وزير الطاقة: إنتاج السعودية من البترول سيعود إلى 11 مليون برميل بنهاية سبتمبر

"الناصر" أكد استئناف الإنتاج بمعمل خريص بعد 24 ساعة من الهجوم الإرهابي
وزير الطاقة: إنتاج السعودية من البترول سيعود إلى 11 مليون برميل بنهاية سبتمبر

أكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بجدة، أمس الثلاثاء، على الجهود المبذولة لتمكين الصناعة النفطية السعودية من تجاوز أثر هذا العمل التخريبي.

وتفصيلا، أوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان أنه استمكالاً لما أعلنته المملكة، فقد نتج عن ذلك العدوان انقطاع نحو 5,7 مليون برميل يومياً من إنتاج الزيت الخام، منها 4,5 مليون برميل يومياً من معامل بقيق، حيث تتم معالجة الإنتاج من عدة حقول، كما تعطل إنتاج نحو 2 بليون قدم مكعب من الغاز المصاحب، ونحو 1,3 بليون قدم مكعبة من الغاز الجاف، و500 مليون قدم مكعبة من غاز الإيثان ، ونحو نصف مليون برميل من سائل الغاز.

وأضاف: أن هذا الانقطاع يمثل نحو نصف إنتاج المملكة من الزيت الخام، وبما يعادل نحو 6% من الإنتاج العالمي، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ثم بقدرات شركة أرامكو السعودية، وسجلها المميز في الأداء والكفاءة وجهود العاملين فيها، وبيئة الأعمال التي يسرتها لها الدولة، فقد تم خلال اليومين الماضيين احتواء الأضرار واستعادة أكثر من نصف الإنتاج الذي تعطل نتيجة هذا العمل التخريبي السافر، ولذلك سوف تفي الشركة بكامل التزاماتها لعملائها خلال هذا الشهر، من خلال السحب من مخزوناتها من الزيت الخام، وتعديل مزيج بعض الزيوت، على أن تعود قدرة المملكة الإنتاجية إلى 11 مليون برميل يومياً بنهاية شهر سبتمبر الحالي، وإلى 12 مليون برميل يومياً بنهاية شهر نوفمبر، كما أن إنتاج الغاز الجاف والإيثان وسوائل الغاز سيعود تدريجياً ليصل إلى مستوياته قبل العدوان بنهاية هذا الشهر.

وفيما يخص الشأن المحلي، أكد وزير الطاقة أن قطاع المرافق من كهرباء وتحلية مياه ، لم يتأثر إطلاقاً من انقطاع إمدادات الغاز؛ إذ جرى تعويضه بالسحب من المخزونات الاحتياطية، وبالتحول إلى أنواع وقود أخرى، كما لم تتأثر إمدادات السوق المحلية من المنتجات البترولية من البنزين والديزل، علماً بأن إمدادات الصناعة البتروكيميائية من الإيثان ابتدأت بالتعافي تدريجياً، مع تفهم وتعاون ممثلي تلك الصناعة، ولهم خالص الشكر على تعاونهم.

وكان لسرعة استجابة الشركة وتفعيل نظام الطوارئ وكفاءة وتفاني العاملين فيها من مواطنين ومقيمين، الدور الكبير في تجاوز الأزمة وتأكيد موثوقية الشركة ومناعتها، والاستعداد قدماً للطرح الأولي لأسهمها في الأسواق ، بغض النظر عن أثار العدوان السافر، مفيداً أن العدوان الذي استهدف المملكة وقطاعها النفطي لا يشكل استهدافاً للمملكة فحسب، وإنما سيمتد أثره السلبي على الاقتصاد العالمي وأمن إمدادات الطاقة، وقد رأينا أثر ذلك على الأسواق المالية وأسواق السلع في أعقاب هذا الاعتداء، وزيادة النظرة التشاؤمية حيال آفاق نمو الاقتصاد العالمي.

وقال وزير الطاقة: الاعتداءات المتكررة على المنشآت النفطية أو خطوط الملاحة الدولية تمثل في الوقت نفسه هجوماً على كافة الدول، سواءً كانت نامية أو متقدمة، ولذلك فإن المجتمع الدولي مطالب بحماية مصالحه واقتصادياته، باتخاذ موقف جدي أكثر حزماً وصرامة لردع ومعاقبة الدول التي تقف أو تمول هذه الأعمال التخريبية السافرة، والحيلولة دون تكرارها، خصوصاً وأن المملكة من جانبها تسعى لاستمرار دورها كمصدر آمن وموثوق للإمدادات، لمواصلة دورها المعروف عنها بالعمل على استقرار السوق وأمن الإمدادات.

وأعلن وزير الطاقة، عودة الإمدادات البترولية كما كانت عليه في السابق، وقال في مؤتمر صحفي، عقده مساء أمس بحضور رئيس أرامكو ياسر الرميان، والرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين ناصر: "يسرني أن أزف لكم بشرى عودة الإمدادات البتروليه لمستواها كما كانت عليه في السابق".

وأوضح أن إنتاج السعودية سيعود إلى 11 مليون برميل بنهاية سبتمير الجاري، وإلى 12 مليون برميل بنهاية نوفمبر المقبل، مشيرا في رده على سؤال لـ"سبق" حول احتساب الخسائر التي تتحملها شركات البتروكيماويات نتيجة عدم تزويدها باللقيم كما هو معتاد إلى أنه يجري مراجعة الشركات الأكثر تأثرًا من جراء العمل التخريبي، مؤكدا أن هناك جمعية تمثل هذا القطاع، كان تعاونها جيدًا من بعد الحادث.

وبيّن أنه حرصًا على تقييم خسائر شركة أرامكو سيراجع مجلس إدارة الشركة، وستنظر الحكومة عندما يتم هذا الإجراء، مضيفا أن التأمين لا يشمل العمل التخريبي.

ولفت إلى أن الداخل لم يتأثر من حيث البنزين أو الديزل، وأنه تم تأخير المؤتمر 24 ساعة حتى تكون هناك موثوقية قوية وعالية.

وذكر وزير الطاقة أن الأعمال التخريبية أو الأعمال الإرهابية جميعها يؤدي إلى إفساد، وهي أعمال ممنهجة، هدفها إضعاف الدولة.

وقال إن ما يؤثر في اقتصاديات السعودية يؤثر في اقتصاديات العالم.. ودعا الدول المتقدمة والدول النامية إلى الحفاظ على أمنها اقتصاديًّا.

من جانبه، قال رئيس أرامكو المهندس أمين حسن الناصر إن الأعمال التخريبية التي حدثت لن توقف سير الشركة نحو الطرح العام للاكتتاب، مؤكدا أن أرامكو السعودية ستستعيد كامل قدراتها الإنتاجية التي توقفت في وقت سابق على خلفية الهجمات التخريبية على معاملها في بقيق وخريص بنهاية الشهر الحالي بإذن الله.

وقال المهندس الناصر: "تم توقيت هذه الهجمات المتزامنة بما يلحق أكبر الضرر بمنشآتنا. ولقد بينت الاستجابة السريعة وقدرة الشركة على الصمود والتحمل خلال مواجهة تلك الهجمات الإرهابية، والتعامل مع التهديدات التي تهدف إلى تعطيل إمدادات الطاقة التي توفرها أرامكو السعودية للعالم".

وأشاد بالعمل الذي قامت به فِرق الاستجابة للطوارئ، منها الإطفائيون وفِرق التشغيل والأمن الصناعي والإدارات المساندة، بالتعاون مع الجهات الحكومية. وأضاف: "شجاعة موظفينا وتفانيهم وكفاءتهم في عمليات الاستجابة هي مبعث للفخر. إن فِرق الإطفاء التابعة لأرامكو، تساندها فِرق الدفاع المدني، تمكنت من تحقيق مستويات قياسية في إطفاء ١٣ حريقًا كبيرًا في مواقع متعددة خلال أقل من ٧ ساعات، وبلا إصابات بحمد الله.

وأشار إلى أن العديد من موظفي الشركة المتقاعدين من السعوديين وغير السعوديين في لمسة وفاء استثنائية تواصلوا مع الشركة، وعبّروا عن رغبتهم في الانضمام للفِرق المساندة بشكل تطوعي بما يعبّر عن محبتهم المستمرة، وانتمائهم للشركة.

وأعلن أنه جرى استئناف الإنتاج في معمل خريص بواقع ٣٢٠ ألف برميل بعد 24 ساعة من الهجوم. كما أعلن أن الإنتاج في بقيق يبلغ حاليًا مليونَي برميل في اليوم خلال ثلاثة أيام من توقف المعمل بعد الهجمات، وأنه سيعود لمعدلاته السابقة بالكامل في نهاية شهر سبتمبر الجاري -بإذن الله-.

وقال رئيس أرامكو : "لدينا سمعة اكتسبناها عن جدارة أن لدينا موثوقية بنسبة تقارب 100 % من حيث تلبية طلبات عملائنا العالميين. وقد دافعنا عن هذه السمعة". مبينا أن الشركة قامت بتعديل عمليات التسليم والشحنات للعملاء من خلال السحب من المخزونات، وتوفير خيارات بديلة لإنتاج النفط الخام الذي توقَّف مؤقتًا.

وأضاف المهندس أمين الناصر: "لم يحدث تأخير أو إلغاء تسليم أي شحنة إلى العملاء العالميين بسبب تلك الهجمات، ولن يحدث ذلك -بإذن الله-. لقد أثبتنا قدرتنا ومرونتنا التشغيلية، وأكدنا سمعة الشركة بوصفها أكبر مورد للنفط في العالم".

وأردف بأن الشركة تمكنت دائمًا من تلبية احتياجات عملائها العالميين حتى في ظل الظروف الصعبة، بما في ذلك الصراعات التي شهدتها منطقة الخليج في الماضي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org