واشنطن تلوح بسحب قاعدة "إنجرليك" من تركيا .. وهذه الدولة هي البديل

مع تزايد التوترات بمنطقة شرق المتوسط وتوجهات "أردوغان" المريبة لروسيا
واشنطن تلوح بسحب قاعدة "إنجرليك" من تركيا .. وهذه الدولة هي البديل

فيما قد يعتبر تحولًا كبيرًا في ميزان الثقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، تدفع سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخارجية المسؤولين الأمريكيين إلى تكثيف الاستعدادات للانسحاب من قاعدة إنجرليك الجوية، وفقاً لسيناتور جمهوري كبير.

ونقل موقع صحيفة "واشنطن إكزامينير" الإلكتروني عن رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية لأوروبا في مجلس الشيوخ الأمريكي، سيناتور ولاية ويسكونسن رون جونسون قوله: "علينا التخطيط للأسوأ لما يتعلق بقاعدة إنجرليك".

ولهذه القاعدة العسكرية الأمريكية أهمية كبرى وفق موقع 24 الإماراتي؛ كونها تقع في مكان استراتيجي القريب من سوريا والبحر الأبيض المتوسط وروسيا، وخصوصاً لحلف شمال الأطلسي الذي تعتبر تركيا عضواً به، إضافة إلى كونها مركزاً لعمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

وعمد أردوغان ونظامه إلى إطلاق التهديدات في أكثر من مرة لإغلاق القاعدة، والتي ازدادت بشكل مطرد بعد محاولة الانقلاب المزعومة التي حدثت في 2016.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الانسحاب الأمريكي من القاعدة العسكرية قد يشير إلى تحول كبير في ميزان الثقة بين الولايات المتحدة والدولة التي تفتخر بثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، لا سيما مع التقارب المتزايد بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما أن المهادنة التركية مع حلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي أغضبت مسؤولين أمريكيين ورفعت من منسوب التوتر في المنطقة.

وقال جونسون: "نحن نريد الحفاظ على وجودنا الكامل وتعاوننا مع تركيا.. ولكن من موقف دفاعي، علينا إعادة النظر في حقيقة أن المسار الذي يسلكه أردوغان ليس جيداً".

وزادت حدة الخلافات التركية مع أعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال السنوات الماضية، بشكل أساسي بسبب قرارات أردوغان في شراء نظام دفاعي روسي مضاد للصواريخ الجوية؛ ما أدى إلى إقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطرد تركيا من برنامج تصنيع مقاتلات أف-35، ولاحقاً مع شروع أردوغان في اتفاقات مشبوهة مع بعض المجموعات في ليبيا وإثارة القلاقل على الحدود البحرية مع اليونان؛ الأمر الذي استدعى تدخلًا مباشرًا من قيادة تحالف شمال الأطلسي لعدم تصعيد الأمور عسكرياً بين الجارتين.

ويشير جونسون إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت فعلاً بدراسة ملف اليونان كي تكون البديل عن قاعدة إنجرليك في تركيا.

وتحتفظ البحرية الأمريكية بقاعدة في خليج سودا في جزيرة كريت اليونانية، وتتزايد أهمية الموقع تزامناً مع ازدياد التوترات بين واشنطن وأنقرة.

ويأسف جونسون بما تؤول إليه تركيا على عهد أردوغان قائلاً: "إنه أمر مزعج ومقلق للغاية، وما يحدث هو الأسباب الرئيسية التي تجعلنا بالتأكيد نعمل على زيادة وتحسين تعاوننا العسكري مع اليونان ... وتعزيز وجودنا في خليج سودا، لأن وجودنا، بصراحة تامة، في تركيا مهدد بالتأكيد".

وفي إشارة إلى زيادة التباعد بين أنقرة وواشنطن، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بداية الشهر الجاري أن بلاده سترفع حظر توريد الأسلحة المفروض على قبرص منذ 33 عاماً وستعمل على تعزيز تعاونها الأمني مع نيقوسيا؛ الأمر الذي فجر رد فعل غاضب من تركيا، لاسيما أن الجزيرة منقسمة منذ 1974 بعد غزو تركي، بحيث باتت تركيا تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها الدول الأخرى.

واعتبر التقرير الأمريكي أن تعزيز العلاقات الأمنية بين قبرص والولايات المتحدة يمثل أيضاً تحذيراً لأردوغان وإشارة إلى أن الولايات المتحدة تعد مجموعة من خيارات لإنشاء قواعد جديدة في حال ما إذا كانت قرارات أردوغان السياسية تجعل إنجرليك غير مقبولة للقوات الأمريكية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org