كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير حصري لها، أن تقرير "FBI" المنتظر، لم يجد أي دليل على تورط مرشح المحكمة العليا "بريت كافانوه" في أي سوء سلوك جنسي.
فبعد مراجعة تقارير المقابلات من قِبَل فريق التحقيق الذي يُجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" حول مرشح المحكمة العليا "بريت كافانوه"؛ لم يتم العثور على أي دليل على مزاعم سوء السلوك الجنسي الموجهة ضد القاضي الفيدرالي؛ وفقاً لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر مطلعة على التحقيق، ولم يتضح ما إذا كان البيت الأبيض قد انتهى من مراجعة التقارير الجديدة أو لا.
وغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تقرير "وول ستريت"، في وقت متأخر، بالقول: "قضية القاضي تَسببت في حدوث أمورعظيمة"؛ مُبدياً إعجابه بالحماسة والدعم الكبير الذي حَظِيَ به مرشحه من قِبَل الشعب قائلاً: "كل البلاد معك على طول الطريق".
وإذا صحت تقارير "وول ستريت"؛ فإنها ستكون صفعة للديموقراطيين والإعلام اليساري الداعي لعرقلة ترشيح "كافانوه" بسبب مزاعم جنسية حدثت قبل 35 عاماً؛ بل أكثر من ذلك؛ حيث يراها مراقبون بأنها قد تكون نقطة تحول في صالح الجمهوريين مع قرب الانتخابات النصفية الحاسمة في السادس من نوفمبر القادم والتي ستحدد مصير الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.
من جهته دعا تشاك شومر زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الرئيس ترامب إلى الإعتذار من المرأة التي اتهمت القاضي "كافانوه" بمحاولة اغتصابها؛ واصفاً سخرية "ترامب" منها بـ"الوقاحة وغير المسؤولة".
وأعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل أنه طلب إجراء عملية التصويت يوم الجمعة؛ لتأكيد ترشيح "كافانوه"؛ مستبقاً إرسال تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أعضاء مجلس الشيوخ لمراجعته.
وفي تقرير حصري لها، كشفت "فوكس نيوز" أن الصديق السابق للمدعية على القاضي، "كريستيان فورد"، اعترف بأنها قد ساعدت أحد أصدقائه المقربين على تخطي اختبار فحص الكذب؛ نظراً لتخصصها في علم النفس وتعمقها في هذا المجال.
وأوضح صديقها، في بيان له، والذي ارتبط معها في علاقة لمدة ست أعوام، عن أنها لا تخشى الأماكن المرتفعة أو الضيقة أو الطيران، ولم يلاحظ عليها ذلك طوال ٦ أعوام.
وتابع: طوال ٦ أعوام، وتحديداً منذ عام 1992 وحتى 1998، لم أسمع منها أنها تعرضت لمحاولة اعتداء جنسي من قِبَل "كافانوه".
وأردف: "لا أقصد أن أقوّض مصداقيتها؛ لكن هذا ماحدث"؛ مضيفاً أنه بعد انفصالهما اكتشف أنها تستخدم بطاقة ائتمانية كانا يشتركان فيها لمدة عام، وهو ما وصفه بالاحتيال. وأفاد صديقها السابق بأن سبب انفصاله عنها هو خيانتها له.
وكان الرئيس الأمريكي قد سخر من كريستيان فورد أثناء تجمع انتخابي يوم أمس في ولاية الميسيسبي، قائلاً عنها: "إنها لا تعلم عن أي شيء حدث لها أثناء هذه المزاعم؛ حتى اسمها لم تتذكره، ولم تتذكر منزلها وطريق العودة"؛ في إشارة إلى أن كل مزاعمها كانت تحت تأثير الكحول.
وزعمت كريستيان بايزلي فورد، أن باريت كافانوه مرشح "ترامب"، حاول تجريدها من ملابسها وهو في حالة سكر، وثبّتها على الفراش، وكمم فمها، عندما كانا في حفل أثناء المرحلة الثانوية، وأشارت إلى أن عمرها في ذلك الوقت كان ما بين 15 و17 سنة.
وقالت "فورد" التي أصبحت أستاذة في علم النفس في جامعة كاليفورنيا: إنها شعرت بالخوف، وأضافت: "مع أنني أشعر بالخوف؛ لكن يجب أن تعلموا أن الخوف لن يمنعني من الشهادة، وسوف تجدون إجابات على كل أسئلتكم، وأطالب بمعاملة نزيهة ومحترمة".
وصب الجمهوريون جام غضبهم على عرقلة الديموقراطيين عملية ترشيح القاضي "كافانوه"؛ حيث أعرب "ليندزي غراهام" عضو لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي وعضو الحزب الجمهوري، عن استيائه من الانهيار الكامل للإجراءات التقليدية لتعيين المرشح لرئاسة المحكمة العليا؛ وذلك على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وأضاف عندما يتعلق الأمر بتعطيل أجندة الرئيس دونالد ترامب؛ فلا حدود لما يمكن أن نراه من ممارسات، وقال العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ توم كوتون: إن الديموقراطيين يشاركون في حملة للتعطيل والاغتيال المعنوي للقاضي "كافانو"، وعلينا أن نصوّت هذا الأسبوع؛ فيما هاجم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ "ميتش ماكونيل" الديمقراطيين قائلاً: "إنه عارٌ وحملة تشويه حقيرة بلغت مداها".
من جهته، أعلن السيناتور الجمهوري "جيف فليك" المعارض لترامب، والذي كان لرأيه دور في تأخير عملية التصويت، بعد دعوته لإجراء تحقيق عادل من قِبَل آلاف بي آي، "أنه يريد من مكتب التحقيقات الفيدرالي أن يتأكد من أن أي ادعاءات جديرة بالثقة ضد مرشح المحكمة العليا بريت كافانوه؛ يتم التحقيق فيها بشكل كامل"؛ وفقا لـ"السي إن إن" الأمريكية.