
في جو إنساني من التضامن الاجتماعي والتكافل، والأخلاق التي يتميز بها المجتمع الأردني؛ قرر عدة شبان من مدينة معان، أمس الأربعاء، تأجيل حفلات زفافهم؛ تعبيرًا عن حزنهم على المصاب الجلل الذي أصاب مدينة معان، بعدما تحول الفرح وحفل الزفاف إلى مأتم؛ إثر وفاة العريس حمزة سطام الفناطسة، الأربعاء، خلال حمام عرسه نتيجة إصابته بعيار ناري أطلقه أحد المتواجدين في الحفل.
وحسب صحيفة "السوسنة" الأردنية، فقد شيّع الآلاف من أبناء محافظة معان، مساء الأربعاء، حمزة الفناطسة، الذي توفي إثر إصابته بالعيار الناري، وكتب شبان على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي معبّرين عن احترامهم لمشاعر أهل معان، ومعلنين تأجيل أفراحهم التي كانت مقررة في أوقات قريبة.
وقد أصيب "الفناطسة" بعيار ناري خلال احتفالية "حمام العريس".
وكانت وسائل إعلام محلية في الأردن قد ذكرت في وقت سابق أن الفناطسة توفي إثر إصابته بعيار ناري طائش، خلال احتفالية "حمام العريس" التقليدية في البلاد.
وطبقًا لما يقوله أقاربه؛ فإن الشاب، وهو أحد أفراد الأمن الأردني، كان وحيد والديه.
وقد أصدرت مديرية الأمن العام، نعيًا خاصًّا، في وقت متأخر من الأربعاء، للفناطسة، تحت عنوان: "بأي ذنب قتلوا عريسنا". وجاء النعي بلغة حزينة جدًّا، وتساءل الأمن العام في نعيه: "سيقولون ما بال الأمن العام يكتب بهذه اللهجة؟ وينعي بهذه الحدة؟ أوَليس الأمن العام مؤسسة أمنية رسمية؟.. فتأتي الإجابة من عندنا: ولم لا نفعل؟ أوَلسنا منكم وأنتم منا؟ أوَلسنا جزءًا من المجتمع نألم لألمه، ونحزن لحزنه، ونغضب لغضبه؟ نعم، نحن مديرية الأمن العام نغضب، وسنغضب حتى نأخذ حق عريسنا، ولكن سنفعل ذلك في إطار القانون".
وقال: "نعم هو من نتحدث عنه، عريس معان حمزة الفناطسة، رحمه الله، هو من قَتَلناه بطيشنا وجهلنا وتعصبنا لعادات لم تكن يومًا من عاداتنا؛ لكننا كذبنا وصدقنا كذبتنا بأن عشائرنا القديمة والأصيلة والعرب العاربة والمستعربة والبائدة، كانوا يطلقون النار في أفراحهم، ولشدة كذبنا قلنا إن هذه العادة من صميم عروبتنا".
وأضاف: "ما أكبر جهلنا وما أكثر حزننا وما أشد مصابنا.. أتظنون أن من قتل حمزة هو من أطلق النار اليوم فقط؟ إنما هو كل من أطلق النار بفرح أو مناسبة مدعيًا أنها رجولة أو مظهر من مظاهر الفرح، ليساعد بفعله على انتشار هذه العادة القاتلة فيكون شريكًا في دم حمزة الفناطسة، إننا اليوم ننعي حمزة الفناطسة عريس معان وعريسنا، كما ننعي كل الأبرياء ممن سبقوه ونسأل: بأي ذنب قتلوه؟ وبأي ذنب أطلقوا رصاصة صوبه فأدمت قلوبنا قبل أن تقتله؟ وهو من اغتسل وتطيب ليلقى وجه ربه في يوم عرسه".