"الخريف": "بيضة" أثر في نفسي.. و"التنمر" مسؤولية وزارة التعليم

دعا الوطن العربي إلى الاهتمام بـ"العكسية" إذا أراد الحفاظ على القدس
"الخريف": "بيضة" أثر في نفسي.. و"التنمر" مسؤولية وزارة التعليم

كشف المترجم وصانع المحتوى السعودي عبدالله الخريف أنه في بداية مشواره أحس بالإحباط نتيجة ضعف ردة الفعل ناحية أعماله وزاد ذلك الغربة أثناء دراسته بأمريكا.

وأشار إلى أن أحد المتابعين في تويتر لا يحمل اسماً صريحاً، عبارة عن "بيضة" قال له (قبل أسبوعين أخطط لأنهي حياتي.. واليوم أخطط لأبدأ حياتي بجدية بسبب فيديو محفز)، وهذا الأمر رفع المعنويات وأجبرني على مواصلة العطاء.

ويؤمن "الخريف" بأهمية الترجمة في نهضة الأمم والشعوب والدفاع عنها، كما يؤمن بأنه في الإمكان استحداث الكثير من الثقافات الجديدة، وتصحيح المعلومات والاعتقادات الخاطئة، فضلاً عن تعزيز القيم الإيجابية، إذا حظيت تلك الترجمات باهتمام صانعيها، بحيث لا تكون عشوائية الإنتاج، بغرض "الإثارة اللحظية" و"التشويق عديم الفائدة"، ومن هنا اجتهد الخريف في اختيار ما يستحق ترجمته من اللغة الإنجليزية إلى العربية، بالتركيز على المحتوى المؤثر في نفس المتلقي، كما اجتهد أكثر في صياغة هذا المحتوى، وتقديمه بطريقة جذابة، عبر بوابة "الإعلام الجديد"، ولا يمر الكثير من الوقت إلا ويحصد الخريف ثمار جهده في تحقيق نسبة مشاهدة عالية لترجماته وأعماله على منصات العرض الحديثة.

وطالب وزارة التعليم والوالدين إيجاد حلول وتهيئة لظاهرة "التنمر"، وهو الاعتداء اللفظي وإيذاء الأطفال، مثمناً توجه مبتعث سعودي للرد على سخرية أجنبية في الرياض اتصلت على مركز العمليات الموحد "911"، ليعمل المبتعث بنفس الأسلوب متصلاً على عمليات الولايات المتحدة كاشفاً عدم وجود خاصية الرد باللغة العربية.

الخريف الذي يدعي أنه غير متخصص في الترجمة، أثبت أنه على العكس من ذلك، كما أثبت أنه ما يفعله يمليه عليه حسه الوطني، وحرصه على تعزيز استفادة المواطنين السعوديين، قبل غيرهم، من التجارب الغربية الملهمة، بطريقة مؤثرة قد تعدل سلوك الفرد، وتغير بوصلته بدرجة 180 درجة.

ويحذر عبدالله الخريف خلال استضافته في "لقاء الخميس" للناجحين من أن المملكة وشعبها يتعرضان إلى هجمات شرسة في الغرب، ومن جماعات تترصد بالشر لكل ما هو عربي وإسلامي، مشيراً إلى أن هذه الجماعات، سلكت طريق الإعلام الجديد، في تشويه صورة المملكة، وإظهارها على أنها دولة إرهابية، يحب شعبها القتل وسفك الدماء، وهضم حقوق المرأة وما إلى ذلك من سلبيات وتهم، يحاول الغرب إلصاقها بالمملكة.

ومن هنا، قاد الحس الوطني "الخريف" إلى التخصص في الترجمة، والاجتهاد فيها إلى حد "الاحتراف"، وذلك عندما وجد أثناء ابتعاثه في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل سنوات، فيلماً إنجليزياً في أحد مواقع الإنترنت، يشوه صورة السعودية، ويصورها على أنها دولة تحب سفك الدماء. ويقول الخريف: "الفيلم يحمل عنوان "واقع المملكة العربية السعودية"، وتتصدره صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تبعها مشهد عن تنفيذ حد القصاص في أحد الجناة".

ويقول الخريف تعليقاً على هذا الفيلم: "صناع الفيلم يعرفون ماذا يفعلون، فهم يخططون جيداً، ويحددون الأهداف المرجوة من وراء الفيلم، والدليل على ذلك أن عدد مشاهديه حول العالم يتجاوز مليار شخص، الأغلبية العظمى منهم تأثروا بالفيلم، وصدقوا ما فيه من معلومات ومشاهد، في المقابل ليس عندنا في المملكة أو العالم الإسلامي هذا التخطيط العميق، ولا القدرة على الرد بالطريقة نفسها، وبالتأثير نفسه".

وتابع: "دفعتني أكاذيب الفيلم الأجنبي للرد عليه، فقررت أن أصنع فيلماً مضاداً باللغة الإنجليزية يحمل نفس العنوان، ولكنه يحمل المفاهيم الصحيحة عن الإسلام في نشر العدل والتسامح، ولشعب المملكة، وقادتها الذين يعملون على تعزيز القيم النبيلة والترابط المجتمعي، واستعنت ببروفيسور أمريكي في دولة الابتعاث، وأربعة من زملائي، في إعداد وإنتاج الفيلم المضاد"، مبيناً أهمية أن "تهتم الجهات المعنية في المملكة بالترجمات، واتباع أحدث وسائل الإعلام الحديث، للرد على الشبهات والأباطيل التي قد تطال السعودية وشعبها".

ويرى "الخريف" أن الترجمة العكسية (من العربية إلى الإنجليزية) تحتاج إلى الكثير من الجهود والإمكانات، مشيراً إلى أنه خاض هذا الجانب، ولكن نسبة المشاهدة له في الغرب لا تشجع على الاستمرار فيها، مما يتطلب المزيد من الجهود الرسمية لتفعيل هذا الجانب"، مشدداً على أهمية أن تكون هناك "آلية بين الدول العربية والإسلامية لتفعيل الترجمة العكسية، وإظهار الإيجابيات التي يتمتع بها العرب والمسلمون أمام العالم عامة، والغرب خاصة". وقال: "الصهيونية ـ على سبيل المثال ـ نجحت في إنتاج أفلام، سوقت لها في منصات الإعلام الجديد لإظهار الحق الإسرائيلي في القدس، وركزت على أن الفلسطينيين جماعة همجية، لا تحب التعايش بسلام بجانب الإسرائيليين، ومثل هذه الأعمال تحتاج إلى أعمال مضادة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org