ناقوس خطر يضرب "خصوصية مواقع التواصل".. أعراض وبكاء وهؤلاء لا دية لهم!

محاكم وعقوبات وجُمل بارزة تحمل "هموم الهواتف" وسط تناقضات هدفها إسقاط النجوم
ناقوس خطر يضرب "خصوصية مواقع التواصل".. أعراض وبكاء وهؤلاء لا دية لهم!

- مختصون: لدينا مجتمع يعاني تناقضات و"انشر تؤجر" تسيدت بعض العقول.

- السجن سنة وغرامة 500 ألف ريال لكل من يقوم بإعادة نشر الصور المسيئة.

- باحث شرعي: لا دية إذا طعن أهل الدار أحداً يطلع عليهم من ثقب الباب.

ظلت مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدايتها حتى يومنا هذا في موقع جدال دائم، هل قرّبت أم أبعدت؟ سهّلت أم صعبت؟ حسّنت من الأخلاق أم أفسدت؟ والعديد من التساؤلات التي تدور في الأذهان حول مستخدميها وروادها؛ حيث تناقش "سبق" في هذه السطور قضية التعدي على خصوصية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

دعاوى قضائية

ففي الآونة الأخيرة كثرت الدعاوى القضائية في إطار مواقع التواصل الاجتماعي حتى امتلأت المحاكم بها، وصدرت عقوبات مختصة بنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، والذي يسعى إلى تحقيق توازن ضروري بين مصلحة المجتمع في الاستعانة بالتقنية الحديثة ومصلحة الإنسان في حماية حياته الخاصة والحفاظ على أسراره.

أبرز الجمل

"سأحاسب الجميع - حسبي الله ونعم الوكيل - سألجأ للقضاء".. لعلها أبرز الجمل التي أصبحت متداولة على ألسنة نجوم السوشيال ميديا كما يشار لهم، لقد فتحت تلك التطبيقات الأبواب للجميع في اقتحام حياتهم والتعرف على خط سير يومهم في ثوانٍ معدودة.

بكاء وتهديد

بكاء أمام الكاميرات، شكاوى، تهديد، فضح أسرار ومهاترات، الكثير من الأمور التي بثتها شاشتنا السوداء لنا، وفي نهاية كل هذا يشار للمتابعين بأنهم أقرب من أهاليهم لهم، لذلك هم دائماً في قلب صراعات حياتهم اليومية.

هواتف وهموم

وتلك الهواتف المحمولة برغم خفّتها إلا أنها أثقلت بهموم ومشاكل الناس، تاه المتابع بين حدود الخطوط الحمراء التي كانت ترسم دائماً بينه وبين النجم، إلا أنها في وقتنا هذا طمست فتمادى الجميع.

دائرة الانتهاك

وأوضحت الأستاذ المساعد في كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتورة سارة العبدالكريم، أن بعض الأشخاص هم من يضعون أنفسهم بدائرة التعرض للانتهاك من أنه يحق لهم ما لا يحق للمتابع ممن يعتقد بأن لديه صلاحية في التعدي على الشؤون الخاصة بهم حتى ولو فتحوا هم الباب لذلك.

مغالطات

وأضافت: "من المغالطات لدى المجتمع المعتقد السائد بأن الشخصية الإعلامية حياتها في متناول يد الجميع؛ بينما تحفظ شؤون من هم دون ذلك ولا بد من الستر عليهم وحفظ عورتهم".

إسقاطه هدف

وعن خصوصيات نجوم التواصل الاجتماعي التي تنتشر كالنار في الهشيم دون الاعتبار للأخلاقيات التي هذبنا بها الدين الإسلامي، تقول "العبدالكريم": "المجتمع يعاني من نهم في معرفة كل شيء عن الشخص، وثقافة التسريب ارتبطت بتلك المشاعر التي يحملها البعض تجاه النجم؛ حيث البحث عن فشله هو الغاية التي يتجنب المجتمع الاعتراف بها، فإسقاطه هو الهدف بأي شكل كان".

عقوبات رادعة

القانون هو المفصل في كل الأمور، فأشار المستشار القانوني فيصل الطايع، إلى أن السجن من 6 أشهر إلى سنة هو عقوبة الجرائم المعلوماتية وفقاً للمادة السادسة من النظام، والتي قد تصل الغرامة المالية فيها لمبلغ 500 ألف ريال، وبإمكان الشركة المسؤولة إغلاق الحساب الخاص بالمسرب في حال ثبتت الإساءة والشكوى من قبل الشخص المتعرض للانتهاك.

ومن يعيد النشر

وأضاف: "إن ما يغيب عن أذهان رواد التواصل الاجتماعي أن العقوبة ذاتها تقع على كل من سوّلت له نفسه إعادة نشر تلك الصور أو حتى حفظها على جهازه الخاص به".

الإسلام والأعراض

لقد حمى الإسلام أعراض المسلمين، يقول عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوادع: "فَإِنَّ دِمَاءَكمْ وَأَمْوَالَكمْ وَأَعْرَاضَكمْ بَيْنَكمْ حَرَامٌ كَحرْمَةِ يَوْمِكمْ هَذَا، فِي شَهْرِكمْ هَذَا، فِي بَلَدِكمْ هَذَا"؛ حيث يشير الأستاذ في الدراسات العليا بجامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز العسكر، إلى أن حرمة المال والدماء والعرض متساوية، والعرض هو كل ما يمس سمعة الإنسان؛ حيث حرم الإسلام القذف والتجسس على خصوصية الآخرين، فأي نظر لما يخص إنساناً آخر في ماله، أو عرضه أو بدنه لا يجوز؛ لأنه محمي بالنهي عن التجسس، وتطرق إلى أن كل ما فيه نشر ما لا يرضى صاحبه نشره هو نوع من التشهير.

لا دية له

وأوضح "العسكر" أنه إذا رأى أهل الدار أحداً يطلع عليهم من ثقب الباب فطعن أحدهم عينه فليس في ذلك دية ولا قصاص؛ لكون الشخص تجاوز الحد في النظر، فنشر صور مسلم في أوضاع غير مسموح بها، ولم يسمح بها صاحبها محرم في نظر الشرع، ومن يقوم بذلك الفعل فلقد تجاوز الحد؛ لما في ذلك من تتبع عورات وانتهاك لخصوصية أخيه المسلم.

ناقوس الخطر

ومع مطلع كل يوم جديد تتجدد ذات القضايا بضحايا مختلفين؛ إلا أن غياب الوعي المجتمعي هو القاسم المشترك في جميع الحالات، لذا لا بد على الفرد أن يدرك خطر الوقوع تحت مطرقة القانون لمجرد صنع مادة دسمة أساسها الشؤون الخاصة بالأشخاص، حتى وإن سمح أولئك لمتابعيهم بالدخول لتفاصيل حياتهم الخاصة؛ إلا أن ذلك لا يعطيهم أحقية النشر والتهكم وفضح الآخرين، وإن أخطأوا، فكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: "فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org