أكد طارق منصور، أحد كبار خبراء "ماكنزي" العالميين، أن التوازن بين التقدم والمعطيات الأخرى في المجتمعات يتوافق مع طبيعة توفر الوظائف من حيث وجود الكثير من المتغيرات والكثير من الفرص لبناء جسر بين اليوم والغد، وحيث تتركظ الكثير من المفاهيم الهامة لتوفير وظائف في المستقبل.
وألقى "منصور" محاضرة الدكتور إبراهيم الحربي بعنوان: (كيف يسهم التقدم في تحويل المجتمع؟ "مستقبل الوظائف").
ونظم منتدى أسبار الدولي هذه المحاضرة في سياق مخرجاته التي تشمل دراسات ومناقشات المستقبل، يوم الاثنين الماضي بمقر مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، بحضور نخبة من المتخصصين وأصحاب الرأي، والمسؤولين في قطاعات مختلفة.
وقال "منصور": توفير الوظائف في المستقبل يعتمد على الإحساس بالأمان، فمهمة خلق الوظائف هي بداية عملنا اليوم للعبور للغد، وينبغي أن يعمل القطاعان العام والخاص والهيئات الاجتماعية معا لتوفير فرص العمل.
وأضاف: التغيرات التي تؤثر على جسر الوصول للمستقبل بأمان تؤثر كذلك على مستقبل توفر الوظائف، وهناك تغير متوقع بخصوص فرص العمل والوظائف في مجموعة من الدول المتقدمة.
وناقش المحاضر دور الشركات والحكومات في تبني فرص العمل في المستقبل ، وخلق وظائف مستقبلية جديدة.
وأردف: على الرغم من أننا نعيش أفضل ما كانت عليه الحياة في السابق إلا أن عدم التوازن العالمي يحدث خصوصا بسبب التقدم التكنولوجي الكبير والمتسارع وتأثيره على المجتمعات، وزيادة اختلال الموازين في المستقبل بين الطبقات خاصة في مجتمعات الدول النامية، وبسبب عدم قدرة الحكومات على تلبية وسد احتياجات المواطنين، ووجود فجوة بين الشمال والجنوب وبين الدول الغنية والفقيرة.
وتابع: يحدث عدم التوازن العالمي بسبب احتمالية تحرك موازين القوة الاقتصادية والتغير للعودة مرة أخرى ناحية الشرق بدلا من الغرب، وتأثير التقدم المتسارع على النمو العالمي وخاصة نمو القطاعات الخاصة، ومرونة ذلك كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي.
وفي ضوء مداخلات الحضور وأسئلتهم التي تناولت طبيعة الأعمال والوظائف، في المستقبل، بالمملكة العربية السعودية، أشار طارق منصور إلى أن التقدم له سلبياته، حيث ستختفي الكثير من الوظائف، وتظهر أعمال ووظائف جديدة.
وقال المحاضر: دراسة ماكنزي، كشفت أن هناك طلبات متزايدة على كثير من الوظائف في المستقبل، خصوصا في المجالات الطبية والتعليم والتكنولوجيا المتقدمة. ونوّه إلى ضرورة عمل دراسة شاملة على الحلول المناسبة وفرص العمل والوظائف في مستقبل سوق العمل السعودي وفي ضوء رؤية المملكة 2030 الواعدة، التي تتوقع أن يتضاعف الدخل العام إلى الضعف.
وشدد على ضرورة مشاركة القطاع الخاص في التكامل مع رؤية المملكة، والعمل على إيجاد الفرص الاقتصادية الواعدة وتوفير وظائف مناسبة للشباب السعودي والعمل لإيجاد أفضل الحلول سواء بالقطاع العام أو الخاص.
ويعدّ "منصور" أحد أبرز المتخصصين في مجال تمكين التعاون وتحقيق الشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف المؤسسية والوطنية، التغيرات الاجتماعية التي تؤثر على المواطنين في المجتمعات، وخصوصاً عدم التوازن بين التقدم والتوقعات المستقبلية.