"عريجة": أصبح للإعلام زخم كبير متعدد المصادر طغى فيه المحتوى الخبري الفردي على المؤسسي

"عريجة": أصبح للإعلام زخم كبير متعدد المصادر طغى فيه المحتوى الخبري الفردي على المؤسسي

قال: الصحافة هي من تحرّك القلوب والعقول وبمجرد الاستغناء عنها نعود للعصور الحجرية المتأخرة

أقام المنتدى الثقافي للشيخ محمد صالح باشراحيل -يرحمه الله- محاضرة بعنوان "التفكير النقدي ومقاومة التضليل الإعلامي"، قدمها الدكتور سالم بن علي عريجة رئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى، مساء أمس الثلاثاء، بقاعة المنتدى بمكة المكرمة، وبحضور عدد كبير من نخب المجتمع المكي.

بدأ اللقاء بكلمة رئيس مجلس إدارة المنتدى الشاعر الدكتور عبدالله بن محمد باشراحيل، رحب فيه بالضيف الدكتور عريجة، مؤكدًا على أهمية الإعلام في عصرنا الحاضر وأنه يمثل مرتكزًا مهمًّا في حياة الشعوب، وتطرق إلى حساسية العمل الإعلامي الصحفي.

وقال: إن "الصحافة هي من تحرك القلوب والعقول وبمجرد الاستغناء عن الصحافة نعود إلى العصور الحجرية المتأخرة، وأن الإعلام السعودي لا يزال بخير ما دامت هذه الجهود العلمية والثقافية قائمة".

بعد ذلك استهلّ الدكتور سالم محاضرته بطرح تساؤلات عن التفكير النقدي والفرق بين عصر الإعلام الحالي والسابق، وأنه كان من السهل السيطرة على نوع وشكل المحتوى الإعلامي الموجه للجمهور، لكن في العصر الحالي، ومع وجود قنوات التواصل الاجتماعي تلاشت تدريجيًّا النظرية التي تسمى بحارس البوابة، فأصبح للإعلام زخم كبير متعدد المصادر، طغى فيه المحتوى الخبري الفردي على المحتوى المؤسسي ،وأصبح من الصعب السيطرة عليه.

وتطرق إلى الهجمات الإعلامية الدعائية التي تستهدف المملكة، وكيف للتفكير النقدي أن يوفر حصانة ذاتية للفرد يكون فيه الجميع حراسًا لعقولهم وعقول أبنائهم من أي محاولة دعائية باطلة تستهدف الدين والوطن، لافتًا إلى أن الدور المنوط بالنخب السياسية والثقافية اليوم في التوعية والمشاركة في تفنيد تلك الإدعاءات والحملات؛ كبير ومهم في طريق التصدي لها.

وأضاف أن تلك المشاركة تمثل تفعيلاً لرؤية معالي وزير التعليم في تقييم الجامعات بناءً على الأثر المضاف للمجتمع، وهذا بدأت فيه جامعة أم القرى من فترة طويلة، مبينًا أن دور النخب الأكاديمية في الجامعات يجب أن يتجاوز أسوار الجامعات.

وتحدث "عريجة" عن عدد من الإحصاءات العالمية التي تبين أن الثقة في المحتويات الخبرية المؤسسية تراجعت كثيراً في بدايات ظهور الإعلام الجديد، ولكن مع مرور الزمن بدأت الثقة تعود لوسائل الإعلام الرسمية؛ نظراً لتفشي الشائعات والأخبار الكاذبة في الإعلام الجديد، وهي فرصة مهمة لوسائل الإعلام للعودة كصانع للرأي العام متى ما استوعبت التجربة، وفرضت نفسها في ساحات الإعلام الجديد.

وأضاف أن لكليات وأقسام الإعلام في المملكة مهمة كبيرة في صناعة جيل إعلامي ناضج بإمكانه أن يقود دفة الإعلام السعودي بما يتوازى مع حجم وأهمية وثقل المملكة العربية السعودية.

وعرض الدكتور عريجة عددًا من الأمثلة الخبرية التي شهدها الإعلام المحلي والعالمي مؤخراً؛ مثل ادعاء السناتور الأمريكي رون وايدن، بأن تطبيق أبشر صمم للرقابة وقمع الحريات، وفند فيه تلك الادعاءات، واستعرض كيفية التعرف على الأخبار الصحيحة والمزيفة والدعائية؛ عبر طرح سلسلة من التساؤلات والإجراءات البسيطة، والتي تساعد المتلقي العادي على التمييز بينهما.

وفي نهاية المحاضرة تم فتح مجال المداخلات والأسئلة، والتي شارك بها عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى والنخب المكية، أفرزت حواراً ونقاشاً مهماً في عدد المواضيع الإعلامية على الساحة.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org