طفل يُدمن ثم يروج.. "تربوي" يكشف قصص 30 عاماً في الإرشاد: هذه ظواهر مزعجة!

تحفّظ على الموجع منها وقدّم نصائحه لأقرانه: الطلاب محتاجينك.. يريدونك أخاً وصديقاً لهم
طفل يُدمن ثم يروج.. "تربوي" يكشف قصص 30 عاماً في الإرشاد: هذه ظواهر مزعجة!

كشف قائد تربوي عَمِل في خدمة الإرشاد الطلابي، قصصاً من واقع خبرة 30 عاماً ابتدأها بمرشد طلابي في عدد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم رئيساً لقسم التوجيه والإرشاد بإدارة التعليم في محافظة الأفلاج.. سرد خلالها المشكلات السلوكية لدى الطلاب، وقصة كيف تعاطى طالب في الصف الثالث الابتدئي للمخدرات.

ولخص القائد التربوي "خالد بن عبدالرحمن المحيميد" لـ"سبق" خبرة ثلاثين عاماً في خدمة الإرشاد الطلابي؛ بقوله: "الإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه، يؤمل في هذه الحياة أن يكون نافعاً ومخلصاً لدينه ووطنه ومجتمعه من خلال ما أنعم الله عليه من تولي مسؤولية مهمة من مسؤوليات التربية والتعليم؛ ألا وهي التوجيه والإرشاد، ويرجو الله عز وجل أن يكون قد حقق النفع والفائدة لأبنائه الطلاب وزملائه المعلمين والمربين والمجتمع الذي عاش فيه".

همسة تربوية

وقال: لعلي أوجه بهذه المناسبة همسةً تربويةً إلى كل مرشد طلابي فأقول: "الطلاب محتاجينك، يريدونك أخاً وصديقاً لهم، والطابور الصباحي مفتاحك في اكتشاف الحالات، الفسح، حصص الانتظار، البعد عن المكوث الكثير في المكتب، تطبيق مقولة الإرشاد "عمل لا سجل".

وعن الظواهر المزعجة في المدارس والتي يتمنى زوالها، قال "المحيميد": ليعلم الجميع أنه إذا تشتت الجهود في المدرسة، وضعُف مستوى التكامل بينهم؛ انعكس ذلك سلباً على مستوى الضبط والانضباط المدرسي بين الطلاب، ويظهر فيهم السلوكيات السلبية الخاطئة والمشكلات نتيجة لذلك التفكك والتخلي".

الظواهر المزعجة

وأضاف: "من الظواهر الطلابية المزعجة والمقلقة التي تؤلم القلب وتزعجه: المشاجرات الطلابية، واستخدام الآلات الحادة، والنعرات القبلية المقززة، والعبث بالممتلكات العامة والمرافق بالكتابات الساقطة والتشويه والتخريب، والتقليد الأعمى في الملبس والمظهر وقصات الشعر، والتهور والتفحيط بعد الخروج من المدرسة، وتعليق الطلاب لرموز أرقام على كتبهم وطاولاتهم وسياراتهم؛ لا ندري من أين أتت وماذا تعني، واستهتار بعض الطلاب بالغياب عن المدرسة أو التأخر عن الحضور، وامتهان الكتب الدراسية وعدم احترامها، وضعف تواصل البيت مع المدرسة، إضافة إلى ضعف تواصل كثير من المعلمين مع المدرسة إلا فترة الدوام فقط، وبعضهم في الحصة الدراسية فقط".

تعاطي المخدرات

وعن مشكلة التدخين وتعاطي المخدرات عند بعض الطلاب؛ قال: "لو قلت لا لكنت مثالياً وبعيداً عن واقع الطلاب؛ ولكن بكل أسف توجد ولكنها -بحمد الله- قليلة، وأخشى من تزايدها إذا أهملنا متابعة الطلاب وأغفلنا عنهم جانب المتابعة والرعاية والاهتمام، حتى أنك تجد طلاباً في المرحلة الابتدائية يمارسون التدخين بعيداً عن أنظار والديهم، وعن اكتشاف المدرسة لهم وهذه مصيبة كبرى، وكم وجدنا من حالات لهاتين الآفتين".

قصص واقعية

أما عن بعض المشكلات التي مرت عليه وساهم في حلها، قال: "هناك طالب في الصف الثالث الابتدائي تعلّم تعاطي حبوب الكبتاجون والسبب والده؛ فقد كان والد الطالب منحرفاً ومدمناً للمخدرات، وذات يوم عثر الطالب على مجموعة منها وأخذ منها ورآها معه أحد أبناء الحارة الكبار، وكان ممن يتعاطاها؛ فاشتراها منه بمبلغ زهيد، وصار يبيع عليه وعلى غيره، ثم وقع في تعاطيها واستعمالها، والحمد لله انحلت مشكلتهما".

وتابع: وهناك طالب آخر في مرحلة المراهقة رأيت عليه أثر الإدمان فاستمررت معه مدة طويلة حتى شفي -ولله الحمد- بعد إحالته إلى مستشفى الأمل في ذلك الوقت؛ فقد كان يستعمل في اليوم أكثر من 7 حبات، وينام بالثلاثة الأيام والأربعة، وهو الآن -ولله الحمد- رجل يملك أسرة ووظيفة مرموقة.

وطالب آخر أصيب بالوسواس القهري ونوبات بكاء وملل من الحياة من شدة معاناته، جلست معه جلسات يومية طويلة؛ لدرجة أنها أحياناً تستمر ليوم كامل، وألحقته بجماعة الإرشاد الطلابي، وكلفته ببعض المسؤوليات في الرحلات والزيارات والبرامج؛ حتى مرت أزمته النفسية الحادة -ولله الحمد- بعد صبر طويل وجهد كبير وقوة تحمل.

وهناك طلاب أُلحقوا بمراكز تدريب ونالوا شهادات أهّلتهم للتوظيف، بعد أن تسربوا من المدرسة، وطلاب أعيد لهم استقرار والديهم بعد أن كانوا مفككين مختلفين، وطلاب آخرون أقلعوا عن التدخين والمخدرات بعد أن عانوا منها، وآخرون تخرجوا بامتياز بعد أن كانوا يريدون ترك الدراسة.

مهنة إنسانية

واختتم بقوله: "أعطاني التوجيه والإرشاد الفخر والاعتزاز والشرف بأن مارست مهنة إنسانية محببة، قادتني إلى نفع وخدمة أبنائي الطلاب، وأعطتني احترامهم وتقديرهم وثقتهم وزرع الابتسامة على محياهم، وأكسبتني ثقة الآباء وأولياء الأمور، قدمتني إلى المجتمع خادماً لديني ووطني وأبنائي الطلاب، وجعلتني محل ثقة وحسن ظن بمن يطلب مني مساعدته وحل مشكلته ومعاناته، أعطتني من أفتخر وأرفع له راية الاعتزاز بما وصل إليه من تشريف هذا الوطن الغالي".

يشار إلى أن محافظة الأفلاج تشهد، الأربعاء القادم، حفلاً كبيراً لتكريم القائد التربوي "خالد المحيميد"، بمسرح كليات الجامعة، بعد مسيرة عطرة بالإنجازات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org