"حبة سامة" و"ترامب" و"بايدن".. ما خطة أغنى رجل في العالم لـ"تويتر"؟!

قبول عرض "ماسك" للشراء مقابل 44 مليار دولار يلقي بظلاله السياسية
إيلون ماسك
إيلون ماسك

أعلنت "تويتر" قبول عرض الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، لشراء المنصة مقابل 44 مليار دولار أمريكي.

وبموجب بنود الاتفاق، سيحصل المساهمون في "تويتر" على 54.20 دولارًا للسهم؛ بينما يستحوذ "ماسك" على جميع الأسهم في منصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الملايين في مختلف دول العالم، وباتت تلعب دورًا رئيسيًّا في الإعلام الحديث والعمل السياسي.

وحول توقعات المراقبين للخطوات التالية التي سيتخذها "ماسك"، قال الخبير التكنولوجي، فادي رمزي: "بعد إعلان صفقة الاستحواذ، نحن في انتظار الإعلان عن مجلس الإدارة المكون من 11، وكان منهم المؤسس جاك دورسي، والرئيس التنفيذي الحالي باراج أجراوال، وباقي الهيكل الإداري للشركة".

وأضاف "رمزي" أن "هناك مخاوف ظهرت من قبل إعلان الاستحواذ؛ خاصة ما يتعلق بالشق السياسي؛ حيث يخشى صناع السياسة من سيطرة الجمهوريين على المنصة بعودة دونالد ترامب وباقي رموز إدارته مرة أخرى في حال خوض الانتخابات؛ رغم أنه نقل عن "ترامب" عدم عودته لـ"تويتر"، وأنه سيظهر على منصته الخاصة (تروث سوشيال)، كما نقل عن الرئيس جو بايدن انزعاجه من سيطرة ماسك على "تويتر"؛ بحسب "سكاي نيوز عربية".

وعن سيناريوهات مرحلة ما بعد سيطرة "ماسك" على "تويتر"، أوضح "رمزي" أن "السيناريو الأول اقتصادي بحت؛ حيث أثبت الرجل في أكثر من مناسبة صحة توقعاته في مجال التكنولوجيا، وهو أغنى رجل في العالم، وربما يرى في منصة "تويتر" مصدرًا للتربح المادي، وأنه حان الوقت لاستغلال المنصة بشكل مختلف عن الإدارة التقنية لدورسي وأجراوال".

وأشار "رمزي" إلى أن التغريدة الأولى له بعد الاستحواذ كانت تدعم هذه الرؤية؛ حيث أعلن أن "تويتر" ستكون برمجته مفتوحة المصدر للجميع، لزيادة المصداقية والشفافية في كيفية عمل البرمجيات، كما أعلن عن محاربة الحسابات الوهمية والمفبركة والآلية بشدة، وسيعزز الحسابات الحقيقية، وأن هناك فرصًا جبارة يمكن إطلاقها للمستقبل.

وإلى جانب السيناريو الاقتصادي المُعَد لـ"تويتر"؛ يرى رمزي أن هناك إمكانية لاستفادة الحزب الجمهوري من تحرك "ماسك"، وعلى رأسهم "ترامب".

البيت الأبيض يعلق

تعليق البيت الأبيض على استحواذ "ماسك" على "تويتر"، جاء على لسان جين ساكي التي قالت: "قلقنا ليس جديدًا، هذه المنصات في حاجة لأن تخضع للحساب".

وأضافت: "تَحَدّث الرئيس منذ فترة طويلة عن قلقه إزاء قوة منصات وسائل التواصل الاجتماعي بما يشمل تويتر، في نشر معلومات مضللة".

وتابعت "ساكي" أن "البيت الأبيض يواصل العمل من أجل إلغاء القانون 230 الذي يحمي شركات الإنترنت من المحاسبة على المحتوى الذي ينشره المستخدمون، ويدعم تشديد إجراءات الشفافية ومكافحة الاحتكار على شركات التكنولوجيا".

ويعتقد مسؤولو إدارة بايدن أن تشديد عمليات التدقيق قد تمنع نشر المعلومات المضللة المتعلقة بالقضايا السياسية وتلك المرتبطة بوباء "كوفيد-19".

وبيّنت "ساكي": "نتواصل بانتظام مع كل منصات التواصل الاجتماعي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها بهذا الشأن. هذا التواصل مستمر وأنا على يقين أنه سيستمر؛ لكن هناك إصلاحات نعتقد أن الكونجرس يمكن أن يقوم بها".

دوافع ماسك

وكشف الملياردير الأمريكي عن سبب رغبته الشديدة في شراء منصة "تويتر"، خلال مؤتمر TED في فانكوفر، يوم 15 أبريل، قائلًا إنه يريد شراء منصة التواصل الاجتماعي؛ لأنه أصبح من الضروري وجود "ساحة شاملة لحرية التعبير في المجتمع".

وأشار إلى أنه يريد "تحويل المنصة إلى خوارزمية مفتوحة المصدر؛ حيث يمكن للمستخدمين مراجعة الكود، بدلًا من فرز التغريدات بشكل غامض دون أي فكرة واضحة".

ويطمح "ماسك" إلى إدخال حزمة تعديلات على "تويتر"، أعلن بعضها منذ شرائه الحصة؛ أبرزها تعديل التغريدات بعد نشرها وإمكان الدفع للمنصة بالعملات المشفرة.

تدرج خطة "ماسك"

في 14 مارس الماضي، اشترى "ماسك" ما يزيد قليلًا على 9% من "تويتر"؛ مما جعله أكبر مساهم خارجي للشركة.

وبدا لفترة وجيزة أنه سيصبح عضوًا في مجلس الإدارة، وهي خطوة أعلنها الرئيس التنفيذي للشركة أجراوال، لكن هذا الاحتمال تبدد بحلول 10 أبريل.

بعد ذلك، في 14 أبريل، عرض "ماسك" شراء باقي أسهم "تويتر"، مقابل أربعة وخمسين مليار دولار وعشرين سنتًا للسهم، وقدّر العرض قيمة الشركة بنحو 43 مليار دولار، أي أعلى بكثير من رأس مالها السوقي الحالي الذي يقارب ستة وثلاثين مليار دولار.

واتخذ مجلس إدارة "تويتر" تدابير دفاعية لمواجهة خطة "ماسك"؛ مقترحًا بعد اجتماعه تنفيذ خطة "الحبة السامة"؛ فبموجب هذه الخطة يحظر على أي مالك شراء أكثر من 15% من أسهم الشركة.

وعقب هذه الإجراءات، قال "ماسك" إنه ليس متأكدًا من أنه سيستطيع الاستحواذ على "تويتر"، واعدًا متابعيه بأن بحوزته خطة بديلة لكنه لم يكشف عن تفاصيلها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org