين الإسرائيليين، ورُفِعت ضده قضية تشهير، وسُحِبت رسالة الماجستير الخاصة به، وانتهت حياته الأكاديمية تمامًا، وهناك أمثلة كثيرة لأشخاص رووا عن النكبة في إسرائيل".

قانون النكبة

وروى "الغندور" قصة قانون النكبة الذي أقرته "إسرائيل" عام 2011، لمنع الحديث عن الحرب العربية الإسرائيلية، وهو قانون يمنع التمويل والدعم الحكومي عن أي مؤسسة تتحدث عن نكبة فلسطين.. وبالفعل تم منع العديد من الأفلام من التصوير، لأنها كانت تتحدث عن النكبة، بالإضافة إلى المؤلفات والأبحاث والكتب التي مُنعت من الخروج للنور، وذلك بسبب رغبة إسرائيل في عدم إفساد القصة التي صنعتها عن نفسها والتي ترويها للعالم وترويها لأطفالها في المدارس.

أكاذيب الرواية الإسرائيلية عن فلسطين

ويستكمل "الغندور" قائلًا: "هناك عدد من الأساطير ترويها إسرائيل للأطفال في المدارس، كسردية أو رواية وطنية، وتتضمن مجموعة من الأكاذيب، وتبدأ القصة بالممالك اليهودية على أرض فلسطين والتي دمرت وهدم معها معبد سليمان".

أسطورة الشتات والاضطهاد لألفي عام

ويتابع "الغندور"، حسب الرواية الإسرائيلية: "في سنة 70 ميلادية تشتت اليهود في كل بقاع الأرض ولمدة 2000 سنة تعرضوا لكل أشكال التمييز والاضطهاد، والتي بلغت ذروتها في الهولوكوست، وفي محاولة للنجاة قرر باقي اليهود أن يعودوا لأرض الأجداد، وهذا هو الجزء الأول من القصة، وفيه تقدم إسرائيل نفسها في صورة عودة المستوطنين الشجعان من كل بلدان العالم، ليقوموا بزراعة وإعمار أرض الأجداد".

ويعلق "الغندور": "بهذه الرواية يقدم اليهود أنفسهم كشعب مضطهد على مدى 2000 عام، وبالطبع يصدق العالم ويتعاطف مع هؤلاء المظلومين".

ويمضي "الغندور": "تروي الكتب المدرسية أن المستوطنين وصلوا هذه الأرض فوجدوها عبارة عن مستنقعات وأطلال فقاموا باستصلاحها وزراعتها بالأساليب الحديثة للزراعة؛ حيث جاء في كتاب الصف السادس الابتدائي في إسرائيل: لكي نفهم التغيير الهائل الذي طرأ على مشهد المنطقة، علينا أن نعود نحو 150 عامًا إلى الوراء، أي نهاية القرن التاسع عشر، في ذلك الوقت قرر اليهود من مختلف دول العالم الهجرة إلى أرض إسرائيل، وبناء وطنهم هناك.. بدأ المهاجرون بشراء الأراضي من السكان العرب المحليين وتأهيلها للاستيطان".

أكذوبة أن اليهود شعب واحد

يؤكد "الغندور" أكذوبة أن اليهود شعب واحد؛ لافتًا إلى أن اليهود عاشوا في مجتمعات مختلفة عربية وأوروبية، وهي أجناس مختلفة وأعراق مختلفة، وتحمل سمات مجتمعات ثقافية مختلفة، ولم يعانِ يهود الشرق في المغرب ومصر والعراق، لكن في المجتمعات الأوروبية تعرض اليهود للمعاناة بسبب رفضهم فكرة الدولة الوطنية، التي يتساوى فيها كل المواطنين، فعزل اليهود أنفسهم عن بقية مواطني الدولة، حتى يظلوا محتفظين بهويتهم، فبقوا في مجتمعات مغلقة أطلق عليها "جيتو"، وهذه الجيتوهات أدت في النهاية إلى رفضهم لبقية المجتمعات ورفض المجتمعات والدول لهم، وهو ما قاد إلى اضطهادهم.

ويقول "الغندور": كل هذا يؤكد أن اليهود ليسوا شعبًا واحدًا، لكن الصهيونية ترى عكس ذلك؛ إذ ترى اليهود شعب واحد وكتلة واحدة ظلت تعاني الاضطهاد، لدرجة أن مفكرًا صهيونيًّا اسمه ليون بنكسر، يقول: "إن المعاداة للسامية مرض وراثي، وعدوى عمرها 2000 سنة".

أكذوبة أن الصهيونية هي اليهودية

يقول المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي المعادي للصهيوني: إن أسوأ ما فعلته الصهيونية هو التلاعب بالديانة اليهودية، واستخدامها الدين من أجل تحقيق فكرة استعمارية هي الاستيلاء على أرض فلسطين.

ظهرت الصهيونية كفكرة في القرن الـ16 الميلادي، عند بعض المسيحيين البروتستانت خاصة في بريطانيا، وتقول هذه الفكرة إن على اليهود أن يعودوا إلى القدس ويقوموا ببناء الهيكل تمهيدًا لعودة السيد المسيح، وظلت الصهيونية فكرة حتى القرن الـ19 الميلادي، ولم يهتم بها اليهود أنفسهم؛ حيث كانوا يرفضون مغادرة أوروبا، لكن تيودور هرتزل استغل فكرة الصهيونية، لينشر مفهوم أن البشر جميعًا يكرهون اليهود، فالصهيونية فكرة عنصرية ترى جميع البشر يكرهون اليهود، والحل هو أن ينشئ اليهود دولة نقية لا يشاركهم فيها غيرهم، وقد وضع هرتزل هذا المفهوم في كتابه "دولة اليهود"، وحسب المفهوم الصهيوني فاليهود جنس واحد نقي، وبهذا المعنى تعتبر الصهيونية أن اليهودية ليست ديانة ولا تطالب أحدًا باعتناقها، فاليهودية -حسب هذا المفهوم- تعتبر اليهود عرقًا نقيًّا، وهي فكرة عنصرية بامتياز، فالصهيونية تقوم على مبدأ أن العالم كله معادٍ لليهود أو معادٍ للسامية، وحتى من لم يعادِها يُحتمل يومًا أن يعاديها.. ورأى هرتزل في فكرة كراهية اليهود أو معاداة السامية دافعًا قويًّا لحمل اليهود على إنشاء دولتهم التي تحميهم من ظلم الآخرين واضطهادهم لليهود؛ وذلك تحت مبدأ: "نحن شعب واحد، وكراهية أعدائنا هي ما يجمعنا ويجعلنا متحدين"؛ فمعادة السامية هي الدافع لإنشاء الدولة، ومرة أخرى استغل هرتزل الديانة اليهودية، عندما دعا إلى العودة إلى أرض الميعاد في فلسطين، أو الأرض التي وعدهم بها الرب، حسب رواياتهم التوراتية.

وحسب عالم الاجتماع الأرجنتيني بيدرو بريجير: "حوّل هرتزل حكاية الشتات التوراتية وهي حكاية خرافية ملحمية، إلى عقد تمليك لفلسطين، لكي تصبح الهجرة إلى فلسطين ليست حلًّا سياسيًّا لمشكلة اليهود؛ بل واجبًا دينيًّا"، ومن هنا بدأ الخلط بين الصهيونية والديانة اليهودية، وبعدها أصبحت معاداة الصهيونية تعني معاداة السامية".

أسطورة أرض بلا شعب

"أرض بلا شعب" هي أشهر الأفكار الصهيونية، رغم أن فلسطين في نهاية القرن الـ18 وبداية القرن الـ19 الميلاديين، كانت مجتمعًا متكاملًا، يعيش فيه مسلمون ومسيحيون وأقلية يهودية، فمثلًا مدينة يافا على ساحل البحر كان يعيش فيها أكثر من 60 ألف فلسطيني، وبها مسارح ودور وميناء أقدم من ميناء تل أبيب الحديث بمئات السنين، ويفسر عالم الاجتماع الأرجنتيني بيدرو بريجير، مقولة "أرض بلا شعب" أن الأوروبيين لم يكونوا يعلمون عن فلسطين أي شيء، ولهذا أخبرهم دعاة الصهاينة أن فلسطين يعيش فيها عرب بدو رحل، يعيشون في خيام، وغير مستقرين في أرض، فهي أرض خالية تنتظر عودة اليهود.

المستوطنات فكرة خبيثة

وبناء على هذه الأكذوبة قامت فكرة المستوطنات وهي فكرة خبيثة، تقوم على الاستيلاء على أراضي مزارع الفلسطينيين بالشراء، وعند فشلهم في الشراء كوّنوا عصابات إرهابية لطرد الفلسطينيين، كما يرفض اليهود عمل الفلسطينيين في الأرض الزراعية، ويتم إنشاء قوات لحراسة تلك المزارع.

أسطورة الاستقلال عن بريطانيا

يؤكد "الغندور" أنه لولا بريطانيا ما قامت دولة "إسرائيل"، ففي عام 1915 قدّم الوزير البريطاني الصهيوني هربرت صامويل وثيقة سرية لمجلس الوزراء البريطاني، عنوانها "مستقبل فلسطين"، يؤكد فيها أن فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فكرة ممتازة، لكنها لا تتم إلا بمساعدة انتداب بريطاني كامل على فلسطين، وهذا الانتداب يسهل هجرة اليهود ويزيد عددهم إلى 4 ملايين يهودي، وبعدها تم إعلان وعد بلفور الشهير عام 1917م، وعام 1920م ومع هزيمة الدولة العثمانية والتي كانت فلسطين ضمن ولاياتها؛ أعلنت الأمم المتحدة انتدابًا بريطانيًّا كاملًا على أرض فلسطين، لأن بريطانيا كانت منتصرة في الحرب.

ويعلق "الغندور": ومع ذلك قدّم الصهاينة بريطانيا على أنها الشرير الأول في القصة الإسرائيلية، فقد كان الهدف من الانتداب البريطاني في زعمهم، هو تعطيل هجرات اليهود ويحاول إجهاض حلمهم في بناء دولة، والذي كان يمنعهم من ترك المحارق في أوروبا والعودة إلى وطنهم الجديد.

وبعد نشر هذه المزاعم في أوروبا، انقلب اليهود على البريطانيين، وقاموا بالكثير من العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها بريطانيون؛ لينتهي الأمر بإنهاء الانتداب البريطاني، وترك فلسطين في عهدة الأمم المتحدة، وهي المرحلة التي مهّدت لإعلان دولة إسرائيل في مايو 1948.

أسطورة داوود وجالوت

على طريقة الأفلام الأمريكية، قدمت الصهيونية نفسها على أنها البطل الذي هزم بريطانيا، ولكن بعدها واجه شريرًا آخر هو جالوت، وهو الفارس القوي كما جاء في التوراة، والذي تحداه "داود" الشاب الصغير وهزمه، فصوّرت الصهيونية للعالم أن الجيوش العربية هي جالوت، وأن جيش اليهود هو داود، وبالطبع ناصَرَ الغرب داود دينيًّا.

جدير بالذكر، أن وصف كلمة "الدحيح" -حسب اللهجة العامية المصرية- هو الشخص كثير القراءة والمذاكرة والاطلاع، ويحمل المعنى في صيغة المبالغة إصرارًا على التعلم والمعرفة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org