الدوسري: قطر فعلت كل الموبقات الدبلوماسية في علاقاتها المريبة مع "إسرائيل"

قال: تصريح الـ20 زيارة كشَف العُهر السياسي للدوحة
الدوسري: قطر فعلت كل الموبقات الدبلوماسية في علاقاتها المريبة مع "إسرائيل"

تعليقاً على تصريح السفير القطري محمد العمادي بأنه "زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014"؛ يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سلمان الدوسري، أنه خلال أكثر من عقدين من الزمن، فعلت الدوحة كل الموبقات الدبلوماسية في علاقاتها المريبة مع "إسرائيل"، تَمَثّلت فيما هو أسوأ من العلاقات نفسها؛ بالتحريض وإطلاق الشائعات والأكاذيب على جيرانها، واتهامهم زوراً بالتطبيع، فقط لتغطية علاقاتها الرسمية؛ وكأن التعريف القطري للمقاومة أن يزور سفيرها "إسرائيل" 20 مرة سراً خلال أربع سنوات، وتستضيف طلاباً وطالبات إسرائيليين ليشاركوا زملاءهم القطريين!

20 زيارة سرية

وفي مقاله "22 عاماً من علاقات الدوحة وتل أبيب" بصحيفة "الشرق الأوسط"؛ يقول الدوسري: "قبل اثنين وعشرين عاماً رُفع العلم الإسرائيلي في سماء العاصمة القطرية، والأسبوع الماضي سمحت قطر لإسرائيل بالمشاركة في بطولة العالم للكرة المدرسية، التي انطلقت الخميس بفريق للفتيان وآخر للفتيات، وفي السياق نفسه؛ أتى تصريح السفير القطري محمد العمادي لوكالة "رويترز" قبل أيام ليشرح كيف تدار علاقات بلاده مع تل أبيب، عندما قال إنه زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014 (وكانت الزيارات سرية في السابق؛ لكنها لم تعد على هذا النحو الآن)؛ حيث لم تكن العلاقات بين البلدين سراً؛ وإنما تُخفيها وتظهرها الدوحة بحسب مصالحها مع الغرب، والولايات المتحدة تحديداً".

كذب وتحريض قطر

ويعلق الدوسري قائلاً: "يمكن القول إنه خلال أكثر من عقدين من الزمن فعلت الدوحة كل الموبقات الدبلوماسية في علاقاتها المريبة مع إسرائيل؛ ليس في تفردها في القرار منتصف التسعينيات، وليس في مساعيها لأن تكون هي الوسيلة الإسرائيلية لاختراق الجسد الخليجي؛ لكن الدراما القطرية تَمَثّلت فيما هو أسوأ من العلاقات نفسها؛ بالتحريض وإطلاق الشائعات والأكاذيب على جيرانها، واتهامهم زوراً بالتطبيع، فقط لتغطية علاقاتها الرسمية التي تجاوزت حتى الدول التي لديها سفارات إسرائيلية وحدود مشتركة؛ مثل مصر والأردن؛ فلم يَزُر رئيس وزراء إسرائيل أسواقاً شعبية في هاتين الدولتين، ولم يختلط بشبابهم وفتياتهم، بافتخار قطري تجاوز كل الأعراف والتقاليد، ولم يجبر طلاب وطالبات المدارس للعب مع نظرائهم الإسرائيليين".

الدوحة تمارس العهر السياسي مع "إسرائيل"

ثم يرصد الدوسري التاريخ الأسود من العلاقات القطرية- الإسرائيلية ويقول: "بدأت الدوحة علاقاتها مع تل أبيب بعد مؤتمر مدريد؛ حيث كان أول لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شيمعون بيريز بعد زيارته الرسمية لقطر عام 1996، ورفرف العلم الإسرائيلي للمرة الأولى على ضفاف الخليج العربي بُعَيد فتح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وكذلك توقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.. بالطبع في ظل هذه الحميمية لا بد من السؤال: كيف تدعم قطر حماس وتلعب دوراً مهماً في انقلاب الحركة على شرعية السلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه تُعَد الدوحة أكبر شريك اقتصادي وعسكري في المنطقة مع إسرائيل (ارتفع حجم التبادل التجاري بين تل أبيب والدوحة إلى 7 مليارات دولار في 2015)؟ والإجابة هنا ليست معقدة؛ فأكثر ما برعت فيه السياسة القطرية؛ هو قدرتها على اللعب على حبال التناقضات، مع عدم إغفال أن قطر استغلت غزة -كما حليفتها تركيا- لتبرير علاقاتها مع إسرائيل.. العهر السياسي الذي تمارسه الدوحة يتضح عبر توثيق علاقتها مع إسرائيل من جهة؛ بينما تطلق الشائعات ضد السعودية والإمارات والبحرين عبر شبكتها الإعلامية المتخصصة في اختلاق تقارير مكذوبة من جهة أخرى. المضحك أنه لم تَصدُق قصة واحدة من كل ما أطلقته الشبكة الإعلامية القطرية؛ فكل العالم يكشف زيف العداء القطري لإسرائيل؛ إلا النظام القطري وحده الذي يظن أنه أجاد خداع الرأي العام خارج بلاده".

التعريف القطري للمقاومة

وينهي الدوسري قائلاً: "ليست القصة أن تكون هناك علاقات لقطر مع إسرائيل؛ فقد فعلتها دولة خليجية أخرى هي عمان بافتتاح مكتب تجاري في 1996، قبل أن تغلقه في عام 2000، ومع هذا لم تُثِر كل هذا الغبار الذي تثيره الدوحة بأقدامها المتعثرة في علاقتها المريبة، الفرق أن السلطنة لم تفعل فعلاً وتتبرأ منه وتتهم غيرها زوراً وبهتاناً به؛ بل اتخذت قرارها وفق مصالحها ولو أغضب الآخرين، لم تراوغ ولم تتلون ولم تنافق؛ في المقابل تخدع الدوحة نفسها وشعبها بتمثيلها دور البطولة، وفوق هذا تختلق الأكاذيب ضد جيرانها لتثبت أن الجميع مثلها، وتتوهم أنها استطاعت إقناع الرأي العام العربي بأنها دولة مقاومة وعدوة لإسرائيل.. من يدري ربما التعريف القطري للمقاومة أن يزور سفيرها إسرائيل 20 مرة سراً خلال أربع سنوات، وتستضيف طلاباً وطالبات إسرائيليين ليشاركوا زملاءهم القطريين!".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org