خبراء الطقس.. مَنْ نصدِّق؟

خبراء الطقس.. مَنْ نصدِّق؟

نشاهد ونسمع يوميًّا العشرات من خبراء الطقس الذين يحللون ويحددون أوقات النجوم وطلوعها، والبرد والثلج والهواء والرياح -بأمر الله عز وجل-، وغيرها من التغيرات المناخية التي تحدث في الجو، ويتأثر بها الإنسان والنبات والحيوان. وهذه مما لا شك فيه علوم موجودة ومتوارثة. ونتذكر جميعًا كبار السن عندما كانوا يتحدثون عن مواقيت النجوم، وتحركاتها، وتأثيرها على التغيرات المناخية التي تحدث في الجو، ووقت دخول المربعانية وخروجها، وكذلك العقارب وسعد بلع وسعد السعود وسعد الذابح.. وغيرها من النجوم. كما أن الكثير من المتمرسين بالصحراء يمشون ويهتدون بالنجوم؛ وهو ما يؤكد أن هذه من العلوم المعروفة والمحببة للإنسان. وهي في السابق كانت بغرض نشر الفائدة، وتعليم الناس ما ينفعهم في معاشهم؛ إذ يعتمد عليها المزارعون لزراعة أشجار معينة في أوقات معينة، وكذلك المسافرون في الطرق لتجنب عوامل الرياح والغبار وغيرها.

في وقتنا الحاضر تحوَّل هذا العلم إلى استعراض وإفتاء بغير علم، ومحاولة كسب الشهرة والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، وما يتبع ذلك من دعايات وإعلانات تدخل جيوب هؤلاء. وأنا أكتب هذه السطور قال أحدهم إن المربعانية دخلت منذ أربعة أيام، وآخر يقول إنها ستدخل بعد يومين، وثالث يفتي بغير ما أفتى سابقاه.. وهكذا؛ وهو ما يؤكد أن المسألة تعتمد في أغلبهم على قراءات غير موثقة، والدخول في مجال غير مجاله (من أفتى بغير فنه أتى بالعجائب).

ولا أفشي سرًّا إذا قلت إن أغلبهم غير مؤهل للحديث عن هذه الأمور؛ لأنه لم يأتِ إليها برغبة أو اقتناع، إنما وجد هذا الطريق سهلاً ميسرًا للحديث فيه بحكم أن الأغلبية لا تفقه في ذلك شيئًا، ويسهل التدليس عليهم. فلو قلت لأحد إن (العقارب) ستدخل بعد أسبوع، وهي بعد شهر، فلن يعترض عليك أحدٌ إلا القلة القليلة؛ لأن الجميع لا يفهمون في هذه الأمور؛ ولذلك وجد هؤلاء هذا المجال فرصة سانحة للحديث والتباهي بدون علم.

أتمنى وجود جمعية متخصصة، تجمع الممارسين والمهتمين في هذا الفن (بدراية)؛ ليتم الاعتماد عليهم، وأخذ المواقيت منهم بدلاً من الرجوع إلى حسابات واتس أو سناب أو تويتر، في أغلبها غير صحيح.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org