أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا رؤيتها لمحافظة العلا التي تشمل السعي لإنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي، وهو أكبر صندوق في العالم لحماية هذا النوع من القطط الكبيرة المهددة بالانقراض التي تستوطن جبال المنطقة.
وسيمكِّن هذا المشروع محمية شرعان الطبيعية، إضافة إلى مواقع أخرى، لتكون منطقة مناسبة لإطلاق وإعادة توطين النمر العربي في المستقبل.
النمر العربي
يعد النمر العربي بحجمه الصغير نوعًا ما أكبر وأقوى أنواع القطط العربية، لكنه يبقى الأصغر حجمًا بين سلالات النمور جميعها. ويواجه هذا الحيوان صاحب النظرة الثاقبة والمخالب القوية خطر الانقراض، وتتناقص أعداده بشدة في مواطنه التي تشمل (السعودية، عمان، الإمارات، اليمن، سوريا وفلسطين).
يوجد النمر العربي في مناطق السلاسل الجبلية في شبه الجزيرة العربية التي تعتبر أفضل مكان له لتضاريسها الوعرة؛ إذ تكثر أنواع الحيوانات التي يقتات عليها، ويعيش في الأماكن الصحراوية المختلفة في جنوب آسيا والصحراء العربية الكبرى، ومنه سبعة أنواع تعيش وتتوزع حسب الموقع الجغرافي على اختلاف مظهرها وحجمها.
تتميز النمور العربية بكونها فاتحة اللون بشكل كبير؛ إذ إن اللون الذهبي المصفر الذي يوجد في العادة بين البقع في معظم أنحاء جسم باقي السلالات لا يوجد عند هذه السلالة إلا على طول ظهورها، ومن ثم يبهت إلى الأصفر الشاحب أو الأبيض على باقي الجسد. كما تتميز بلون عيونها الزرقاء خلافًا لمثيلاتها الإفريقية.
تزن الأنثى البالغة 20 كجم، بينما يزن الذكر البالغ ما يقارب الـ 30 كجم.
تقتات النمور العربية على الماشية المستأنسة (الماعز عادة). وتفترس النمور العربية الثعالب وأي نوع آخر من الثدييات الصغيرة، إضافة إلى الطيور والجيفة، وهي تصطاد أثناء فترة الغسق والفجر إجمالاً، وتنشط أثناء الليل بشكل أكبر من النهار الذي تمضيه في أماكن ظليلة مخفية عن العيون هربًا من الحرارة المرتفعة.
يتميز النمر العربي بنشاطه نهارًا وليلاً، ولكنه يبقى حذرًا من الوجود البشري. وهذه الحيوانات انعزالية، لا تلتقي غيرها من النمور إلا في فترة التزاوج التي تدوم تقريبًا 5 أيام.
أدى الصيد المكثف في أوائل التسعينيات من القرن العشرين إلى إطلاق برامج عدة للحفاظ على هذه النمور، وعلى مسكنها الجبلي، وجميع أصناف الحياة البرية التي تقطنه. ويبلغ عدد النمور العربية نحو 200 نمر في شبه الجزيرة العربية بأكملها.
في عام 2006 توصلت دراسة من قسم علم الحيوان في جامعة الملك سعود، قامت بمسح أكثر من 50 موقعًا في السعودية، إلى وجود 65 نمرًا فقط من النمر العربي في المناطق كافة التي مسحتها عبر جبال الحجاز.